أخبار إيرانأهم الاخبار

الاعتراف بمقاومة الشعب الإيراني من أجل إسقاط النظام ضرورة تاريخية

احجز مساحتك الاعلانية

طوال حكمه الممتد منذ 46 عاماً، لم يتورع نظام ولاية الفقيه الحاكم في إيران عن ارتكاب أي جرائم ضد الشعب الإيراني والشعوب المحرومة في الشرق الأوسط. ولم يسلم العالم أجمع من إرهاب هذا النظام. وعلى النقيض من ذلك، أعلن الشعب الإيراني مراراً وتكراراً للعالم عزمه الراسخ على الإطاحة بهذا النظام من خلال انتفاضات واسعة النطاق. وعلى نحو مماثل، وقف ممثلو شعوب الدول الغربية أيضاً إلى جانب الشعب الإيراني في ضرورة الإطاحة بهذا النظام. كما أن وحدات المقاومة التابعة لمنظمة مجاهدي خلق، التي تضرم النار في مظاهر قمع هذا النظام في جميع أنحاء إيران، تعكس نفس هذه الإرادة.

إذن، فإن الرغبة في الإطاحة بهذا النظام وإقامة جمهورية ديمقراطية كانت منذ فترة طويلة رغبة الشعب الإيراني وكل الشعوب الحرة في جميع أنحاء العالم. ولكن ما يجعل الوضع الحالي مختلفاً هو التطورات الهائلة التي حدثت في إيران والمنطقة والعالم خلال الأعوام القليلة الماضية، وخاصة الأشهر القليلة الماضية، والتي أدخلتنا إلى عصر جديد.

ما الذي تغير في المرحلة الجديدة؟

على الصعيد الداخلي، إضافة إلى ارتفاع سعر الدولار إلى 85 ألف تومان، والقمع الواسع النطاق، وصعوبة الحياة التي يعاني منها جميع الإيرانيين، بدأت حركة مناهضة لعقوبة الإعدام داخل السجون الإيرانية وعمّت هذه الحركة حتى الآن 35 سجناً في مختلف محافظات إيران. السجناء في سجن إيفين وقزل حصار وسجون أخرى يهتفون بشعارات إسقاط النظام والموت لخامنئي. وتصاعد الصراع الداخلي في النظام، حيث هتف أنصار سعيد جليلي: “ظريف المتسلل يجب إعدامه”، وأنه جاسوس. التوسع غير المسبوق في العمليات ضد مراكز القمع والقضاء على رمزين للإعدام والقتل الجماعي في إيران: محمد مقيسي وعلي رازيني.

وفي البعد الإقليمي، الإطاحة ببشار الأسد، الحليف الأقرب للنظام، من خلال الصراع المسلح، والهزيمة النهائية لحزب الله، الرافعة الرئيسية للسياسة الخارجية للنظام في المنطقة. ووقع حزب الله وثيقة استسلام خاصة به، يقبل فيها وقف إطلاق النار مع إسرائيل. تراجعت القوى التابعة للنظام الإيراني في العراق عن مطالبها بطرد أميركا من العراق، ونأت بنفسها عن نظام خامنئي. وعلى هذا النحو، فإن هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023، الذي خطط له وأمر به خامنئي بهدف منع اندلاع انتفاضة جديدة في إيران، تحوّل إلى نتيجة عكسية ضد النظام.

على الساحة الدولية، حلّ الرئيس دونالد ترامب محل سلفه جو بايدن، والنظام الإيراني يخاف من ظله، ولهذا السبب تخلى عن مطالبه ويتحدث عن المفاوضات، كما اتخذت الدول الأوروبية مواقف أكثر صرامة ضد النظام. وطالب البرلمان الأوروبي والبرلمان الفرنسي وغيرهما بإدراج قوات الحرس الإيراني على القائمة السوداء. وقد ساهم التعاون العسكري مع روسيا ضد أوكرانيا في تفاقم هذا الوضع.هذه المجموعة هي التي تتحدث عن عصر جديد.

وفي ظل هذه الظروف، تكتسب تظاهرة الثامن من شباط (فبراير) في باريس أهمية خاصة، لأن آلاف الإيرانيين المقيمين في أوروبا سيأتون إلى باريس لنقل نفس الرسالة إلى العالم.

ففي يوم 8 شباط (فبراير) 2025، سيشارك آلاف الإيرانيين من أنصار المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية في مسيرة في باريس للتعبير عن مطلبهم بتغيير النظام في إيران وإقامة جمهورية ديمقراطية. ويطالب المتظاهرون بسياسة حازمة وحاسمة تجاه النظام الإيراني. كما يدينون بشدة عملية احتجاز الرهائن الأجانب ويطالبون بالإفراج الفوري عن الرهائن.

لقد زاد نظام الملالي من قمع المعارضة بشكل كبير. هناك عدد كبير من السجناء ينتظرون الإعدام، وكثير منهم سجناء سياسيون، بما في ذلك المتهمون بدعم منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ويواجهون خطر الإعدام الوشيك. أعدم النظام الإيراني أكثر من ألف سجين في عام 2024، وهو أعلى رقم خلال العقود الثلاثة الماضية.

وسيتحدث في التجمع عدد من المشاهير، بما في ذلك جاي فيرهوفشتات، رئيس الوزراء البلجيكي السابق، وأعضاء الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ الفرنسيين، وغيرهم.

ويشارك في هذه المظاهرة ممثلون عن مختلف الجمعيات الإيرانية من مختلف أنحاء أوروبا. وفي حين يرفضون أي شكل من أشكال الدكتاتورية، سواء كانت ملكية أو دينية، فإنهم يطالبون بالاعتراف بنضال الشعب الإيراني للإطاحة بالنظام ونضال الشباب الثائر ضد الحرس الثوري.

إنهم يأتون ليطلبوا من الدول الأوروبية والعالم الاعتراف بحق الشعب الإيراني في مقاومة هذا النظام وإسقاطه. وسيطالبون بالاعتراف بالنضال البطولي الذي خاضته وحدات المقاومة. إنهم يقولون للعالم إن الإطاحة بالنظام الديني لم تعد خياراً، بل ضرورة إيرانية وإقليمية وعالمية حتمية. الوضع الآن جاهز تماماً.

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى