اسليدرمقالات واراء

الارهاب اسباب وجوده ونموه ودوافع تكاثره وانتشاره

احجز مساحتك الاعلانية

المستشار القانوني فاروق عبد الوهاب العجاج

كما هو معروف ان الارهاب ظاهرة عالمية ليس له مكان معين ولا دين او مذهب او جنسية ولاقومية او لغة معينة يظهر وجوده في اي بيئة صالحة ومناسبة لتكاثره ولنموه , هو ظاهرة متميزة بتطرف ثقافتها والافكار التي تحملها معادية وخطرة ومهددة لحياة الانسان الطبيعية , ,

ظاهرة تسمح لنفسها ان تتدخل في كل الصراعات الدولية على المستوى الداخلي اوالخارجي مدعية لنفسها الوصاية والولاية عن الاخرين اينما يكونوا من غير توكيل او تفويض ظاهرة فضولية غريبة في تشكيلاتها ومنطلقاتها واهدافها وبمشاريع فردية او جماعية او دولية ,

وغريبة في اساليبها العدوانية البشعة بحق ابناء الشعوب كافة والانسانية عامة , وهي تفرض وجودها من دون استئذان وكما تريد وترغب وفي الظروف التي تراها مناسب لانشطتها الارهابية الاجرامية ,

كما حصل و يحصل اليوم في سوريا وفي مصروفي اليمن وفي ليبيا وفي تركيالعراق وفي كثير من البلدان العربية والعالم كافة , يؤكد الارهاب دوما انه ظاهرة ارهابية ليس له مذهب او عقيدة ثابتة او له توجه انساني واخلاقي ومبدئ شرعي ,

سوا اثارة الرعب والخوف عند الانسان والهيمنة عليه ومنعه من ان يمارس حياته الطبيعية وفق ارادته الحرة من غير اكراه او ظلم .

هذه هي حقيقة خصوصية الارهاب الخطيرة على الحياة البشرية قال الله تعالى (انه من قتل نفسا بغير نفس او فسادا في الارض فكانما قتل الناس جميعا )المائدة 32-

انه لا يقدم على القتل الا بحق فلما تجراء على قتل النفس التي لم تستحق القتل , علم انه لافرق عنده بين هذا المقتول وبين غيره,وانما ما تدعوه اليه نفسه الامارة بالسوء,فتجرؤه على قتله كانه قتل الناس جميعا .

في تفسير كلام المنان –العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي.)

وكما عرفته الاتفاقية العربية لمكافحة الارهاب الصادرة قي عام 1998في القاهرة – وعرفه قانون مكافحة الارهاب العراقي رقم 13لسنة 2005 .

اتفق الجميع وان اختلفوا في صياغة التعبير عن مفهوم الارهاب, ولكنهم اتفقوا على انه كل فعل من افعال العنف او القتل(الاجرامي) او التهديد به ايا كان نوعه اواغراضه يقع لمشروع فردي او جماعي منظم يهدف الى القاء الرعب بين الناس او الحاق الاضرار بالمرافق العامة او بالبيئة وغيرها .

الارهاب ظاهرة تاخذ بعدا ما يتناسب مع الظروف والاحوال والازمنة والامكنة التي ينطلق منها ويتفاعل معها بما يتلائم مع الاهداف والغايات الارهابية المقصودة منها على ارض الواقع الميداني دون الاعتبار لاي مصلحة اخرى تتعلق وتخص الاخراولمدى جسامة وخطورة الاضرارالتي تقع على امن وسلامة المجتمع الذي يتعرض للانشطة والاعمال الارهابية .

وظاهرة الارهاب لم تظهر الا بوجود اسباب وعوامل وظروف مساعدة لظهوره وجاذبة للعناصر والجماعات الارهابية داخل اي مجتمع وفي اي دولة كانت , وهي تحمل مسمياة مختلفة ,القاعدة – داعش- النصرة-

وكما تحمل افكار ومفاهيم فضفاضة لا معنى لها غير الحقد والكراهية وان الارهاب يمثل مشروع تدميري للحياة البشرية كلها .ان لظهور الارهاب وما يحصل من ارتكاب العمليات الارهابية الاجرامية البشعة لا يحصل الا بوجود عوامل وظروف مساعدة له, ومن اهمها هو الفساد

ظاهرة الفساد المالي والاداري والاخلاقي الذي اذا ما استشرى في البلاد يكون له من اضرار بالغة على مستوى اداء مؤسسات ودوائر الدولة لواجباتها ومهامها الوطنية والانسانية عامة مما يعطل سبل النهوض التنموي لتطور حياة وتقدم المجتمع وابقاءه في حالة التخلف والجهل والامية .

وان ظاهرة الفساد تعد من اخطر العوامل التي تمهد السبل اللازمة للعناصر الارهابية والاجرامية لتنفيذ العمليات الاجرامية والارهابية من خلال الدعم المباشر وغير المباشر الى عصابات الغدر المسلحة وذلك بامدادها بالاموال اللازمة لتنفيذ اعمالها الاجرامية على ارض الواقع الميداني بما يحقق اهدافهما المشتركة المقيتة ,

باسهل وايسر السبل والطرق او بازالة المعوقات التي تعرقل وتؤثر على انشطتها الاجرامية بحق حياة المواطنين الابرياء وبحق امنهم واستقرارهم وامن البلاد , مما تجسد حقيقة ان الارهاب الاجرامي والفساد ظاهرتين لعملة واحدة تستهدف الحياة البشرية عموما .

حيث يشكل الفساد بذاته ثمرة يانعة من نتيجة الصراعات السياسية بين اطراف القوى المختلفة حينما يلتحف بغطاء سياسي بغية الحصول على منافع جسيمة واموال كثيرة بغير حساب وبلا وازع اخلاقي او ديني او رادع قانوني مناسب (من امن العقاب ساء الادب) .

ظاهرة الفساد التي يعاني منها المجتمع العراقي ومؤسسات الدولة اليوم بكل تفاصيل الفساد المافوية الكبيرة والصغيرة قد اثرت بصورة بالغة ومباشرة على مستوى اداء العملية السياسية وفشلها , والى تاجيج الصراعات بين مختلف القوى حتى بلغت الازمات الى مستوى الذروة وتكاد تكون العملية السياسية على شفى السقوط في هاوية لا تحمد عقباها .

اصبحت تلك الشريحة الفاسدة منها الطفيلية تعتاش على العنف لتامين كسب غير مشروع على حساب المواطنين الابرياء المعتقلين والمخطوفين والمهجرين والفقراء المظلومين بضيق العيش والمرض والحرمان والبؤس والشقاء مما اصبح الفساد والعنف والارهاب من اخطر العوامل المشتركة ممهدا لاستمرار العنف والجريمة وعدم الامن والاستقرار .

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى