في يوم ٨ ابريل وضعت الولايات المتحدة قوات الحرس على قوائم الإرهاب وفي يوم ٢١ أبريل عزل خامنئي قائد قوات الحرس المدعو محمد علي جعفري وعين حسين سلامي بدلا منه.
وقد تولى الحرسي جعفري قيادة هذا الجهاز القمعي والفاسد والإرهابي لمدة ١٢ عاما وعشية التغيير والتطورات الكبيرة التي حدثت في السياسة الأمريكية بالنسبة للنظام أعرب عن جنحه نحو الحرب الناعمة وتفضيله لها.
وقد حدث هذا التغيير والتطور الكبير في رأس هرم أكبر قوة حامية وداعمة للدكتاتورية الحاكمة في ايران بعد ١٣ يوم بالضبط من وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب وقبل يوم واحد من العقوبات النفطية الكاملة المفروضة ضد النظام.
وهذه هي ضربة سياسية لقوات الحرس ولمعنويات عناصرها.
لو كان في الحقيقة أن الموضوع هو تغيير قيادة وتبديلها بشكل روتيني لكان من الواجب حدوثها قبل إعلان تصنيف قوات الحرس لأن النظام كان مطلعا بكل تأكيد وبسبل مختلفة على احتمالية وضع قوات الحرس على قوائم الإرهاب أو لكان قام بذلك بعد فترة من ذلك.
وإن تزامن اعلان التغيير يبين بوضوح مازق ولاية الفقيه في السيطرة على الأزمات الداخلية للنظام وانهيار وتلاشي أهم الأركان الداعمة للنظام أي قوات الحرس.
الولي الفقيه الغارق في الأزمات يعترف في نص أصدره حول طرد الحرسي جعفري مجبرا بانهيار وتلاشي المعنويات في أعلى مستويات قادة الحرس.
ومن جملة ما قاله في قراره: “نظرا لرغبتك في التواجد بالحقل الثقافي ولعب دور في الحرب الناعمة ، فانني اعينك مسؤولا عن مقر بقية الله الثقافي والاجتماعي.”.
إن في ثنايا هذه الجملات اعترافا بتلاشي وانهيار حاصل في رأس هرم قوات الحرس التي من المقرر أن تحمي هذا النظام الفاسد من شتى كوارث السقوط. إن هذا التبديل في أعلى مراتب قيادة قوات الحرس مثل أواخر أيام الدكتاتور الشاه يشير إلى وجود مأزق في داخل النظام وأيضا مؤشر على عدم ثقة الرجل الأول في الحكومة بالقيادة القمعية.
خامنئي يعلم هذه الحقيقة جيدا ويعلم بناء على مجموعة التجارب القمعية بأن أي تبديل في عملاء النظام سيؤدي لانقباض كبير في النظام بسبب حالة احتضار النظام.
جعفري تولى قيادة قوات الحرس لمدة ١٢ عاما وكان يتولى القمع في الداخل ونشر الحروب والقتل في المنطقة.
والآن يمثل تيارا وخطًا داخل قوات الحرس أصابه الإحباط والفشل.
وقد نشرت أخبار عديدة عن عزل وحتى هروب بعض قادة الحرس ومن بينهم عزل العميد علي نصيري القائد السابق لحماية قوات الحرس.
ولهذا السبب يثبت خامنئي مرة أخرى كم يحتاج نظام الملالي للعربدة لأن الحرسي سلامي أثبت أنه ليس على دراية وفهم بالشعور العسكري والسياسي والاجتماعي، كما إن طبيعته متوائمة ومتوافقة مع البلطجيين وسفلة الناس المحترفين بالوقوف على قارعة الطريق.
كما أن الولى الفقيه تجرع السم وهو يقدم على هذا التبديل في وقت أن قوات الحرس لم تصبح مكروهة ومنفية بالنسبة للشعب الإيراني المضطهد فحسب بل على مستوى العالم كله أصبحت كسد يمنع تحقيق السلام والاستقرار وحسن الجوار في المنطقة.
إن استبدال حرس إرهابي بآخر نفسه أفضل بينة على مأزق خامنئي لأنه على سبيل المثال بالإضافة لجميع أجهزة قوات الحرس فإن سلامي هو من بين الأشخاص المشمولين بالقرار ١٧٣٧ الخاص بمجلس الأمن
وكما أن الولايات المتحدة وضعته إلى جانب بقية مسؤولي قوات الحرس على قوائم الإرهاب وعلى القوائم الخاصة بالإرهاب العالمي وأسلحة الدمار الشامل.
لقد تأسست قوات الحرس من أجل حماية نظام الملالي ومهمتها المحددة هي حفظ النظام من خلال القمع في الداخل وتصدير الإرهاب والحرب لخارج البلاد.
قوات الحرس أكبر جهاز عسكري ومالي واقتصادي داخل النظام الإيراني وتمتلك أكثر من ٧٠% من اقتصاد البلاد مع محموعة ضخمة من الإيرادات الوطنية والآن هذا الجهاز العظيم المختص في الاغتيال والقمع يتلقى ضربات قاسية.
إن خامنئي الولي الفقيه بتغييره لقيادة قوات الحرس أعلن وصول أول إيصال ناتج عن قوة الضربة التي تلقاها نظامه بعد إدراج قوات الحرس على قوائم الإرهاب وكما أن هذه الضربة يمكن اعتبارها أقوى ضربة وجهت للنظام وآثارها ستظهر قريبا جدا في المنطقة وفي داخل إيران في طريق إسقاط النظام.