التحليل الفني لمباراة برشلونة وباريس سان جيرمان في دوري أبطال أوربا .
كتب:ربيع زهران
بدأ برشلونة ب٣-٤-٣ (دايموند ) التي جربها في لقائين في الدوري قبل لقاء الامس و أثبتت فاعليتها في تسجيل عدد كبير من الاهداف و هذا هو المطلوب
ثلاثي الدفاع اومتيتي و بيكيه و ماسكيرانو و من أمامهم بوسكيتس لاعب وسط مدافع ، ثم علي يمينه راكيتيتش و علي يساره أنيستا و أمامهم ميسي في العمق، و في الهجوم رافينيا علي الطرف الايمن و نايمار علي الطرف الايسر و سواريز في العمق …
بذلك خلق كثافة عددية هجومية رهيبة من العمق و الاجناب لفتح دفاع باريس و هاجم برشلونة بستة لاعبين علي حدود و داخل منطقة جزاء باريس و بذلك حاصر باريس سان جيرمان داخل من منطقة جزاءه
في المقابل أتخذ أيمري مدرب باريس سان جيرمان أسوأ قرار ممكن و هو التراجع الي الخلف و الدفاع بالاحد عشر لاعب ( حتي ان كافاني كان دائما علي حدود جزاء باريس و ليس حدود منطقة جزاء برشلونة ) و بذلك خنق باريس نفسه بنفسه
اولا لانه يدافع بفريق نصفه غير مؤهل للدفاع لانهم مهاجمين في الاساس و ثانيا كل هذا العدد داخل منطقة جزاء باريس سيولد أخطاء بالتأكيد و هذا ما حدث بعد ثلاث دقائق فقط من بداية اللقاء بهدف سواريز ، حينها أدرك برشلونة و من قبله باريس أن العودة محققة و ستكون ، أنها فقط مسألة وقت ….
كان علي إيمري و هو متقدم بفارق اربعة اهداف و برشلونة يلعب بمخاطرة هجومية كبيرة بثلاثي دفاع فقط و الاجناب مكشوفة و نقطة قوة باريس اللعب و الهجوم من الاجناب ان يبدأ بدفاع و ضغط متقدم و هجوم من الاطراف
عندما تحسر كل اللعب في منطقة جزائك يا امري تكثر الاخطاء و احتمالية تسجيل الخصم و الفاول يحسب ركلة جزاء لانه داخل الصندوق
يحسب لانريكي انه لعب بمخاطرة كبيرة و خصوصا في الدفاع و لكن هذا الحل الوحيد فلا شئ يخسره و لابد من تسجيل علي الاقل اربعة أهداف
بعد الهدف الاول ، أرتبك باريس و ضغط برشلونة لتسجيل الثاني و طبق الضغط العالي الجماعي و حرم باريس من التمرير اكثر من تمريرتين بقطع و استرجاع الكرة سريعا
ثم يأتي انيستا الفنان بكرة يبدع فيها بكعب القدم و يكملها كورتزوما في مرماه و تصبح النتيجة هدفين للاشئ بعد ٤٠ دقيقة و ينتهي الشوط الاول علي ذلك
توقعت بعد أن رأي إيمري الحال في الشوط الاول بأن يوجه لاعبيه بضرورة الضغط من الامام و اسغلال المساحات في الاطراف من الدقيقة الاولي للشوط الثاني لتسجيل هدف و قتل المباراة خصوصا مع نزول دي ماريا و لكن لم يمهله نايمار الوقت و تحصل علي ركلة جزاء و سجلها ميسي في الدقيقة ٤٨ لتصبح النتيجة ثلاثة اهداف نظيقة و برشلونة علي بعد هدف واحد فقط من العودة فب النتيجة …
هنا أخيرا أستفاق أيمري و اعطي تعليماته بالخروج من منطقة جزاءه و الضغط العالي و بالهجوم من علي الاطراف فشكل خطورة كبيرة و اصابت كرة كافاني القائم ثم سجل كافاني هدف في الدقيقة ٦٢ ، أين كنت من البداية يا امري ؟ لا أدري
هنا ظن الجميع ان المباراة انتهت و بدا لاعبو برشلونة في حالة عدم إتزان و أنتقلت كل الثقة و السيطرة للنادي الباريسي و لكنها علي ما يبدو كانت ثقة مفرطة ادت الي عدم التركيز مما جعل كافاني و من بعده دي ماريا يضييعون إنفرادين تألق في صدهما شتيجن …
هنا كان علي إنريكي ان يتدخل فقام باخراج انيستا المجهد بدنيا و اشرك اردا توران الذي لعب في مكان انيستا ثم أشرك سيرجيو روبرتو و اخرج رافينيا الذي كان اقل لاعبي برشلونة مستوي و لو كان مكانه من البداية لاهب من نوعية داني ألفيش لكان برشلونة سجل الرباعية في الشوط الاول فقط
هنا تحول روبرتو الي اليسار و اردا توران ذهب الي اليمين ثم قام بتغيير مركز بمركز بمشاركة جوميز مكان راكيتيتش ، علي الجانب الاخر إيمري دفع بأورييه مكان دركسلر ليساند ميونيه الذي كثرت اخطاءه و اجهده نايمار بتحركاته و مهارته…
كل هذه التغييرات أعطت روح للمباراة و نشط برشلونة من جديد مع الدقيقة ٨٨ عندما وضع نايمار كرة ثابتة في المقص من فاول تحصل هو عليه
ثم بعدها بدقيقتين تحصل سواريز علي ضربة جزاء بحث عنها كثيرا طوال اللقاء حتي أقنع الحكم بها في الدقيقة تسعين و أحتسب له ضربة جزاء مشكوك في صحتها كثيرا و هنا لابد ان أذكر انه كان قرار جيد جدا ان يسدد نايمار المتألق و المنتشي بهدفه من تسديدة رائعة ركلة الجزاء بدلا من ميسي ، و يسجل نايمار ركلة الجزاء ببرودة أعصاب يحسد عليها ….
و مع أحتساب الحكم لخمس دقائق وقت بدل ضائع أشتعل الكامب نو حماس و إثارة و صمم لاعبوا برشلونة اكثر من اي وقت مضي علي التسجيل و التأهل
فنري شتيجن حارس المرمي يتقدم في كرة ثابتة ثم ترتد ثم يستخلص الكرة في نصف ملعب باريس بعزيمة و إصرار لتحتسب فاول يلعبه نايمار و ترتد ثم يتصرف بذكاء و يحضر الكرة علي يساره ليرفعها داخل الصندوق بينية ليسددها سيرجيو روبرتو هدف قاتل قبل أنتهاء الوقت الاضافي بعشر ثواني في مشهد من اكثر مشاهد كرة القدم جنونا و إثارة علي مر تاريخ دوري أبطال اوروبا
و تتحقق الريمونتادا و يتحقق الحلم و الوعد بالعودة و التأهل …
و بهذا السيناريو الدرامي المجنون تنتصر كرة القدم و متعتها و إثارتها و تنتصر شخصية برشلونة مستغلة سذاجة إيمري و أخطاء و خوف باريس الغير مبرر ….