الانتخاب الأصلح وأصلح الانتخاب منظمة مجاهدي خلق الإيرانية
الانتخاب الأصلح وأصلح الانتخاب
المحامي عبدالمجيد محمد
في الذكرى السنوية الثانية والخمسين من تأسيس منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، اختار أعضاء مجاهدي خلق الأمين العام لمنظمتهم حيث وفي هذه الانتخابات التي تم إجراءها في ”تيرانا“ في المقر المركزي لمجاهدي خلق تم انتخاب السيدة زهراء مريخي وبالاجماع أميناً عاماً (المسؤولة الأولى) للمنظمة.
وحسب النظام الداخلي للمنظمة يتم إجراء هكذا انتخابات حسب ”أمرهم شورى بينهم“ و يتم خلال 3 مراحل. حيث وفي المرحلة الأولى يتم الدراسة والنقاش بواسطة النساء أعضاء المجلس المركزي للمنظمة حول اختيار الأمين العام ويتم اختيار عدد من أصلح الأشخاص لانتخاب المرشحات حسب التصويت السري بواسطة جميع كوادرالمنظمة ليدلوا بأصواتهم في المرحلة الثانية لاختيار المسؤولة الأولى وفي النهاية أي في المرحلة الثالثة والأخيرة يحسم الموضوع ويتم إعلان النتيجة النهائية لمن فاز في التصويت ”أميناً عاماً“ بواسطة الأمين العام السابق كقرار نهائي.
هناك أسلوب آخر وفريد في نوعه أيضاً في انتخاب الأمين العام لمجاهدي خلق والذي يمثل الخضوع والتواضع الإنساني حيث لن ترشح أي من النساء المجاهدت نفسها لتصبح المسؤولة الأولى باعتبارها لا تعتبر نفسها أصلح من الآخرين رغم ما يوجد في جميع الأحزاب والتيارات والمنظمات السياسية الأخرى حيث كل مرشح وحسب فكرته وتوجهاته يعتبر نفسه أعلى وأصلح من الآخرين في قيادة الأمور وبهذا النمط يخوضون في التنافسات كما في بعض البلاد يتم هذا التنافس من خلال التواطؤ خلف الكواليس مع الخصوم لكسب منصب الأمين العام لحزب أو منظمة أو المجموعة التي تنتمي إليها وللتسابق من الآخرين لا يتورعون عن أي مبادرة للوصول إلى مقاعدهم المطلوبة لأنهم يبحثون عن مصالحهم الفردية.
لكن في منظمة مجاهدي خلق الإيرانية يتم الانتخاب بأسلوب خاص بعيداً عن جميع ما أسلفناه من المخاصمات والسجالات وما شابه ذلك لنيل المناصب المطلوبة حيث يختار مجاهدي خلق من يتحلى بأعلى السجايا السياسية والعقائدية والتنظيمية ”أميناً عاماً“ أو ”المسؤول الأول“ بمنأى عن المصالح الفردية وهو الأصلح ليحتل هذه المسؤولية بالذات وهو يشعر المسؤولية أكثر من الآخرين تجاه جميع مسائل المنظمة والحركة والمقاومة وكل هذا الثقل على عاتقه كما يتطلب سعة عالية جداً في تحدي المسائل والمعضلات فعليه يختار مجاهدي خلق بينهم من يتحلى بهذه السجايا ويحتذونه.
نعم هذا هو أسلوب انتخاب الأمين العام كما تم إعلان السيدة مريم رجوي في عام 1989كمسؤولة أولى لمجاهدي خلق ولمدة عامين فقط، كما كان الحال بالنسبة لجميع الأمينات العامات ولا مانع لانتخابها في نهاية فترة مسؤوليتها مجدداً كما كان الوضع بالنسبة للسيدة ”زهرة أخياني“ المسؤولة السابقة الأولى حيث بقت في هذا المنصب لمدة 6سنوات وهذا أثار التقدير العالي من قبل مجاهدي خلق منها في ختام مهام عملها في هذا المنصب وانتخاب السيدة ”زهراء مريخي“ المسؤولة الأولى الجديدة.
أما السيدة زهراء مريخي التي انتخبت أخيراً كأمينة عامة للمجاهدين، كانت منسقة مكاتب الرئيسة المنتخبة للمجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في البلدان الأوربية والأميركية وكندا واستراليا حيث اشتغلت في هذا المنصب بأحسن وجه مما أبرزت صلاحيتها لمسؤولية منظمة مجاهدي خلق كمسؤولة أولى (الأمينة العامة) أيضاً.
لاشك أن انتخاب السيدة مريخي له مغزاة خاصة في الأوضاع الراهنة حيث اختار مجاهدي خلق الإيرانية إمرأة مؤهلة وصالحة للظروف المقبلة والخطيرة والحاسمة جداً حيث سلم مجاهدي خلق سفينتهم لها وسط العواصف والأمواج الهائلة ونقصد بها الظروف الراهنة داخل إيران والمنطقة والعالم نعم إنهم سلموا سفينتهم لقبطانة عملاقة جداً.
إن إيران والمنطقة حبلى لحوادث، حيث لا يمضي يوم في إيران إلا و نشهد تجمعات وتظاهرات احتجاجية في مختلف المدن الإيرانية. ولو في بداية هذه المظاهرات يبدو أن هناك مطالبات اقتصادية أو مهنية أو غيرها ولكن وفي نهاية المطاف كلها تتحول إلى شعارات لإسقاط نظام الملالي .. فمعناه هناك مسؤولية تنظيمية خطيرة على عاتق المجاهدين داخل إيران حيث تقتضي تناسق الظروف الداخلية مع ظروف الإقليمية والدولية كجوخة موسيقى عملاقة تحتاج إلى قيادة أركسترا قوية ولو لم يستطع قائد الأركسترا من قيادة جوخته مع مختلف الآلات والعازفين ، وكل من يعزف خارج السرب، سيتسمع أصوات غربية وغير مأنوسة من هذا الأركسترا حيث لا يفي بالغرض، يكون نفس الحال داخل إيران المنتفضة جداً والظروف الإقليمية المتحولة جداً والظروف الدولية المعقدة جداً فتتطلب من يكون قادراً على تحدي هذه الأوضاع وتلبية ما يتطلب بوقته لا محالة.
فعليه اختار مجاهدو خلق الذين هم خلاصة تحمل الشدائد والأوضاع الدامية والصعوبات التي لا تطاق، وقضوا 52 عاماً ”بالصدق والتضحية والفداء“ وبذلوا مهجهم بكل إخلاص، لخلاص شعبهم من الظلم وانعدام العدالة نعم إنهم اختاروا أصلحهم وقدموها لشعبهم. إنهم نفس الفتية الذين ضحوا 30 ألفاً منهم بحياتهم بفتوى الخميني السفاك في صيف عام ”1988“ لصمودهم وبقائهم على موقفهم كما قدموا أكثر من 120ألفاً منذ عام 1981لحد الآن.
نعم، لا يبحث مجاهدي خلق للمنصب أو الكرسي. إنهم يمثلون قضيتهم لتخليص شعبهم من الظلم والجرائم، وصولاً إلى إيران حرة معمرة ومفعمة تماما بالعدل والمساواة فعليه لقد اختاروا في هذه الظروف الخطيرة الراهنة ”أصلحهم“ كالمسؤولة الأولى فبورك هذا الانتخاب الظافر ونبشر للشعب الإيراني بنيل الحرية والسلام واستتباب الأمن إن شاءالله.