البعد الآخر … لكنك لا تملك منه شيء !!

بقلم : عمرو هلال

في العالم الإفتراضي …
لا تترك سندريلا حذاءها للأمير سهوا ؛ فهي تتركه متعمدة بكل تأكيد.!
في العالم الإفتراضي …
ليلى لا يأكلها الذئب ، يأكلها صاحب قلم لديه خبرة عظيمة بشعاب الإنترنت و العذارى و الأحلام و القلوب ، بكل خبث و تخطيط ….
في العالم الإفتراضي …
لم تمت سنو وايت مسمومة بالتفاحة ، ماتت مسمومة بقصيدة ووعد مخادع وكاذب وشاعر ؛ يتبعه الغاووون …
في العالم الإفتراضي …
ليلى لا تتزوج ، و قيس لا يصاب بالجنون ؛ فلا وقت لقيس للحلال ، و لا وقت لدى ليلى للبكاء و الدموع …
في العالم الإفتراضي …
لا تموت الأشجار واقفة ؛ فهم قبل موتها يجردونها من أغصانها و قاماتها ، و أقدامها …
في العالم الإفتراضي …
الكل رومانسي و متحضر ، و الكل مثقف و الكل أبيض ، و الكل نقي …
في العالم الإفتراضي …
الكل فارس، و الكل شجاع ،!و الكل يطالب بالديمقراطية …
في العالم الإفتراضي …
الكل لديه شفافية ، و مصاب بتشابه الأفكار، و الكل يتغنى بتوارد الخواطر …
في العالم الإفتراضي …
الكل ضحية العادات ، و الكل ظلمته الظروف ،!و الكل تزوج ابنة عمه رغما عنه، و الكل زوجته لا تقدر مواهبه المدفونة..
في العالم الإفتراضي …
الكل يتراهنون على القلوب و النساء و الأعراض و الكبائر …
في العالم الإفتراضي …
كل الأحلام وردية ، و كل الوعود وردية ،و كل الحكايات وردية ، ووحده الواقع أسود ….
في العالم الإفتراضي …
يفشل أصحاب الوجوه الواحدة ، و القلوب الواحدة في الحفاظ على الكثير؛ و ينجح غيرهم …
في العالم الإفتراضي …
يحاولون المستحيل للوصول للعناقيد المرتفعة ؛و حين تخذلهم أياديهم يصلونها بألسنتهم ….
في العالم الإفتراضي …
كلهم المتنبي ،و أبو فراس ،و حاتم الطائي ؛و في الحب بن الملوح ….
في العالم الإفتراضي …
لا يتقدم العمر بأحد ؛ فلا يوجد رجل مسن ؛ فكلهم فرسان قبيلة ، و لا توجد امرأة قبيحة ؛ فكلهن ملكات جمال …
في العالم الإفتراضي …
العالم كله في جهازك .. في غرفتك .. بين يديك
لكنك لا تملك منه شيء ….