اهم المقالات

البناء العشوائي لسد النهضه سبب انهياره

متابعة _أشرف المهندس

كتبت _ منى مشالي

كشفت شركة إيطالية كهوفا وعدداً كبيراً من الفوالق تحت سد النهضة شركة “G. Censini” الإيطالية، استخدمت أسلوبًا حديثًا لرسم صورة أوضح أسفل أساسات جسم السد الخرساني، وأيضا أسفل سد السرج الركامي، وأن هذا الأسلوب يعتمد على عدد من أبحاث التربة يسمى “geophysical exploration”، مشيرة إلى أن فكرة هذا النوع من أبحاث التربة لا تحتاج عمل أي جسات أرضية أو أخذ عينات، وأنها تعتمد على فكرة إرسال موجة صوتية، معروف طولها وذبذبتها عبر طبقات الأرض المفترض بناء السد الخرساني عليها، ثم استقبالها عبر ما يعرف بـ”Geophone”. حيث تمكنت الشركة الإيطالية من معرفة نوعية الصخور التي سافرت خلالها تلك الموجات، حيث أن تلك الأبحاث اعتمدت في عملها على تثبيت عدد من الكابلات ذات الـ”Geophone”، على أساسات الجدار الشرقي والغربي لسد النهضة، بالإضافة إلى عدد من الكابلات الأخرى في قاع مجرى النيل، مبينا في الوقت نفسه أنه من خلال تحليل النتائج الإحصائية تبين وجود عدد كبير من الكهوف أسفل أساسات سد النهضة، وأن أغلبها يقع عند منسوب 485 مترا فوق سطح البحر، أي أسفل أساسات السد بحوالي 15 مترا فقط. “وهذه الكهوف ناتجة عن تحلل أحجار جيرية تقع تحت قاع أساسات سد النهضة”، حيث تحدث عملية تحلل تعرضت لها كربونات الكالسيوم وأكسيد الكالسيوم نتيجة لعملية غسيل جزئيات الكالسيوم من تلك الأحجار، ما أدى إلى إصابتها بالهشاشة التي خلقت فجوات كهفية ضخمة. الكارثة أن تلك الفجوات الكهفية، لا يوجد أي دليل علمي ثابت يؤكد أو ينفي ملئها بأي مادة صلبة، خاصة قبل أن يبدأ المهندسون في صب خرسانة الأساسات، التي جاءت بشكل عاجل نتيجة قرار رئيس الوزراء الإثيوبي ببناء السد بشكل متهور، مشيرا إلى أن جميع المعلومات التي وصلت من مهندسي الشركة الإيطالية أكدت وجود مشاكل حقيقية أسفل أساسات سد النهضة، وأن عملية تحسين التربة التي سبقت صب خرسانة الأساسات فشلت فشلًا ذريعًا، ما أدى إلى إصابة التربة بما يسمى “Grout Curtains”، أو سيولة الطبقات. و التقدير الذي وضعه خبراء علوم الـ”جيوتكنيك” اعتمادا على تحليل بيانات أمواج “Geophone”، أظهرت أن أساسات سد السرج المساعد ليست مبنية على نوع واحد من الصخور، وأنها مبنيه على 4 أنواع مختلفة، فجزء منها تم بناؤه على صخور جرانيت، وجزء آخر مبني على صخور “Phyllite”، وآخر مبني على صخور “Schist”، وأن معظم تلك الصخور مصابة بعوامل التعرية ما جعلها مفككة وضعيفة. و الأكثر من ذلك، أظهر تحليل نتائج الأمواج الصوتية وجود عدد كبير من الفوالق تحت قاع السد الخرساني والركامي، ما يعني أن حجم التسريب المتوقع أثناء ملء بحيرة سد النهضة سيكون ضخم جدا مما يؤثر على جسم السد الذي سيتم تآكل أساساته وينهار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى