من هؤلاء المرعبين داخل البستان ؟! بعد ان خرج جاك و مايكل من مدرستهما المتوسطة , اتفقا ان يلعبا بالكرة في الملعب القريب من منزلهما .. و قبل ان يصلا الى هناك .. توقفت سيارةٌ سوداء امامهما فجأة !!
و خرج منها رجلان ضخمان مُقنّعان , و هجما عليهما , بعد ان وضعا القماشة (المبلولة بالمخدّر) فوق انفيهما .. و في ثواني … اختفى الصبيان !
و في المساء .. استيقظ مايكل بصعوبة , ليجد نفسه مُكبّل اليدين و الرجلين و مُكممّ الفم .. نائماً فوق ارضية من القش , في مكانٍ لا ينيره سوى قنديل الغاز , المعلّق على عمودٍ خشبي في وسط اسطبل.. فتلفّت مايكل من حوله (برعب)
ليجد صديقه جاك مُكبّلاً مثله , و هو يبكي بخوف .. فحاول الزحف نحوه .. لكن قبل ان يصل اليه , سمع صوت قفل الباب يُفتح .. فأغمض مايكل عيناه متظاهراً بالنوم … فدخل رجلٌ ضخم و اقترب من صديقه جاك و حمله , و حاول المسكين الصراخ المخنوق .. لكنهما خرجا ,
بعد ان اقفل الباب خلفه من جديد .. ففتح مايكل عيناه و هو لا يصدق ما يحدث !
– الى اين يأخذون صديقي ؟ و ماذا يريدون منا ؟ .. .. و اين انا ؟!
و صار مايكل يتلفّت يُمنةً و يسرى و هو يبحث عن شيءٍ ينقذه , فزحف الى كل زاوية و ركن في هذا الإسطبل (بنوره الخافت) ..
و بعد ساعة من البحث المتواصل , وجد اخيراً قطعة من الزجاج المكسور ..
فمسكها بيده (المقيدة خلف ظهره) و صار يحاول بها قطع الحبل ..
و قد استطاع بعد مدة ان يفك قيد يديه , بعد ان جرح نفسه عدة مرات ..
و قبل ان يزيل الرباط عن فمه .. سمع صوت بكاء صديقه يقترب من الإسطبل ..
فعاد بسرعة الى مكانه , و وضع يديه خلف ظهره (متظاهراً بأنه مازال مُقيداً) ..
و اخفى قطعة الزجاج في جيبه , علّها تحميه من ذلك الوحش ! و عاد الصبي جاك (الغير مُقيد) و الرجل الضخم من خلفه , يدفعه بقسوة الى الداخل
– هيا ادخل !! و ايّاك ان تُخبره بشيء … افهمت !!
ثم اقفل الباب من جديد.. فتكوّر جاك بزاوية الإسطبل بعد ان اخفى وجهه بين ارجله , و صار يبكي بقهر ! فأسرع مايكل و فكّ قدميه و رباط فمه , و ركض ناحية صديقه.. و سأله بفزع :
– جاك !! جاك مالذي حصل ؟ .. ماذا فعلوا بك ؟! – ابتعد عني !! قالها و هو مازال يخفي وجهه بين يديه , و يرتجف بشدة – ارجوك جاك اخبرني!! …..
حسناً لا بأس , اهدأ قليلاً ! .. و دعنا نفكر بطريقة للهرب من هنا..
– اهرب وحدك .. …فأنا اريد الموت !!
– ماهذا الكلام .. انظر !! الجوال مازال معي .. فهم لم يفتشوني جيداً .. سأتصل بأبي و بعد قليل.. – لا !!!
اللعنة , لا يوجد تغطية هنا و اعاد مايكل جواله في جيبه – اسمع !!
اعدك بأن نعود كلانا للمنزل .. اقسم لك !! لكن علينا اولاً ….لحظة اسمعت ؟!..
هناك احدٌ قادم الينا .. سأعود و اقيد نفسي , لكني لن اشدّ الحبل ..و سأحاول الفرار .. و سنذهب سوياً.. افهمت !! لكن جاك لم يجيبه , بل ظلّ شارداً بشكلٍ يثير القلق..
فتركه مايكل ليعود الى مكانه (بعد ان لفّ الحبل حول قدميه , و ربط القماشة حول فمه) و اخفى قطعة الزجاج بقبضته (و يداه خلف ظهره) و فُتح قفل الإسطبل من جديد ..و اقترب الرجل الضخم هذه المرة من مايكل , و حمله و هو يقول :
– امازلت نائماً ايها الكسول ؟! هيا افق !! فأمامك حفلة طويلة .. اليس كذلك يا جاك ؟
و جاك يحاول ان يحشر نفسه بالزاوية , برعبٍ شديد ! و هنا !! فاجأ مايكل الرجل بجرح رقبته بالزجاج بحدّة , فصرخ الرجل بألم !!
و اسقط مايكل من يده ..و الذي بدوره اسرع لفك رباط رجله و فمه , ثم ركض ناحية صديقه و نزعه من مكانه نزعاً , حتى خرجا من الإسطبل ..
و الرجل الضخم يلاحقهما , و هو يضغط بيده على جرح رقبته (الذي كان ينزف بغزارة) و صار الولدان يجوبان الطرقات الوعرة داخل الغابة المظلمة بهلعٍ شديد..
و يبدو ان الرجل الضخم لم يرد اعلام احداً بفشله في الحفاظ على الرهينتين الضعيفتان , لذلك فضّل اطلاق الكلاب خلفهما ..
و صار الولدان يهربان بكل قوتهما , لكن اصوات الكلاب ظلت تقترب منهم بسرعة ..
لهذا لم يجد مايكل حلاً , الا ان يمسك بيد جاك و يقفزا معاً نحو البركة التي وجداها هناك ..
و قد سبحا فيها لمدة , قبل ان يختفي نباح الكلاب .. و كانت البركة مظلمة بشكلٍ يثير الرعب , لا يسمع فيها الا اصوات الحشرات و نقيق الضفادع ..
و ظلا يسبحان الى ان ظهرت انواراً من بعيد .. فاقتربا حتى شاهدا حفلاً بالهواء الطلق موجوداً بالطرف الآخر للبحيرة , و كأنها مسرحية قد صفّت امامها مقاعد للمتفرجين ..
و كان خلف الممثلين (الذين يلبسون عباءات الكهنة , بقبعاتٍ مخروطية) تمثالاً خرسانياً لبومةٍ ضخمة .. و يحملون مشاعل النار , و كأنها طقوساً دينية ! ثم ظهر رجلٌ بلباسٍ احمر و هو يحمل طفلاً صغيراً , ثم وضعه على مهدٍ حجري..
و صار الجمهور يتلو تراتيل بلغةٍ غريبة , و بصوتٍ عالي مترافقاً مع جوقة الممثلين فأسرع مايكل و اخرج جواله من جيبه و صار يصوّر الحدث , و هو يقول :
– جيد ان جوالي ضد الماء.. لا تقلق يا جاك ..سأنشر هذا الفيديو على اليوتيوب , فور خروجنا من هنا .. و سأفضح هؤلاء الملاعين امام الجميع , لينالوا جزائهم ثم انتبه مايكل على رجلٍ يجلس بمكانٍ عالٍ بين المشاهدين
– جاك ! من الذي يجلس هناك بين الجمهور ؟ اهو رئيس البلد , ام شبيهه ؟! – بل هو !! ….
فقد كنت دميته قبل قليل ! – ماذا تقصد ؟! و قبل ان يجيب .. توقفت التراتيل فجأة !!
ليريا الرجل (بلباسه الأحمر) يرفع شعلة من النار , و هو يقول بصوتٍ عالي :
– الآهنا ابليس !! سنرسل لك هذا القربان الطاهر , و نتمنى ان تقبله منا !! ثم يشعل النار بالطفل الذي ظلّ يتلوّى و يصرخ من الألم , وسط تصفيق الجماهير , الى ان اختفى صوته بين النيران التي التهمته!
و كاد الصبيان ان يُغمى عليهما من هول الصدمة ! و صارا يسبحان بكل قوتهما الى الجهة الأخرى من البحيرة ..
ثم انطلقا ناحية السياج الحديدي , الموجود بنهاية هذا المخيّم المخيف !
لكن ما ان اقتربا منه , حتى وجدا لافتة تقول : ((انتبهوا !! سياجٌ مُكهرب)) فقال مايكل و هو يحاول التقاط انفاسه :