بطلنا شارك مع المجموعة 39 قتال بقيادة أسطورة الصاعقة البطل إبراهيم الرفاعي في 35 عملية عبور خلف وداخل الخطوط الإسرائيلية .. بطلنا هو سمير نوح وفي هذا الحوار نتعرف على الكثير .
……………………………………؟
سمير محمد أحمد نوح من مواليد الخامس عشر من شهر يوليو عام 1949 في القناطر الخيرية التابعة لمحافظة القليوبية.
……………………………………؟
التحقت بالتعليم وواصلت الدراسة بحب وفي عام 1964 حصلت على شهادة المدارس الثانوية الفنية الصناعية وقررت التطوع في الجيش المصري لخدمة الوطن وتم اختياري ضمن أبطال القوات البحرية وواصلت التدريبات وتمت ترقيتي في شهر سبتمبر عام 1965 م .
……………………………………؟
أنضميت إلى قوات الصاعقة البحرية وحصلت على فرقتها عام 1966 كما حصلت على فرقة القفز بالمظلات وأيضا فرقة معلمي الصاعقة وجاء تقديري جيد جدا.
……………………………………؟
في الخامس من شهر يونيو عام 1967قامت إسرائيل بهجوم مفاجيء واحتلت سيناء ولم يدخل الجيش المصري في المعركة ومن ثم حصلت إسرائيل على نصر لاتستحقه ومنيت مصر بهزيمة لاتستحقها مما أحزنني .
……………………………………؟
بدأت مصر الاستعداد للثأر وتحرير سيناء المحتلة وفي عام 1968 قام البطل النقيب بحري إسلام توفيق باختياري وكنت برتبة عريف مع مجموعة من رفاقي الأبطال منهم الملازم أول بحري مجدي ناشد وملازم أول بحري وسام عباس والمساعد محمود علي ورقباء أول عبد العزيز عثمان وهنيدي مهدي وعبد المنعم غلوش ورقيب على أبو الحسن وعريف عبد السميع عبد المطلب وعريف محمد جمال وعريف مصطفى شاكر وعريف عبد الحميد السباعي وعريف محمد السيد وعريف حسن البولاقي وعريف مجند أبو عرام وعريف عادل فليفل وعريف مجند حمدي عثمان وعريف مجند عبد المجيد دعبس وعريف مجند يسرى الفيل لنكون القوام الرئيسي للمجموعة 39 قتال بقيادة البطل العقيد إبراهيم الرفاعي .
……………………………………؟
ضمت المجموعة أيضا نخبة من أبطال الصاعقة بقيادة الملازم محسن طه والرائد أركان حرب عصام الدالى والنقيب محيى نوح والملازم أول محمد فؤاد مراد والملازم رفعت الزعفراني والملازم خليل جمعة وتم تدريبنا على النسف والتدمير والإبرار والسباحة والقوارب.
……………………………………؟
شاركت في 35 عملية من عمليات المجموعة 39 قتال خلال معارك الاستنزاف منها : عمليات إغارة على مواقع العدو الحصينة على خط بارليف والكمائن ضد دوريات القوات الإسرائيلية وكان أول كمين قامت به المجموعة في شرق النصب التذكاري للجندي وتمكنا من أسر العريف الإسرائيلي يعقوب رونيه ويعد أول أسير إسرائيلي على الجبهة المصرية خلال معارك الاستنزاف ووقوع يعقوب رونيه في قبضتنا أصاب القيادة الإسرائيلية بالفزع والخوف وطالبت جولدا مائير مع موشي ديان بمحاكمة أبطال مصر الذين نفذوا هذه العملية .
……………………………………؟
أيضا قمت مع رفاقي الأبطال بعمليات زرع الألغام على طرق المواصلات والمدقات داخل عمق سيناء وعمليات الاستطلاع ورصد وتصوير المواقع الإسرائيلية تمهيداً لضربها كما شاركت في عمليات معارك أكتوبر 1973 بضرب مستودعات البترول فى مناطق بلاعيم وشراتيب وضرب مطار الطور العسكرى عدة مرات ومهاجمة مواقع العدو برأس محمد بالقرب من شرم الشيخ فى أقصى جنوب سيناء مما أربك العدو وشل تفكيره لوصول القوات المصرية إلى هذه النقطة ثم محاصرة مدرعات العدو وضربها فى الثغرة بمنطقتى الدفرسوار ونفيشة ومنعها من دخول مدينة الإسماعيلية وإفشال خططها مم أدى إلى اندفعها جنوباً في اتجاه السويس .
……………………………………؟
أيضا قمت مع رفاقي الأبطال بإمداد الجيش الثالث بالمؤن والذخيرة أثناء الحصار من العين السخنة ومن العمليات التي شاركت فيها أيضا الإغارة على القوات الإسرائيلية وهى عملية لسان التمساح الأولى وذلك في 19 أبريل عام 1969 وقادها البطل إبراهيم الرفاعى وتم تدريبي مع رفاقي الأبطال على تلك العملية عن طريق تختة رمل ومن خلالها تعرف كل بطل على دوره وتم العبور بقوارب الزودياك المجهزة بالمواتير فى التاسعة مساءاً وكنت ضمن مجموعة الاقتحام الرئيسية التي بدأت مهمتها تحت تمهيد مدفعي من المدفعية المصرية الموجودة في الإسماعيلية وعقب وصولنا إلى ضفة الشرقية لقناة السويس اتصل البطل إبراهيم الرفاعى بالقيادة لإيقاف قصفة المدفعية وبدأنا الهجوم على الموقع الحصين حيث كنت ضمن المجموعة التي تسلقت ظهر الموقع ومعي رفاقي الأبطال محمد شاكر وهنيدى والجيزى وعلى الفور قمنا بإلقاء قنابل الدخان والطرقية الصوتية على فتحات التهوية للدشمة الإسرائيلية ولم يستطع أفراد الموقع الإسرائيلي تحمل الاختناق في الداخل ففتحوا بوابات الحصن وخرجوا تحت ستار الطلقات العشوائية لرشاشاتهم وكان في انتظارنا نخبة من الزملاء الأبطال لقتل من كل يحاول الخروج من الموقع الإسرائيلي وأيضا تأميننا ثم بدأنا في تدمير الموقع الإسرائيلي ونسف مخزن الذخيرة وتدمير سيارة جيب إسرائيلية مجهزة باللاسلكي بالإضافة إلى دبابتين كانتا في الطريق لنجدة الموقع الإسرائيلي .
……………………………………؟
أصيب في هذه العملية النقيب محيى نوح والمقاتل حسن البولاقي وعندما علم الرئيس جمال عبد الناصر بذلك قام بزيارتهما بمستشفى المعادي العسكرى وكانت تلك العملية لأخذ ثأر البطل الفريق عبد المنعم رياض رئيس أركان حرب القوات المسلحة الذي استشهد على جبهة القتال في التاسع من شهر مارس لذلك العام وهو عام 1969 أيضا تمكنا من الحصول على رشاش عوزى الإسرائيلي وتم إهدائه إلى الرئيس محمد أنور السادات عندما زار المجموعة 39 قتال في عام 1971 وحلال زيارته منح علم المجموعة وسام الجمهورية.
……………………………………؟
من العمليات التي شاركت فيها أيضا عملية ضرب مستودعات البترول الموجودة في رأس شراتيب ففي الرابع عشر لشهر أكتوبر عام 1973 الموافق 18 رمضان 1393 هـ تحركت المجموعة التى ضمت البطل إبراهيم الرفاعى والرواد طبيب محمد عالى نصر وحسنى صلاح الدين يسرى وبحرى وسام عباس حافظ ورفعت الزعفرانى والنقيب طارق عبد الناصر حسين شقيق الرئيس جمال عبد الناصر والمقاتل عبد العزيز عثمان والمقاتل هنيدى والمقاتل غلوش وأنا وتحركنا من رأس غارب فى الساعة الثامنة والربع مساءاً وعندما دخلنا منطقة الهدف شاهدنا لنشان بلترام للعدو أثناء طريقهما للجنوب فتوقفنا لعدم لفت نظرهما حتى يبتعدا دونما اشتباكات وتم الوصول إلى الهدف والدخول إلى البر وعلى الفور بدأنا الهجوم بالبنادق الآلية والرشاشات وقذائف الآربجيه وبكثافة عالية وتم تكثيف الضرب على مستودعات البترول ولكنها لم تنفجر وتبين أن الخزانات الأمامية الموازية للبحر وعند ضرب الخزانات الأخرى الموجودة بالداخل انفجرت واشتعلت النيران فيها وهنا كشفتنا القوات الإسرائيلية الموجودة على ربوة مرتفعة.
……………………………………؟
قامت القوات الإسرائيلية بالضرب علينما وبدأ الاشتباك النيراني مع خروجنا على مراحل نظرا لقرب نفاذ الذخيرة وتجمعنا في القارب الذي يقوده المقاتل وسام حافظ وكان نصف القارب على الشط والنصف الأخر في المياه فقال البطل هنيدى : أنزل ياسمير أدفع القارب فى المياه وبمجرد نزول القارب بأكمله فى المياه أنطلق البطل المقاتل وسام بالقارب عائداً ومبتعداً عن مرمى نيران العدو ولم يدرك أنني مازلت على الشط فناديت بأعلى صوتي : إلحقونى أنا ماركبتش القارب .. ولم يسمعني أحد نظرا لضجيج أصوات المواتير والاشتباك مع العدو ولكن من بالقارب تنبهوا إلى عدم وجودي معهم فنبهوا قائد القارب الذى دار وعاد لي بعد حوالى 3 دقائق عصيبة وكنت معرضاً فيها للاستشهاد برصاص العدو أو أسري ويعد هذا الموقف من أصعب المواقف التى مرت علي خلال فترة خدمتي مع المجموعة 39 قتال ونجحت العملية بنسبة مائة فى المائة واستمرت النيران مشتعلة فى مستودعات البترول حتى اليوم التالى .
……………………………………؟
أيضا تم تكليفي ورفاقي الأبطال بالهجوم الصاروخي على منطقة شرم الشيخ أثناء معارك أكتوبر 1973 وكانت المجموعة تستقل 3 لنشات ولكن العدو اكتشف وجودنا فقطع علينا الطريق وكانت التعليمات بعدم الاشتباك مع زوارق العدو البلترام والالتزام بتنفيذ الخطة الموضوعة .
……………………………………؟
أصدر البطل إبراهيم الرفاعى أوامره بالعودة إلى إحدى الجزر القريبة ثم معاودة الهجوم مرة أخرى فى توقيت آخر ولكن أثناء العودة تعطل موتور القارب الذي يحملني مع نخبة من رفاقي الأبطال وكان يقود القارب الربان البطل وسام عباس حافظ وكان هذا القارب يحمل 8 صواريخ وعند مرور لنش إسرائيلي بالقرب من الأبطال لمطاردة لنشى البطل إبراهيم الرفاعى لم يشعر بمجموعتي نظرا لتوقف اللنش وعدم صدور أصوات هذا فضلا عن الظلام الذي يغطى منطقة العمليات وهنا أشار البطل هنيدى على القائد بقوله : يا أفندم لنش للعدو قادم سأعمر المدفع وأضربه وأوجه مؤخرة المدفع نحو الصواريخ التى نحملها وكان هذا المدفع يخرج كمية كبيرة من اللهب تندفع 4 أمتار خلفه فكان الهدف من ذلك توجيه صاروخ لتدمير أحد زوارق العدو فى حين تتجه النيران المندفعة فى اتجاه الصواريخ الثمانية فينفجر القارب بحمولته من الأبطال المصريين كى لا يقعوا أسرى فى يد العدو وبالفعل طلب البطل هنيدى مني تعمير المدفع وتم التعمير ولم يبق سوى الضغط على التتك ولكن عناية الله ورعايته شملتنا حيث دار الموتور فجأة وأنطلقنا ولكن فجأة ظهرت طائرات المستير الإسرائيلية فى الأجواء وألقت بالقنابل المضيئة فأضأت المنطقة حول القوارب ولكن كانت عناية ورعاية الله تعالى معنا وأفلتنا من 5 هجمات جوية للعدو ووصلت اللنشات المصرية بسلامة الله إلى جزيرة شدوان.
……………………………………؟
عندما كنت في مهامي القتالية كنت أقيم في القناطر الخيرية وأرغب في السكن بالزيتون بمحافظة القاهرة ووجدت صعوبة لنقل الأثاث فأخبرت قائدي البطل إبراهيم الرفاعي فعلى الفور أخرج من جيبه مبلغاً كبير من المال وأعطاه لي حتى أتمكن من تأجير السيارة وسداد تكاليف الانتقال وبعد فترة دخلت مكتب قائدي البطل إبراهيم الرفاعي لرد المبلغ فرفض قائلاً : أن هذا المبلغ هدية من أخ لأخيه .. فهل ترفض الهدية ؟.
……………………………………؟
في السادس عشر من شهر سبتمبر عام 1996 تركت الخدمة العسكرية برتبة النقيب وحصل على العديد من الأوسمة والأنواط والنياشين والتكريمات والتقديرات ومنها على سبيل المثال حصولي في السادس والعشرين من أغسطس عام 1968 على نوط الجمهورية العسكري من الطبقة الثانية من الرئيس جمال عبد الناصر تقديرا لاشتراكي مع رفاقي الأبطال في عملية الكمين ونوط الجمهورية العسكري في الثامن عشر من شهر يوليو عام 1971 من الرئيس محمد أنور السادات بعد زيارته للمجموعة 39 قتال ونوط منظمة سيناء العربية في عام 1975 وميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة من القوات المسلحة وميدالية أكتوبر والعبور من القوات المسلحة .
……………………………………؟
أقول للشعب المصري : حافظوا على كنانة الله في أرضه.