الأدب و الأدباء

البَوحُ و الكِتمان ..

احجز مساحتك الاعلانية

كتب/إسلام ممدوح البيلي
كَمْ مرةً دَارَت بِقَلبك معركةٌ ما بين البَوْحِ أو الكِتمان ؟
كَمْ مرةً نَزَلْتَ إلى السّاحَةِ و خَرَجْتَ مِنْها فارِساً بِلا مَيْدانٍ ؟
كَمْ مرةً أَشْعَلَتْ هَاتَانِ اللّفْظَتَانِ جَوْفَكَ بِنَارِ الحَيْرَةِ دُونَمَا إخْمَاد ؟
كَمْ مرةً دَارَت بِقَلبك معركةٌ ما بين البَوْحِ أو الكِتمان ؟
.
فلا أَنتَ بُحْتَ بِما جَابَ خَاطِرَك ذهاباً و إِياباً ولا أَنتَ أَقمتَ ضَرِيحاً لهُ فِي نَفسِكَ و حَكَمْتَ عَلَيْهِ بالنّسْيانِ إِثْرَ الكِتمَان .
.
.
كَمْ مرةً نَزَلْتَ إلى السّاحَةِ و خَرَجْتَ مِنْها فارِساً بِلا مَيْدانٍ ؟
.
أَعلنت فَراسَتَكَ بِنَفسِك و لِنَفسِك دُونَمَا قِتَالٍ !
فَلا سَيفُكَ مُشَاقٌ لِغِمدِهِ ، وَلا فَرَسُكَ شَاكٍ ثِقل حِملِهِ و لا لَطّخْتَ ثِيابَكَ بِعُفارِ الزّمَان !
فَقَط أَعلَنتَ الهُدنَةَ و آثَرتَ السّلامَ على السّلامَةِ ، وفَضّلتَ المشاهَدَةَ عَلى أَن تَكُونَ خصماً لقَراراتِكَ ، حاسماً لَها !
.
.
بَوْحٌ و كتمانٌ : كَمْ مرةً أَشْعَلَتْ هَاتَانِ اللّفْظَتَانِ جَوْفَكَ بِنَارِ الحَيْرَةِ دُونَمَا إخْمَاد ؟
.
البَوْحُ يطلق دقات القلب طبولاً تُمَهِّدُ لإِظْهارِ ما اجتَهَدْتَ في مُواراتِه عن الإنسِ و الجَان .
و الكِتمَان ؟! ما الكِتمانُ إلا فَتاةٌ غَجَريّةٌ تَتَراقَصُ أمَامَ عَيْنَيْكَ عَلى وَقْعِ دَقّاتِ طُبُولِ البَوْحِ ثُمّ تَهمِسُ فِي أُذُنَيْكَ أن لا مَلجَأَ لَكَ سِوَا رُكْنِ الأمَانِ الّذِي لازَمْتَهُ بِصَمْتِك !
.
.
تَتَنَهّدُ حَيْرَةً كَكُلِّ لَيْلَةٍ ثُمّ تَغُضّ بَصَرَكَ عَن الكِتْمانِ في صُورَتِهِ المَذكُورَةِ وَ سَمعَكَ عَن مَعازِفِ البَوْحِ ، و تُدِير ظَهرَكَ و تَمضِي مُعَلّقاً القَرَارَ إلى لَيلَةٍ أُخرَى ، تَكُونُ فِيهَا أشَدّ حَسْماً مِنْ لَيلَتِكَ هذه !
يُتْبَع..

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى