مقالات واراء

.التحرش الجنسى هل تستحقه الفتاه أم أنا مأمور بغض البصر ….

احجز مساحتك الاعلانية

كتب ..حامدحامد.

انتشرت ظاهرة التحرش الجنسي مؤخرًا بصورة كبيرة في الدول العربية عامة و في مصر خاصة، وتحتل مصر أعلى معدلات التحرش عالميًا وتأتي في المركز الثاني بعد أفغانستان.

ورغمًا عن سوء تلك الظاهرة أخلاقيًا، وما آلت إليه من انحدار في الأخلاقيات العامة يقابله رهبة تصل إلى حد الرعب من الفتيات والنساء؛ إلا أنها في ازدياد ولا يستطيع أحد التحكم أو السيطرة عليها، إلا من رحم ربه.

وإذا بحثنا عن أسباب انتشار تلك الظاهرة، نجد أن سوء التربية وعدم التنشئة القويمة من أهم تلك الأسباب؛ والتي بموجبها يعطي الشاب لنفسه الحق في التعدي على حرمة فتاة كل ذنبها أنها تعيش في مصر وسط هذه الذئاب التي لاترحم.

ونجد من التحرش من يتطاول بلسانه ويتلفظ بكلام ردئ، والطامة الكبرى من تسول له نفسه لمس جسد الفتاة التي من الممكن أن تكون أخته، ولايراعي في ذلك حرمة ولا حياء من الله عز وجل، ولم يتوقف الأمر على الفتيات بل تعداه لمضايقة الأطفال وانتشر هذا الموضوع بنسبة كبيرة هذه الأيام؛ فنسمع كثيرًا عن قضايا اغتصاب للأطفال الذين لايتعدون سن السادسة، مما يجعلنا نتساءل..ماذا حل بالشباب هذه الأيام؟

وعلى الجانب الآخر نجد الرجل العجوز الذي اختلط البياض بشعره، وتقدم العمر به، الذي لا ينبىء مظهره بنية سوء أو تخوف منه، فهو طوق النجاة الذي من الممكن أن تستنجد به الفتاة لأنه في مثل عمر أباها، تفاجأ الفتاة لتجده أول الذئاب الذي تنتهز الفرصة لكي يستفرد بها ويتلفظ بكلام بذئ، متحرشًا بها هو الآخر.

وقديمًا كان التحرش الجنسي لا يتعدى حرمة السمع فقط، والذي لا يضايق من يسمعه؛ ولكن هذه الأيام اختلف كليًا، ويزداد في الجامعات والمدارس نجد الشباب يقف صفًا منتظرًا مرور الفتاة ليؤذيها بألفاظه وإيماءاته وحركاته، وعندما تسأله لماذا تتحرش؟ يأتي بالذنب على الفتاة بسبب ملابسها الضيقة الملفتة للأنظار، فهل حقًا الملابس هي الدافع له وراء فعله؟.. وإذا كانت ملابسها هي من دعته للتحرش، لماذا نجد المنتقبات أكبر فئة معرضة للتحرش؟ هل أغرتهم بعينيها؟ مع أنك أيها الشاب مأمور بغض بصرك فلا تحدق في محارم الغير؛ واترك ظواهرهم لخالقهم.

وهناك من يحلل التحرش الجنسي ، على أن الشاب فقير ولن يستطيع الزواج كي يستر نفسه، فيعوض حرمانه بالتلفظ والمضايقات البذيئة المنعدمة الأخلاق، والتي لا تعطيه الحق أبدًا في هذا التصرف الحقير، وإذا افترضنا أن هذا التحليل واقعي… فلماذا يتحرش المدير؟
ولماذا نسمع عن قضايا اغتصاب أب لبنته ؟؟؟
وإذا كان موضوع زواج وفقر وحرمان؛ لماذا نجد الأطفال يتحرشون؟
هذه هي الكارثة الكبري لماذا يتحرش الأطفال؟ وأين الأهالي ؟

وتحكي فتاة أنها تعرضت للتحرش الجنسي من طفل لم يتعدى سن السابعة، وقالت: ” كنت ماشيه في الشارع حوالي 7 ليلًا، وأتى طفل من خلفي ضربني وجري بسرعة؛ لكنه كان على مسافة قريبة مني فذهبت إليه وزعقتله وضربته بالقلم على وجهه، فشتمني شتيمة قذرة جدًا وكان هيضربني فضربته مرة أخرى بالقلم، وأنا بصراحة كنت خايفة منه أوي علشان ممكن يفعل لي أي شيء، لكن رجل كبير في السن تدخل في الموضوع، وأخذ يلوم ويزجر الفتى، فتركتهم ومشيت ودي كانت أول مرة اتصرف بجرأة كده” على حد تعبيرها.

وبسؤال شاب في الجامعة، ماذا ستفعل لو وجدت شاب يتحرش بفتاة؟.. كان رده: “والله لو لقيتها لابسة محترم ومش حاطة مكياج هساعدها، لكن لو حاطة مكياج ولبسها ضيق؛ أنا مالي هي اللي تستاهل حد قالها تخرج كده” وفقًا لتعبيره.

هذه نماذج قليلة نقابلها في الشارع، ولا أحد يظهر جوانبه الإيجابية كي يساعد فتاة في الشارع، معتبرها ابنته أو أخته أو أي شخص يخصه ولو اعتبرها هكذا لحافظ عليها.

وإزاء تلك الظاهرة نجد العديد من الأسئلة التي تجول بخاطرنا ونريد لها إجابة، أين المسؤولون من كل هذه الفوضي؟ هل ألهتهم مناصبهم عن القيام بدورهم الرئيسي بكونهم مسؤولون ؟ أين الإعلام ؟ الذي من المفترض أن يكون له الدور الأكبر في التوعية وتوضيح الصورة صادقة للجميع.

أين القانون من هذه الظاهرة التي شاعت في كل مكان، فالحل يكمن في وجود قانون ضد التحرش الجنسي بآلية تنفيذية فاعلة، والذي لديه السلطة التشريعية لذلك القرار هو رئيس الجمهورية.

نحن بحاجة إلى تكريم المرأة وإعطاؤها حقوقها التي كفلها لها الإسلام قبل دعوات الغرب للحرية وغيرها، فكرمها الإسلام أم وزوجة وبنت وأخت، لا أن نظلمها ونعتدي على جسدها ونسلب منها الأمان ونجعلها خائفة من المشي بالشوارع وحيدة، ينهشها الكلاب البشرية، لنقتدي بالرسول عليه الصلاة والسلام حينما قال في خطبة الوداع”واستوصوا بالنساء خيرًا”.. فرفقًا بالقوارير فإنهن عوانًا لكم.

 
 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى