اكرم هلال يكتب:
التسلط يقتحم كل شئ هذه الأيام تحت زريعة “الحكم العسكري” فلا يوجد موظف إلا من رحم ربي يتعامل مع صاحب مصلحة الا بالتسلط ليندرج أسمة بين أسماء قائمة السيسي المتسلط الذى أغتصب السلطة غصب وإقتدار” على رأى العظيم “اللمبى” متناسين أننا شعب أصبح يفهم واننا نعلم جيداً ان السيسي منهم براء وهذا ليس دفاعا عن السيسي ولكن عن تجربة لما سبق فموظفين مبارك كانو يستمدون قوتهم من أمن الدولة والتعدى على موظف اثناء تأدية مهام عملة. وموظفين مرسي كانوا يستمدون جبروتهم وتجبرهم من كتاب الله وسنتة اللذين لا يعلمون عنهم شيئاً الا اللمغالطة والترجمة ” بالعبري الفصيح ” لإيهامنا أن كل ما نقوم به من أعمال “حرام حرام حرام”. ليأتى موظف الجيل التالث ليستمد قوتة من السيسي فى محاول منة لتشوية صورتة للقاصى والدانى بأعتباره إله الموت الذى انقلب على الحكم وقتل الاف فى معركتى رابعة والنهضة وتبقى عليه ان يغزونا فى معركة “الكرك” متناسين ان الاف المصريين هم من فوضوه لمحاربة الإرهاب وأولهم الموظفون أنفسهم لا لأجل الوطن ولكن سعياً منهم لمجاورة الحاكم أينما كان.
الغريب ان الموظف فى عهد مبارك هو الموظف فى عهد مرسى هو الموظف فى عهد السيسي نفس الموظف شحماً ولحماً ولكنة تعامل مع الأنظمة الثلاث بتلون عجيب لا أعلم كيف ولكنة حقا مبدع فهو بخلاف أنة يهوى السرقة والرشوة إلا أنة أيضا يعشق التسلط.
والمتسلط إنسان فاقد للكفاءة اللأزمة لتكوين فريق عمل ناجح بينهم الحب و المودة والإحترام وقضاء حوائج الناس أو الأنخراط فى أحد هؤلاء الفرق فهو دائماً يسعى للمناصب والإدارة و هو لا يملك الكفاءة لإدارة الأمور و التحكم بزمامها بدون إحتكاكات و مناوشات وصراعات بينما أصحاب الكفاءات يهربون من المناصب لأنهم يدركون أن العبئ الذي سيحملونه غير سهل ومسؤولية يحاسب عليها رب العباد و المتسلط يلهث للمنصب و يبحث عن واسطة حتى يتقلد المنصب و من ثم حدث ولا حرج عن نتائج توليه للمنصب فالتسلط مرض إجتماعي خطير أصاب مجتمعنا بسبب ضعف ثقافة الحوار و تقبل الرأي الآخر.
أما طريقة “حب التسلط “، ترى للسلطة من التقديس والعصمة وعدم جواز المخالفة ما يرتفع بها عن البشرية إلى الإلهية، وما يجعل انتقاد الأقوال والأعمال دليلاً على عدم الاعتراف بالمشروعية أوعلى الكراهية كل من يتبرم بالانتقاد إنما يفترض في المنقود عملُه الكمال والعصمة، وكل من يُقِرُّ بالنقص والقصور يجب أن يسعى إلى تحصيل الآراء المسدِّدة للوجهة، والمكملة للنقص.
فعندما يأتيك شخص ما ويضع أوامره وشروطه نصب عينيك ويتحكم فيك ويفرض عليك أرائه وأحكامه يكون هذا متسلطا ديكتاتوريا يهوى السيطرة..ولا ينكر أحداً اننا كثيرا ما نعاني من هؤلاء في حياتنا وفي كل يوم يزدادون ويتكالبون علينا وكأنهم عدوا يريد فرض نفسه على مجتمعاتنا وكأنهم تحت إمرة هتلر الديكتاتوري..
كل واحد منهم يأمرك بشيء والويل لك إن خالفته أو لم تعمل بما قال وأبسط من ذلك إن لم تقل له سمعاَ وطاعة سيدي ..يتحكمون في مستقبلك ويقومون باختيار ما يريدون لك على هواهم, لا يهم إن وافقتهم أم لم توافق..
بعد ذلك, حينما تطيعهم وتسمع لهم ولكن تريد ممارسة هواياتك من خلفهم مع مزاولة ما أمروك به,
أيضا تجدهم لك بالمرصاد..هم كالغصة في حناجرنا.. ويحا لهم بل سحقا فهم يشبهون ” سلاطين الأباريق ” أه عفوا فهنا تحضرنى قصة كنت قد قرأتها قديماً أسمها
( سلطان الأباريق !!)
يُحكَى أن رجلاً كانت وظيفته ومسئوليته هي الإشراف على أباريق حمام عمومي، والتأكد من أنها مليئة بالماء، بحيث يأتي الشخص ويأخذ أحد الأباريق ويقضي حاجته، ثم يرجع الإبريق الى صاحبنا، الذي يقوم بإعادة ملئها للشخص التالي وهكذا.في إحدى المرات جاء شخص وكان متعجلاً، فخطف أحد هذه الأباريق بصورة سريعة، وانطلق نحو دورة المياه، فصرخ به مسئول الأباريق بقوة، وأمره بالعودة إليه، فرجع الرجل على مضض، وأمره مسئول الأباريق بأن يترك الإبريق الذي في يده ويأخذ آخر بجانبه، فأخذه الشخص ثم مضى لقضاء حاجته، وحين عاد لكي يسلم الإبريق سأل مسئول الأباريق: لماذا أمرتني بالعودة وأخذ إبريق آخر، مع أنه لا فرق بين الأباريق؟ فقال مسئول الأباريق بتعجب: إذن ما عملي هنا ؟!!!
إن مسئول الأباريق هذا يريد أن يشعر بأهميته، وبأنه يستطيع أن يتحكم وأن يأمر وأن ينهى، مع أن طبيعة عمله لا تستلزم كل هذا، ولا تحتاج إلى التعقيد، ولكنه يريد أن يصبح سلطان الأباريق!.إن سلطان الأباريق موجود بيننا، وتجده أحياناً في الوزارات، أو في المؤسسات، أو في الجامعات، أو المدارس، أو في المطارات، بل لعلك تجده في كل مكان تحتك فيه مع الناس !
ألم يحدث معك وأنت تقوم بإنهاء معاملة تخصك أن تتعطل معاملتك، لا لسبب إلا لأنك واجهت سلطان الأباريق الذي يقول لك: اترك معاملتك عندي وتعال بعد ساعتين، ثم يضعها جانبا وأنت تنتظر، مع أنها لا تحتاج إلا لمراجعة سريعة منه، ثم يحيلك إلى الشخص الآخر، ولكن كيف يشعر بأهميته إلا إذا تكدست عنده المعاملات، وتجمع حوله المراجعون!! إنه سلطان الأباريق يبعث من جديد!.إنها عقدة الشعور بالأهمية، ومركب النقصبالقوةوالتحكم بخلق الله! إن ثقافة سلطان الأباريق تنسحب أيضا على المدراء والوكلاء والوزراء، تجدها في مبادئهم، حيث إنهم يؤمنون بالتجهم والشدة وتعقيد الأمور ومركزيتها، لكي يوهموك بأنهم مهمون، وما علموا أن أهميتهم تنبع من كراسيهم أكثر من ذواتهم !!.ولقد جاء في الحديث الشريف الذي رواه الامام أحمد: “اللهم من رفق بأمتي فارفق به، ومن شق على أمتي فشق عليه”، ولكنك تستغرب من ميل الناس إلى الشدة وإلى التضييق على عباد الله في كل صغيرة وكبيرة، ولا نفكر بالرفق أو اللين أو خفض الجناح، بل نعتبرها من شيم الضعفاء!.
مقالي لتبسيط الأمور، لا تعقيدها، ولتسهيل الإجراءات لا تشديدها، وللرفق بالناس، لا أن نشق عليهم، نحن بحاجة للتخلص من عقلية سلطان الأباريق.
وأما الذين يحبون السلطة كيفما كانت حالتها، ويسيرون معها أينما ولت وجهها، ويثنون عليها وإن ساء صنيعها، فإنما يدفعونها إلى شر المآلات، ويزينون لها سيئ العمل والقول، ويعينونها على ما يضر ولا ينفع.
قال ابن المقفع: إذا توليت إدارة في دولة جديدة، فرأيت جريان الأمور على غير رأي حكيم، وكثرةً من الأعوان على غير مغنم يجنونه، ونجاحًا في الأعمال بغير إعداد وتخطيط، فلا تغتر بذلك، ولا تركن إليه، فلكل جديد رغبة ورهبة، من أجلهما يعين أقوام بأنفسهم، وأقوام بما عندهم، ويستقر الأمر أمدًا ليس بالطويل، ثم يظهر عوار كل شيء فيما بعد، وينهد كل بنيان رفع على غير ركن وثيق. ونحن هذه الأيام ننجح على غير عمد فهل سننتظر الى أن يطالنا الهدد. بسب سلاطين الأباريق.