مع دفع النظام لمسعود بزشکيان الى الواجهة عقب فوزه في إنتخابات الرئاسة وعودة معزوفة الاعتدال والاصلاح النشاز فإنه من المفيد جدا هنا الإشارة مرة أخرى الى أن لعبة الاصلاح والاعتدال، ليست في الحقيقة سوى إحدى عمليات الخداع والکذب والمناورة التي يمارسها هذا النظام مع المجتمع الدولي من أجل المماطلة والتسويف وکسب الوقت والتمويه على العالم من أجل درء الاخطار والتهديدات المحدقة بالنظام وهذا ماقد صار حقيقة وأمرا واقعا حتى إن العديد من المراقبين والمحللين السياسيين يرون في عقد الآمال على مزاعم الاعتدال والاصلاح في النظام الايراني، مجرد عملية خداع نفس والرکض وراء سراب بقيعة ولاشئ غير ذلك!
مزاعم الاعتدال والاصلاح الکاذبة والواهية من ألفها الى يائها والتي يتمشدق بها نماذج محسوبة على النظام وتحرص على الدفاع عنه بل وحتى تعمل کل مابوسعها من أجل إنقاذ النظام من محنته وأزمته الطاحنة والعبور به الى الضفة الاخرى سالما، غير فإن الحقيقة المهمة التي يجب أخذها بنظر الاعتبار وبناءا على تجربة أکثر من ثلاثة عقود، فإنه لايمکن أبدا أن تکون المزاعم الکاذبة والمخادعة الصادرة من داخل نظام الملالي مصدرا وأساسا لحل المعضلة الايرانية ذلك إنه أساسا جزء من النظام ولايريد تغيير أو إسقاط النظام وانما يسعى الى إنقاذه، ناهيك عن إنه لايملك أي برنامج أو مشروع سياسي ـ فکري من أجل إيجاد حلول للمشاکل والازمات في إيران.
إيران لن تکون بخير أو أمان أبدا طالما بقيت الظلال الداکنة والکئيبة لهذا النظام الدموي مخيما ومهيمنا عليه، وإن إستمرار حکم الملالي المستبدين المعادين للإنسانية والتقدم والحضارة يعني إستمرار المشاکل والازمات في إيران، وإن الدعوة الى إيران حرة ديمقراطية مٶمنة بالتعايش السلمي وخالية من أسلحة الدمار الشامل و مٶمنة بحقوق الانسان و المرأة، هي أساسا تشکل حجر الاساس في البرنامج الشامل للمجلس الوطني للمقاومة الايرانية والذي يٶمن إيمانا راسخا وعميقا بإستحالة إصلاح الاوضاع وتغييرها جذريا مع بقاء هذا النظام ولهذا فقد دعا ويدعو الى إسقاطه کحل أمثل وحيد للمعضلة الايرانية من الاساس وهذا ماتم التأکيد عليه بکل وضوح خلال تجمع إيران الحرة 2024 في باريس وبرلين، وإن دعم وتإييد هذا المجلس من خلال الاعتراف به رسميا من قبل دول المنطقة والعالم يمثل البداية الصحيح من أجل العمل في سبيل إيران حرة ديمقراطية من دون هذا النظام الذي صار واضحا بأنه يشکل خطرا وتهديدا للمنطقة والعالم بأسره.