ثلاثة أيام بلياليها امضيتها وانا اتأمل واتفكر و أحلل وأقرأ واقعنا بنظرة متجردة وفاحصة بدقة، تناسيت فيها الي أي صف أقف ولماذا، ولكن ماذا أريد؟ تأكدت فعلا ان عنوان هذا المقال صادق بكل معني الكلمة، ورغم مرارته فلا يصح الا الصحيح، وحكومة الإنقاذ حين أطلقته كانت تعلم تماما ما تريده من هذه الكلمة التي أعتبرها شعارا تكسرت عند شواطئه كل مجاديف المعارضة الهشة التي تعارض الحكومة بسياسة ((تعاين للفيل وتطعن في ضلو)). كل الأسماء التي وجدتها في صف المعارضين ويدعون انهم يحملون هم الوطن، باستثناء الصادق المهدي الذي لا يمكن ان يقود المعارضة او يعود رئيسا لأنه فاشل بدرجة امتياز، فقد امتلك زمام الأمر مرتان ولم يقدم شيئا، والشعب يعلم مقولة ((من يجرب المجرب غلطااااان)) ويكفي ان الرجل جرب حظه مرتين. بقية الأسماء المطروحة اما كانوا شركاء للإنقاذ ولم يجدوا الفرصة للصعود لأعلي الهرم ومن الطبيعي ان يخرجوا من دائرة الضوء ويعيشوا حياة المواطن العادي، او يصيبهم داء السلطة فيحاولون الولوج اليها من بوابة المعارضة كما فعل مالك عقار وعبدالعزيز الحلو وتبعهم غازي صلاح الدين وغيرهم كثر من بحارة سفينة الإنقاذ التي رمتهم في عرض البحر، فأصبحوا لا مكان لهم من الاعراب في السلطة او المعارضة. علي الجانب الآخر وهو جانب العمل المسلح او المعارضة المسلحة فهي معارضة ضيقة الأفق وذات نظرة محددة، وحتي دوافعهم نحو المعارضة دوافع جزئية وهي التهميش و و و، ويتناسون ان كل السودان مهمش في ظل حكومة الإنقاذ وليس دارفور وحدها، ثم تجد ان الأسماء ذاتها ليس لها ما يشفع لها عند المواطن السوداني لتؤازره، فهي أسماء لنكرات لا تاريخ لهم ولا يعرفهم الا سكان أقاليمهم، فمن هو عبد الواحد محمد نور، ومن هو جبريل ابراهيم ومن هو مني اركو مناوي و من و من والأهم ماهو الشئ الذي قدموه لمواطن السودان في كل أقاليمه من حلفا حتي كوستي ومن بورتسودان حتي الجنينة وما هو برنامجهم اذا تنازلت لهم الإنقاذ الآن عن السلطة؟ ثم علاقتهم الحميمة مع إسرائيل واحتضان الأخيرة لهم ودعمها لهم سياسيا ولوجستيا سبب كاف ليكرههم كل الشعب السوداني الذي لا يمكن ان يقيم علاقات مع هذا الكيان. ثم نجد المعارضين المخضرمين الذين جعلوا المعارضة مهنة يقتاتون منها امثال الميرغني و فاروق ابوعيسي وحسنين وغيرهم من اصحاب ((المهنة / معارض)) دون ان يقدموا المعارضة قيد أنملة. اما الأسماء التي بدأت تخرج أخيرا عبر صفحات الإسفير وتطرح نفسها بديلا لنظام الإنقاذ وتحاول ايجاد موطئ قدم لها في ظل كل هذا التخبط والعشوائية في مسرحية الحكم فهي اسماء حتي وان كان لها وزن علي الصعيد الشخصي فليس لها قواعد جماهيرية تستند عليها لتنفيذ برامجها في اخراج هذا السرطان الذي يسمي الإنقاذ من جسد السودان وامثلتهم كثر. الشعب السوداني من اذكي الشعوب حول العالم وهو يعلم تماما ان كل هؤلاء الموجودين علي السطح الآن لا يرقوا لأن يصبحوا قوادا لهذا الشعب المتفرد، لذلك صمت الشعب ورضي بالأمر الواقع وهو السكوت والصبر علي البشير حتي يأتي ذلك القائد الفذ علي حصانه الأبيض ليخرج الشعب من الظلمات الي النور، ويقتل شبح الفساد ويدفنه في أسفل المزبلة. علينا خلق قائد وطني بكل معني الكلمة حتي تصطف الجماهير خلفه وتعينه في المهمة المستحيلة وهي إعادة بناء وطن اسمه جمهورية السودان. كسرة خروج/ حين تفضي المعارضة والحكومة علي بعضهما ويفترقا بعد الطلاق ثلاثا تتحقق مسرحية الحكم!