اسليدرالتقارير والتحقيقات

البطل إسماعيل بيومي قاهر خط بارليف : دمي لأجل وطني

احجز مساحتك الاعلانية

حوار : إبراهيم خليل إبراهيم

من أبطال محافظة الإسماعيلية ومصر البطل إسماعيل بيومي الذي كافح لأجل الوطن وفي هذا الحوار نتعرف على الكثير.

إسماعيل بيومى جاب الله محمد من مواليد 20 يناير عام 1948 بالإسماعيلية ووالدي تنتمي جذوره إلى كفر ولجة مركز كفر شكر بمحافظة القليوبية ووالدتي من شيبة قش مركز منيا القمح بمحافظة الشرقية وهذه البلدة أنجبت البطل محمد عبد العاطي الذي دمر 23 دبابة و3 عربات مجنزرة إسرائيلية خلال معارك أكتوبر 1973 م.

بعد معاهدة 1936 انتقلت الأسرة من الشرقية للإقامة في الإسماعيلية ونشأت في بيت بسيط في شارع البحري وشربت حب الوطن وعشت طفولتي في بيت كان الملاذ للفدائيين ولذا أطلق على بيت والدي (راعي الفدائيين)

ففي هذا المكان كانت تتم استضافة نخبة من الفدائيين الذين كانوا يهاجمون معسكرات الجيش الإنجليزي المنتشر بالإسماعيلية ومن بينها معسكر الجلاء الذى كان وقتها أكبر قاعدة عسكرية للانجليز بالشرق الأوسط وبها 80 ألف جندى وكان الفدائيون يتركون أسلحتهم في بيتنا .

طلعت شقيقي الأصغر من أبطال القوات بحرية وأحد الضفادع البشرية التى اشتركت في تدمير إيلات وشقيقي الأكبر محمد بيومى من أبطال الدفاع الجوى وشارك فى بناء قواعد الصواريخ بأبو صوير.

تركت المدرسة وأنا في سن 10 سنوات وعملت بالمعمار في سيناء عام 1958 حتى أكون بالقرب من القوات المسلحة وتفرغت لعمل المعمار.

في مرحلة الشباب مارست رياضة المصارعة وكمال الأجسام بالنادى الإسماعيلى ولكن قيام إسرائيل بهجومها المفاجىء على مصر في 5 يونيو عام 1967 واحتلال سيناء جعلني اترك الرياضة

وأفكر في كيفية الدفاع عن الوطن وتوجهت مع مجموعة من شباب الإسماعيلية إلى مديرية الأمن وحصلنا على أسلحة ونظم النادي الإسماعيلي تدريبات للمقاومة الشعبية فاشتركت فيها وانضميت إلى تنظيم عرايشية شرق وقامت قوات الصاعقة بتدريبي مع رفاقي على الدفاع عن النفس وحراسة المنشآت.

في شهر فبراير عام 1969 تم تجنيدي وجاء توزيعي على سلاح المهندسين وحصلت على التدريبات المتميزة مع رفاقي وتم نقلي من القاهرة إلى الروبيكة بطريق السويس القاهرة ثم إلى معسكر الشلوفة وفى صباح يوم السادس من أكتوبر عام 1973 م الموافق العاشر من رمضان 1393 هـ بدأت مع زملائي في ضبط الآلات والمعدات

وعندما أعلنت عقارب الساعة الثانية ظهرا شاهدت الطائرات المصرية تحلق في السماء وبعد وقت قليل عادت في مسافات منخفضة بعد نجاحها في دك وضرب حصون ومطارات العدو في سيناء ثم بدأت قوات المشاة والقوات الخاصة تعبر قناة السويس بالقوارب وتتسلق الساتر الترابى.

عبرت قناة السويس مع رفاقي الأبطال وردد الصول عطية القبطي قائد المجموعة : ( الله أكبر الله أكبر يالا يا ولاد ) فقلنا كلنا ( الله أكبر .. الله أكبر ) وصدرت الأوامر بفتح الثغرات في الساتر الترابي حتى تمر منها المدرعات والدبابات وفى أقل من 5 ساعات أقيمت 5 كبارى لعبور قناة السويس وتحطيم خط بارليف.

بعد فتح العديد من الثغرات أصبحت مهمتنا تأمين الكباري في عيون موسي ولسان بور توفيق وتأمين عبور فرقتين من فرق الجيش وأثناء التأمين قامت القوات الإسرائيلية بضرب اللنش الذي يحملني مع مجموعة من رفاقي الأبطال وأدى ذلك إلى جرح في رأسي فأمر قائدي بالرجوع ولكن رفضت وأصريت على استكمال الحرب مع زملائي.

يوم الاثنين 22 أكتوبر 1973 م الموافق 26 رمضان 1393 هـ أصدر مجلس الأمن قراره رقم 338 بموافقة جميع الأعضاء باستثناء الصين الشعبية التى امتنعت عن التصويت ونص القرار على وقف إطلاق النار بين الدول العربية وإسرائيل والبدء فى التطبيق الفورى لقرار 242 لعام 1967م

ووافق الرئيس السادات على وقف إطلاق النار على أساس التطبيق الفورى والكامل لقرار مجلس الأمن مؤكداً على نقطتين هما : الانسحاب من كل الأراضى المحتلة والحقوق المشروعة لشعب فلسطين

وأصدر القائد العام فى الساعة السابعة إلا الربع مساءً أمراً للقوات المسلحة المصرية بإيقاف إطلاق النار تنفيذاً لقرار مجلس الأمن الذى صدر فى الساعة 6.25 صباحاً وتضمن أمر القائد العام اتخاذ كافة إجراءات التأمين والحذر من العدو.

لم تلتزم إسرائيل بالقرار وبدأت بالالتفاف حول القوات المصرية وعبرت بقواتها إلى غرب القناة عن طريق ثغرة الدفرسوار وبدأت تدخل مدينة السويس وفي يوم الثلاثاء 23 أكتوبر 1973 قمت مع رفاقي الأبطال بالاشتباك مع قوات مع العدو الإسرائيلي الموجودة فى منطقة الجناين بالسويس

وفي يوم 24 أكتوبر قامت إسرائيل بغارة وفوجئت بدم غزير يتساقط من ذراعي وهنا حاول زملائي نقلي إلى مستشفى السويس ولكن رفضت ترك موقعي واستمريت على مدار 8 ساعات ولكن من شدة النزيف أصروا على نقلي ولم تتمكن سيارة الإسعاف من الوصول إلا بعد يومين بسبب سيطرة العدو على الطرق ولذا كان لابد من بتر ذراعي .

قامت السيدة جيهان السادات بصحبة بعض قادة الجيش بزيارتي في المستشفى وقالوا لي : عايز حاجة نعملها لك؟

قلت : إللي أنا عوزته أخذته .. وهو النصر .. وبعد أسبوع سافرت إلى يوغسلافيا لعمل أطراف صناعية ثم خرجت إلى الحياة المدنية وتم تكريمي تقديرا لبطولاتي حيث حصلت على نوط الشجاعة من الدرجة الثانية ودرع الجيش الثاني الميداني ودرع الجيش الثالث ودرع نقابة العاملين بهيئة قناة السويس.

في عام 1975 تزوجت ورزقني الله من الأبناء بحنان وإيمان ومحمد وطلعت ودينا ووسام .

في الثمانينات تم تعييني للعمل بمحافظة الإسماعيلية إلا أنني تقدم باستقالتي وفضلت العمل الحر وتفرغت للعمل التطوعى بجمعية المحاربين لمعالجة ولمساعدة أسر الشهداء.

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى