بقلم
أ.د.السيدعبدالستارالمليجي
الأشجار في القرآن
في الموضع الثالث من القرآن يحدثنا القرآن عن الأشجار بوصفها حاملات الثمرات في الغالب
وهو حديث يتمشى مع التدرج الطبيعى لتدريس العلوم حيث تسلمنا كل حقيقة الى حقيقة أخرى ترتكز على ما سبق العلم به , فيقول في سورة البقرة اية 35 :
( وإذ قلنا يآدم اسكن انت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )
فالحديث هنا عن الشجرة وعنها إذا تكاثرت وتنوعت فأصبحت جنة في الأرض .
فما هى الشجرة بين القرآن وعلوم النبات ؟؟؟
1- لغة : تعنى التشابك والتداخل
( فلا وربك لايوءمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا فى أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) النساء- 65
وعلميا : هى كل نبات قام على ساق خشبية واحدة لمسافة من 3 – 6 متر ثم تفرعت وتداخلت أفرعها وتشاجرت فأعطت شجرة معمرة ولولعدة سنين . والصغير منها يسمى شجيرة (مثل القطن ) .
– القرآن حدثنا عن الشجرة بذات المفهوم العلمى فقال أن أصلها ثابت وفرعها في السماء وتوءتى أكلها كل حين أى أنها معمرة . في (سورة ابراهيم ):
(الم تر كيف ضرب الله مثلا كلمة طيبة كشجرة طيبة , أصلها ثابت وفرعها في السماء-24- تؤتى أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتزكرون 25 .)
2- الأشجار مخلوقات عظيمة من حيث
-التركيب
– والوظيفة
-والأهمية للإنسان .
أولا : التركيب
أطول الأشجار ساقا بلغت 115 متر
= طول عمارة 38 دور
أضخمها ساقا بقطر 12 متر
أطولها عمرا بلغت 4 آلاف سنة تقريبا
ويقدر العمر بالحلقات الخشبية في القطاع العرضى .
ثانيا : الوظائف
1- التعامل مع مصدر الطاقة الأساسى في الكون المعلوم وهى الشمس وتحويل طاقتها الضوئية الحرارية إلى طاقة كيميائية يسهل حفظها والتعامل معها ( الخشب – الفحم – البترول- الغاز – الكهرباء ).
وهو ما عبرت عنه آيات القرآن بمصطلحات علمية مباشرة ودقيقة ومعجزة لكونها كانت وقت نزولها جديدة على مسامع الناس جميعا .
ورد في سورة يس :
الَّذِي جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ نَارًا فَإِذَا أَنْتُمْ مِنْهُ تُوقِدُونَ(80)
فالآية ذكرت الخضرة (الكلوروفيل) وذكرت النار (الطاقة المخزنة من الشمس) وذكرت طلب الوقود – توقدون – بمعنى إستهلاك الطاقة المخزنة (الإحتراق) . وكل هذه العمليات في نصف سطر من القرآن ومنذ 1400 سنة .
أوراق الأشجار مصممة ربانيا للقيام بدور تخزين الطاقة :
2- إنتاج الأكسجين اللأزم لتنفس الكائنات الحية .
3- إستهلاك ثانى أكسيد الكربون الناجم عن عمليات التنفس والإحتراق .4- تجميل الحياة وإشاعة البهجة فيها .
(والأرض مددناها والقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) ق 7
لكل هذه الأهميات حفل القرآن بحديث مستفيض عن الأشجار .
– حدثنا القرآن عن الشجرة المباركة وهى شجرة الزيتون :النور – 35 ( الله نور السماوات والأرض , مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة , الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار , نور على نور , يهدى الله لنوره من يشاء ,ويضرب الله الأمثال للناس ؤوالله بكل شيء عليم )
4- تجميل الحياة وإشاعة البهجة فيها .
(والأرض مددناها والقينا فيها رواسى وأنبتنا فيها من كل زوج بهيج ) ق 7
لكل هذه الأهميات حفل القرآن بحديث مستفيض عن الأشجار .
– حدثنا القرآن عن الشجرة المباركة وهى شجرة الزيتون :النور – 35 ( الله نور السماوات والأرض , مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة , الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار , نور على نور , يهدى الله لنوره من يشاء ,ويضرب الله الأمثال للناس ؤوالله بكل شيء عليم )
والبركة هنا بادية في التكلفة القليلة لشجرة الزيتون والنفع العظيم الناتج عنها .صورة شجرة الزيتون .
– القرآن حدثنا عن (تحت الشجرة ) كمكان يتفوق على غيره من الأماكن :
(لقد رضى الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا )
الشجرة هنا علامة ودليل لأهم مؤتمرات الدنيا على الأطلاق .. ومعظم المؤتمرات تسمى بالمواقع الى تمت فيها مثل القاهرة وبيروت و كامب ديفيد وأسلوا , فما هى ميزة المكان تحت الشجرة عن أى مكان آخر ؟؟
الشجرة تعطى ظلا
الشجرة تعطى ضوءا مناسبا
الشجرة تعطى رطوبة مناسبة
الشجرة تعطى تهوية مناسبة
الشجرة تعطى اكسجينا
الشجرة تخلصنا من ثانى اكسيد الكربون
الشجرة قد تعطى عطرا
الشجرة قد تعطى ثمارا
هل هناك في الدنيا موقع مثل هذا أو جهاز تكييف يحقق هذه الاغراض؟؟؟؟
– القرآن حدثنا عن المن كإفراز نباتى
له قيمة اقتصادية :
البقرة 57 : (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى كلوا من طيبات ما رزقناكم وما ظلمونا ولكن كانوا انفسهم يظلمون ) .
واليوم نعرف من الأفرازات المطاط والصمغ :
القرآن حدثنا عن الشجرة المحرمة
(وقلنا يا آدم اسكن أنت وزوجك الجنة وكلا منها رغدا حيث شئتما ولاتقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين )البقرة 35
وتدل آيات أخرى على أن الأكل من الشجرة المحرمة أفقدهما التحكم في التصرفات فبدت لهما سؤاتهما من بعد ستر , ويبدو أنها من الأشجار المسكرة .
وتحدث القرآن عن الشجرة النامية في النار (شجرة الزقوم ) : (إنها شجرة تخرج في أصل الجحيم. طلعها كأنه رؤوس الشياطين ) الصافات 64-65
والعجيب هنا ان يكون في النار المحرقة شجرة نامية
وهذا دليل على امكانية ذلك بقدرة الله وهو ما شجع الباحثين على محاولة إنتاج اشجارا تتحمل درجات الحرارة العالية .
ومثل ذلك :
(وانبتنا عليه شجرة من يقطين)
فالشجرة تختلف عن العشب في كونها تقوم واقفة على ساق ويستظل بها الإنسان
وأما اليقطين فغير ذلك ولكنه حدث بقدرة الله ايضا وهو كسابقه حث للعلماء ان ينتجوا يقطينة على شكل شجرة .
5- إنتاج الغذاء لكافة الأحياء والدواء والكساءؤ للإنسان .
ورد في سورة الأنعام قوله تعالى :
وَهُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انظُرُواْ إِلِى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (99)