متابعة _ اشرف المهندس
فى سياق التقرير التالى نتسعرض اخطر المخططات لتمزيق العالم العربى والاسلامى
ما فعالت أمريكا بالعراق وأفغانستان مطلع الألفية، وما تحاول ان تقوم به فى ببقية الدول العربية والإسلامية اليوم، وما تصنعه إسرائيل بفلسطين ليست أمورًا مفاجئة، وما حدث ويحدث، مؤخرًا، في مصر والسودان والجزائر وليبيا واليمن وسوريا وعدة دول عربية له دوافع وأسباب. والحقيقة الكبرى أن ما يحدث الآن هو تحقيق وتنفيذ للمخطط الاستعماري الذي خططته وصاغته وأعلنته الصهيونية والصليبية العالمية؛ لتفتيت العالم الإسلامي، وتجزئته وتحويله إلى كانتونات صغيرة ليكون الكيان الصهيوني المسيطر والمهيمن، وذلك منذ إنشاء هذا الكيان الصهيوني على أرض فلسطين عام 1948م.
وهذه تفاصيل الوثيقة الخطيرة لـ”برنارد لويس” التي جاءت لخدمة المشروع الصهيوني الأمريكي وحتى لا ننسى ما حدث لنا وما يحدث الآن وما سوف يحدث في المستقبل، فيكون دافعًا لنا على العمل والحركة؛ لوقف الطوفان القادم.
اولا نتعرف من هو “برنارد لويس”؟
مؤرخ وباحث أكاديمي ومستشرق بريطاني الأصل، يهودي الديانة، صهيوني الانتماء، أمريكي الجنسية، صاحب أخطر مشروع في هذا القرن لتفتيت العالم العربي والإسلامي من باكستان إلى المغرب، والذي نشرته مجلة وزارة الدفاع الأمريكية.
ولد في لندن عام 1916م، وبها درس وتخرَّج في جامعة لندن عام 1936م، وعمل فيها مدرسًا في قسم التاريخ للدراسات الشرقية الإفريقية.
كتب كثيرًا عن تاريخ الإسلام والمسلمين؛ حيث اعتبر مرجعًا فيه، فكتب عن كلِّ ما يسيء للتاريخ الإسلامي متعمدًا.
وذات مرة نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” مقالاً قالت فيه: إن برنارد لويس “90 عامًا” المؤرخ البارز للشرق الأوسط وقد وَفَّرَ الكثير من الذخيرة الأيديولوجية لإدارة بوش في قضايا الشرق الأوسط والحرب على الإرهاب؛ حتى إنه يُعتبر بحقٍّ منظرًا لسياسة التدخل والهيمنة الأمريكية في المنطقة.
قالت نفس الصحيفة إن لويس قدَّم تأييدًا واضحًا للحملات الصليبية الفاشلة، وأوضح أن الحملات الصليبية على بشاعتها كانت، رغم ذلك، ردًّا مفهومًا على الهجوم الإسلامي خلال القرون السابقة، وأنه من السخف الاعتذار عنها.
ورغم أن مصطلح “صدام الحضارات” يرتبط بالمفكر المحافظ “صموئيل هنتينجتون”، فإن “لويس” هو مَن قدَّم التعبير أولاً إلى الخطاب العام، ففي كتاب “هنتينجتون” الصادر في 1996م يشير المؤلف إلى فقرة رئيسية في مقال كتبها “لويس” عام 1990م بعنوان جذور الغضب الإسلامي، قال فيها: “هذا ليس أقل من صراع بين الحضارات، ربما تكون غير منطقية، لكنها بالتأكيد رد فعل تاريخي منافس قديم لتراثنا اليهودي والمسيحي، وحاضرنا العلماني، والتوسع العالمي لكليهما”.
طوَّر “لويس” روابطه الوثيقة بالمعسكر السياسي للمحافظين الجدد في الولايات المتحدة منذ سبعينيات القرن العشرين؛ حيث يشير “جريشت” من معهد العمل الأمريكي إلى أن لويس ظلَّ طوال سنوات “رجل الشؤون العامة”، كما كان مستشارًا لإدارتي بوش الأب والابن.
“لويس” الأستاذ المتقاعد بجامعة “برنستون” ألَّف 20 كتابًا عن الشرق الأوسط من بينها “العرب في التاريخ” و “الصدام بين الإسلام والحداثة في الشرق الأوسط الحديث” و”أزمة الإسلام” و”حرب مندسة وإرهاب غير مقدس”.
ولم يقف دور “برنارد لويس” عند استنفار القيادة في القارتين الأمريكية والأوروبية، وإنما تعدَّاه إلى القيام بدور العراب الصهيوني الذي صاغ للمحافظين الجدد في إدارة الرئيس بوش الابن استراتيجيتهم في العداء الشديد للإسلام والمسلمين، وقد شارك لويس في وضع استراتيجية الغزو الأمريكي للعراق؛ حيث ذكرت الصحيفة الأمريكية أن “لويس” كان مع الرئيس بوش الابن ونائبه تشيني، خلال اختفاء الاثنين على إثر حادثة ارتطام الطائرة بالمركز الاقتصادي العالمي، وخلال هذه الاجتماعات ابتدع لويس للغزو مبرراته وأهدافه التي ضمَّنها في مقولات “صراع الحضارات” و”الإرهاب الإسلامي”.
قال في إحدى مقابلاته: “إن العرب والمسلمين قوم فاسدون مفسدون فوضويون، لا يمكن تحضرهم، وإذا تُرِكوا لأنفسهم فسوف يفاجئون العالم المتحضر بموجات بشرية إرهابية تدمِّر الحضارات، وتقوِّض المجتمعات، ولذلك فإن الحلَّ السليم للتعامل معهم هو إعادة احتلالهم واستعمارهم، وتدمير ثقافتهم الدينية وتطبيقاتها الاجتماعية، وفي حال قيام أمريكا بهذا الدور فإن عليها أن تستفيد من التجربة البريطانية والفرنسية في استعمار المنطقة؛ لتجنُّب الأخطاء والمواقف السلبية التي اقترفتها الدولتان”.
وتابع: “إنه من الضروري إعادة تقسيم الأقطار العربية والإسلامية إلى وحدات عشائرية وطائفية، ولا داعي لمراعاة خواطرهم أو التأثر بانفعالاتهم وردود الأفعال عندهم، ويجب أن يكون شعار أمريكا في ذلك، إما أن نضعهم تحت سيادتنا، أو ندعهم ليدمروا حضارتنا، ولا مانع عند إعادة احتلالهم أن تكون مهمتنا المعلنة هي تدريب شعوب المنطقة على الحياة الديمقراطية، وخلال هذا الاستعمار الجديد لا مانع أن تقدم أمريكا بالضغط على قيادتهم الإسلامية- دون مجاملة ولا لين ولا هوادة- ليخلصوا شعوبهم من المعتقدات الإسلامية الفاسدة، ولذلك يجب تضييق الخناق على هذه الشعوب ومحاصرتها، واستثمار التناقضات العرقية، والعصبيات القبلية والطائفية فيها، قبل أن تغزو أمريكا وأوروبا لتدمر الحضارة فيها”.
كما انتقد “لويس” محاولات الحل السلمي، وانتقد الانسحاب الصهيوني من جنوب لبنان، واصفًا هذا الانسحاب بأنه عمل متسرِّع ولا مبرر له، فالكيان الصهيوني يمثل الخطوط الأمامية للحضارة الغربية، وهي تقف أمام الحقد الإسلامي الزائف نحو الغرب الأوروبي والأمريكي، ولذلك فإن على الأمم الغربية أن تقف في وجه هذا الخطر البربري دون تلكُّؤ أو قصور، ولا داعي لاعتبارات الرأي العام العالمي.
وعندما دعت أمريكا عام 2007م إلى مؤتمر “أنابوليس” للسلام كتب لويس في صحيفة “وول ستريت” يقول:
“يجب ألا ننظر إلى هذا المؤتمر ونتائجه إلا باعتباره مجرد تكتيك موقوت، غايته تعزيز التحالف ضد الخطر الإيراني، وتسهيل تفكيك الدول العربية والإسلامية، ودفع الأتراك والأكراد والعرب والفلسطينيين والإيرانيين ليقاتل بعضهم بعضًا، كما فعلت أمريكا مع الهنود الحمر من قبل”.
ومشروعه لتقسيم الدول العربية والإسلامية كان كالاتى
اعتمدت الولايات المتحدة وثيقة لويس التاريخية لسياستها المستقبلية، وذلك كما يلي:
1- في عام 1980م والحرب العراقية الإيرانية مستعرة صرّح مستشار الأمن القومي الأمريكي “بريجنسكي” بقوله: “إن المعضلة التي ستعاني منها الولايات المتحدة من الآن (1980م) هي كيف يمكن تنشيط حرب خليجية ثانية تقوم على هامش الخليجية الأولى التي حدثت بين العراق وإيران تستطيع أمريكا من خلالها تصحيح حدود “سايكس- بيكو”.
2- عقب إطلاق هذا التصريح وبتكليف من وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” بدأ المؤرخ الصهيوني المتأمرك “برنارد لويس” بوضع مشروعه الشهير الخاص بتفكيك الوحدة الدستورية لمجموعة الدول العربية والإسلامية جميعًا كلا على حدة، ومنها العراق وسوريا ولبنان ومصر والسودان وإيران وتركيا وأفغانستان وباكستان والسعودية ودول الخليج ودول الشمال الإفريقي.. إلخ، وتفتيت كل منها إلى مجموعة من الكانتونات والدويلات العرقية والدينية والمذهبية والطائفية، وقد أرفق بمشروعه المفصل مجموعة من الخرائط المرسومة تحت إشرافه تشمل جميع الدول العربية والإسلامية المرشحة للتفتيت بوحي من مضمون تصريح “بريجنسكي” مستشار الأمن القومي في عهد الرئيس “جيمي كارتر” الخاص بتسعير حرب خليجية ثانية تستطيع الولايات المتحدة من خلالها تصحيح حدود سايكس بيكو بحيث يكون هذا التصحيح متسقًا مع الصالح الصهيوأمريكي.
3- في عام 1983م وافق الكونجرس الأمريكي بالإجماع في جلسة سرية على مشروع الدكتور “برنارد لويس”، وبذلك تمَّ تقنين هذا المشروع واعتماده وإدراجه في ملفات السياسة الأمريكية الاستراتيجية لسنوات مقبلة
وتلك تفاصيل المشروع الصهيو أمريكي لتفتيت العالم الإسلامي “لبرنارد لويس”
أولاًـ مصر والسودان:
1- مصر، وتكون:
4 دول:
1- سيناء وشرق الدلتا:
“تحت النفوذ اليهودي” (ليتحقق حلم اليهود من النيل إلى الفرات).
2- الدولة المسيحية:
عاصمتها الإسكندرية.
ممتدة من جنوب بني سويف حتى جنوب أسيوط واتسعت غربًا لتضم الفيوم وتمتد في خط صحراوي عبر وادي النطرون ليربط هذه المنطقة بالإسكندرية. وتضم أيضًا جزءًا من المنطقة الساحلية الممتدة حتى مرسى مطروح.
3- دولة النوبة:
المتكاملة مع الأراضي الشمالية السودانية.
عاصمتها أسوان.
تربط الجزء الجنوبي الممتد من صعيد مصر حتى شمال السودان باسم بلاد النوبة بمنطقة الصحراء الكبرى لتلتحم مع دولة البربر التي سوف تمتد من جنوب المغرب حتى البحر الأحمر.
4- مصر الإسلامية:
عاصمتها القاهرة: الجزء المتبقي من مصر.
يراد لها أن تكون أيضًا تحت النفوذ الإسرائيلي (حيث تدخل في نطاق إسرائيل الكبرى التي يطمع اليهود في إنشائها).
2- السودان، وتكون:
4 دول:
1- دولة النوبة: المتكاملة مع دويلة النوبة في الأراضي المصرية التي عاصمتها أسوان.
2- دولة الشمال السوداني الإسلامي:
3- دولة الجنوب السوداني المسيحي: وهي التي سوف تعلن انفصالها في الاستفتاء المزمع عمله ليكون أول فصل رسمي طبقًا للمخطط.
4- دارفور: والمؤامرات مستمرة لفصلها عن السودان بعد الجنوب مباشرة حيث أنها غنية باليورانيوم والذهب والبترول.
ثانياً – دول الشمال الإفريقي:
تفكيك ليبيا والجزائر والمغرب بهدف إقامة:
1- دولة البربر: على امتداد دولة النوبة بمصر والسودان.
2- دولة البوليساريو.
3- الباقي دويلات المغرب والجزائر وتونس وليبيا.
ثالثاً- شبه الجزيرة العربية والخليج:
– إلغاء الكويت وقطر والبحرين وسلطنة عمان واليمن والإمارات العربية من الخارطة ومحو وجودها الدستوري بحيث تتضمن شبه الجزيرة والخليج ثلاث دول فقط.
1- دولة الإحساء الشيعية: (وتضم الكويت والإمارات وقطر وعمان والبحرين).
2- دولة نجد السنية السلفية.
3- دولة الحجاز السنية الصوفية.
رابعًا- العراق:
تفكيك العراق على أسس عرقية ودينية ومذهبية على النحو الذي حدث في سوريا في عهد العثمانيين. ويكون:
3 دول:
1- دولة شيعية في الجنوب حول البصرة.
2- دولة سنية في وسط العراق حول بغداد.
3- دولة كردية في الشمال والشمال الشرقي حول الموصل (كردستان) تقوم على أجزاء من الأراضي العراقية والإيرانية والسورية والتركية والسوفيتية (سابقًا).
خامسًا- سوريا:
تقسيمها إلى أقاليم متمايزة عرقيًّا أو دينيًّا أو مذهبيًّا، وتكون:
4 دول:
1- دولة علوية شيعية (على امتداد الشاطئ).
2- دولة سنية في منطقة حلب.
3- دولة سنية حول دمشق.
4- دولة الدروز في الجولان ولبنان (الأراضي الجنوبية السورية وشرق الأردن والأراضي اللبنانية).
سادسًا- لبنان:
تقسيم لبنان إلى ثمانية كانتونات عرقية ومذهبية ودينية:
1- دولة سنية في الشمال (عاصمتها طرابلس).
2- دولة مارونية شمالاً (عاصمتها جونيه).
3- دولة سهل البقاع العلوية (عاصمتها بعلبك) خاضعة للنفوذ السوري شرق لبنان.
4- بيروت الدولية (المدوّلة).
5- كانتون فلسطيني حول صيدا وحتى نهر الليطاني تسيطر عليه منظمة التحرير الفلسطينية.
6- كانتون كتائبي في الجنوب والتي تشمل مسيحيين ونصف مليون من الشيعة.
7- دولة درزية (في أجزاء من الأراضي اللبنانية والسورية والفلسطينية المحتلة).
8- كانتون مسيحي تحت النفوذ الإسرائيلي.
سابعًاـ إيران وباكستان وأفغانستان:
تقسيمها إلى عشرة كيانات عرقية ضعيفة:
1- كردستان.
2- أذربيجان.
3- تركستان.
4- عربستان.
5- إيرانستان (ما بقي من إيران بعد التقسيم).
6- بوخونستان.
7- بلونستان.
8- أفغانستان (ما بقي منها بعد التقسيم).
9- باكستان (ما بقي منها بعد التقسيم).
10- كشمير.
ثامنًا- تركيا:
انتزاع جزء منها وضمه للدولة الكردية المزمع إقامتها في العراق.
تاسعًا- الأردن:
تصفية الأردن ونقل السلطة للفلسطينيين.
عاشرًا- فلسطين:
ابتلاعها بالكامل وهدم مقوماتها وإبادة شعبها، لأنها أرض اليهود في اعتقادهم لا أرض الفلسطينيين العرب المسلمين.
حادي عشر- اليمن:
إزالة الكيان الدستوري الحالي للدولة اليمنية واعتبار مجمل أراضيها جزءًا من دولة الحجاز، وهو ما يتم تنفيذه بأيدي دول التحالف الآن.
وبعد هذا التقسيم يتم إقامة دولة إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات، حيث يكون الجو خاليًا من أية قوى مقاومة، وتستعين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل بأدواتهما من حكام العرب والمسلمين