كتبت /أسماء محمود إستوقفني منظر تلك الطفلة تبيع المناديل بالمعدية ورأيتها تتحايل علي المارة كي يعطوها القليل من المال كي تأكل وأخذت أتأمل وأنظر إليها في تعجب من جمال خلقتها وهيئتها وطريقة كلامها البريئة التي اندمي لها قل بي وعندما نظرت لي وشعرت بأنني أراقبها تركت مكانها وجاءت بجواري تطلب مني أن أشتري منها المناديل أو أعطيها القليل من المال فأخذت تنظر لما أحمله في يدي من اوراق ومجلدات ثم طلبت مني أن تأخذ ورقة، فأعطيتها الورقة وطلبت مني أن أعطيها قلم وبالفعل أعطتها القلم ثم أخذت تكتب وترسم وهي في قمة الإنسجام مع ورقتها و كأنها لا تشعر بأحد غير الورقة والقلم، فسألتها في أنتِ في أي مرحلة تعليمية؟ فردت قائلة أنا لست بمراحل تعليمية أنا أبيع المناديل لأهلي ولا يريدون أن التحق بالمدرسة، فدمعت عيناي وقلت لها، ماذا تتمنين؟ فقالت أبيع المناديل وأجني المال لأهلي، فقلت لها ما هو حلمك حين تكبرين ؟ قالت أريد أن أمسك سماعة الطبيب وأكشف علي المرضي وأعالج المرضي وأعطي لهم الدواء هكذا افعل مع دميتي، فقلت لها أتحبين دميتك؟ قالت هي من أحكي لها كل أسراري وأقضي معها أحلي أوقاتي، ثم حان وقت رحيلي ونزولي من المعدية ونظرت لها نظرة أمل وألم وهي في غاية الجمال واللباقة والأدب وأخذت تودعني علي أمل أن تراني ثانية، ومشيت وقلبي ينفجر حزناً علي أطفال مثل هؤلاء