في الحرب النفسية والإجتماعية المعلنة والغير معلنة، من قبل الغرب علي أبناء الوطن العربى ، في أكثر ما يعوّل عليه العقل الغربي المستعلي الشيطاني هو مسألة تسفيه عدوه وإخراجه من إنسانيته، وبالتالي إيقاع هذا العدو بما نصب له، إلى أن يحدث موعد قطافه. ولإدراك مغزى ما نريد من كلماتى، لا بد لنا من تعريف بعض من المفرادات المتناولة في كلمتنا هذة. السفيه، هو الجاهل بإمور العامة ومتطلبات الحياة. عديم الثقة، قليل العلم، والدراية، وضعيف العقل. السفهاء، هي جمع سفيه. ويعرّف السفهاء بإنهم جهلاء لا يردعهم منطق وذلك لإنهم لا يدركون ما يقولون أو يفعلون. معنى سفه في لسان العرب السَّفَهُ والسَّفاهُ والسَّفاهة خِفَّةُ الحِلْم وقيل نقيض الحِلْم وأَصله الخفة والحركة وقيل الجهل وهو قريب بعضه من بعض وقد سَفِهَ حِلْمَه ورأْيَه ونَفْسَه سَفَهاً وسَفاهاً وسَفاهة حمله على السَّفَهِ قال اللحياني هذا هو الكلام العالي قال وبعضهم يقول سَفُه وهي قليلة وقولهم سَفِهَ نَفْسَهُ وغَبِنَ رَأْيَه وبَطِرَ عَيْشَه وأَلِمَ بَطْنَه ووَفِقَ أَمْرَه ورَشِدَ أَمْرَه كان الأَصلُ سَفِهَتْ نفسُ زيد ورَشِدَ أَمْرُه فلما حُوِّل. أمّا التسفيه، فهو برأينا إزالة القدسية والإعتبار عن الشخص المعني بالكلمة. لماذا التسفيه؟ وهل السفيه فقط هو من يقوم بعملية تسفيه الأخرين. في هذة الحرب المعلنة، حاولت أمريكا وما زالت بدعمها لإسرائيل، وبتجنيدها لعشرات من أصحاب الكلمة بتسفيه المقاومة وقائدها، أي بنزع القدسية والهالة عن سيد المقاومة والمقاومة إلى حين القطاف، ولكن بحمد الله ورعايته فشلت كل محاولاتهم وذلك لوعي المقاومة وقادتها، ووعي شعب المقاومة. كيف نرد الهجمة؟ بين الحين والأخر، عندما نذكر إسم زعيم، أمير، أوملك في كلماتنا. محاولة تسفيه هذا الزعيم أو ذاك تأخذ مجراها تلقائياً. الهدف ليس إهانة وزيادة عيار الإهانة لأجل الإهانة، هذا ليس من شيمنا. الهدف هو تسفيه هذة الشخصيات بإزالة حالة القدسية المصطنعة لهؤلاء في عقول أتباعنا وأتباع من باشرنا العداء إلى حين إختزال هذة الشخصيات من ساحة الصراع. هذا من الجانب السياسى أما بالنسبة للجانب الإجتماعى نجد علاقاتنا الإجتماعية التى تمحورت بين أبناء الوطن العربى من الناحية المهنية والأكاديمية فإن الغالبية العظمى منهم لمن يعملون فى مهنة واحدة يحاولون الإستخفاف ببعضهم البعض لكى يتربع غيره على كرسى السلطة ، ولهذا أصبح التسفيه الإجتماعى عادة حميدة يجب أن نمارسها بإتقان لكى نتربع على حسب غيرنا وهذا مايطلق عليه المنافسة الغير شريفة . وغيرها من أنواع التسفيه الإجتماعى منها مايرتبط بالعمل كما ذكرتها لكم سلفا ، ومنها مايرتبط بالنواحى الدينية بحيث اكد الشيخ الدكتور الشحات عزازى على برنامج صباح الخير يامصر فى يوم 29 يناير لعام 2016 بانه كفانا تشكيك فى الثوابت الدينية واضاعة الوقت من السفهاء لان الابداع فى المجالات الفكرية يختلف عن الابداع فى التشريعات والعقائد السماوية التى انزلها الله فى كتبه السماوية والتى تنص على القواعد والاحكام التى لاتقبل التاويل واكد ان كتابة كاتب او مفكر فى شيئ ليس متخصصا فيه يؤدى الى الحكم بالهوى وبالعاطفة وليس بالعقل واكد ان الاحكام القضائية لاتقبل المناقشة او التسفيه فكيف باسم الحرية يتم تسفيه نص مقدس تداولته الكتب المقدسة واكد ان النص التراثى الناتج عن العقل البشرى يختلف عن النص الالهى لان القرآن لفظ مقروء والمنظومة العلمية الدقيقة التى وضعها العلماء هى القادرة وحدها على تفسير القرآن وتوضيحه فى ظل المعارف الحديثة ولكن الثابت فى النصوص واحد ولايقبل التغير او التاويل . ولهذا أوصيكم ونفسى بعدم الإقلال من شخصيات الآخرين فقد يكون الآخر على صواب ونحن على خطأ ، ولكى نفعل التنمية بمجمتعاتنا العربية يجب علينا أن نبادر بتشجيع الآخرين وننمى قدراتهم لكى ننهض بأنفسنا ومجتمعاتنا . وبناء على ذلك فإن الخدمة الإجتماعية لها دوراً جوهرياً فى التعامل مع التسفيه الإجتماعى لتفعيل دورها الوقائى والعلاجى والتنموى مع أطياف المجتمع العربى من خلال التدخل المهنى مع مستويات أنساق الممارسة المهنية (افراد – جماعات – منظمات – مجتمعات) ، باستخدام معارف وقيم وأخلاقيات ومهارات الخدمة الإجتماعية . معاً للتخفيف من التسفيه الإجتماعى ….. معاً للتنمية البشرية والإجتماعية