كتب: محمد العوضى
إذا ذكرت كلمة الإدمان أو لفظ الإدمان فإنها توحى لمن يراها بدلالة أو مفهوم أو إنطباع سيئ أو سلوك سيئ يحدث من شخص لوقوعه تحت تأثير شيئ معين يتحكم فى كل إنفعالاته وتصرفاته ولكن من الممكن أن نقسم الإدمان إلى نوعان نوعا محمود ونوعا محرما أو مكروة أو مزموم أما النوع المحمود فهوإدمان الإنسان لحب الخير ومساعدة الناس أوإدمانة لطاعة الله عز وجل فإن النفس البشرية بطبيعتها زرع الله فيها الخير والشر وكلا حسب ماقدر له والله ذكر ذلك فى القرآن الكريم فقال (إن هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا ) فكلا حسب نشأته وبيئته التى عاش وتربى بها وعلى حسب توجهات المجتمع الذى يحط به فإن هذا النوع من الإدمان أى الإدمان المحمود لو تعارف عليه الناس لساد المجتمع كله نوعا من الألفةو الحب والتكافل الذى تحدث عنه الدين الإسلامى وجميع الشرائع السماوية فإن الإدمان الحميد للحب الخير وفعله ونشره بين الناس لوجه الله تعالى يقارب الفروق بين طبقات المجتمع الواحد فلا تجد فجوة كبيرة بين الناس ممايعمل على ترابط المجتعات وتماسكها فيكفل غنيهم فقيرهم ويخاف كبيرهم على صغيرهم ويحترم صغيرهم كبيرهم وكل هذا يقلل من الجرائم ومن زيادة أعداد المجرمين بل من الممكن أن يقضى على الجريمة نهائيا أو عددا منها وخاصة الجرائم الإخلاقية مثل التحرش الإغتصاب وغيرهما من الجرائم البشعة التى ضاقت بها الكرة الأرضية والتى تعجز القوانين الوضعية من القضاءعليها فإن إدمان الشخص لقراءة القرآن مثلا والصلاة يهذبان سلوكه وأخلاقة ويكون شخصا نافعا لنفسه ولمجتمعه كله لانه يعرض نفسه وتصرفاته على كتاب الله ويحاسب نفسه ويخجل أن يفعل أفعالا سيئة لانه يخاف الله عزوجل أما الإدمان المزموم أو المكروه أو بالأصح المحرم فهو إدمان الإنسان لكل مانهى عنه الدين الإسلامى والشرائع السماوية كلها بداية من تتبع عورات الناس والنظر إليهم ونهاية إلى اكبر الكبائر وهى الزنى ومابينهما من ذنوبا ومعاصى مثل إدمان بعض الناس على مشاهدة الأفلام الإباحية أو العلاقات المحرمة مع النساء التى حرمها الله عليهم أو التعرف على نساء من قبل الرجال والعكس بالنسبة للنساء لأغراض منافيا لآداب الدين أو الآداب العامة فيتحول هذا الأمر إلى إدمان لدى الكثيرين من الناس من كثرت ماتعودا على فعله ولايستطيعوا أن يعيشوابدون ذلك أو إدمانه للمخدرات التى تدمر العقل والبدن وتذهب جمال الروح لأنها لا تجلب إلا سوء الخلق وضيق الأفق وتجعل الإنسان عبدا لشهواته وملذاته ويترك نفسه تحت إذنها وأمرها وهو الإنسان الذى خلق الله له كل شيئ وكرمه بالعقل والفطنة والذكاء فبذكائك أيها الإنسان ألم تقف أنت أمام المرآة ومعك أى نوعا من أنواع المخدرات سائلا نفسك أيهما أغلى أنت أم هذا المخدر اللعين وهل لو كان غاليا عليك هل هو أغلى من نفسك وروحك ورغم ذلك كله فهو مضيعة للأمانة التى أمنك الله عليها والتى قال الله عنها (إن عرضنا الأمانة على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقنا منها وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا ) فكل شيئ جعله الله لإنسان فهو أمانة سيحاسبه عليها يوم العرض على الله عزوجل فإن الجسد كله أمانة فإذا فعل الإنسان ما يغضب الله عز وجل بأعضاء جسده فقد ضيعت الإمانة والمال أمانة فإذا أنفق فى معصية الله فقد ضيعت الإمانة وأن كنت عائل للأسرة وقصرت فى رعايتها فقد ضعيت الإمانه وهنا بداية الخطر الحقيقى و الذى يبدأ من الأسرةوالإهمال فى حقها وحتى تصل إلى المجتع والذى يهدد كل المجتمعات ونرى التفكك الأسرى فى المجتمعات الأوربيه فهى ظاهرة خطيرة جدا وبدأت تظهر بقوة فى المجتمعات الشرقية بحجة التحضر فإن هذه الظاهرة تجعل كل شخص يعيش حياة منفصلة عن الأخر مما يجعل الإنسان مشتت الفكر وغير صائب فى معظم قراراته لأنه يحيى حياة بدون توجيه أو عناية أو إستفادة ممن هو أكبر منه مثل الأب والأم ثم أنه يفتقد إلى الدفئ والحنان الأسرى الذى يشعر الإنسان بالقوة والأمان والذى يفتقده عدد كبير من الناس لأسباب عامة أو خاصة فالعامة وهى التى تخص الدول أو المجتمعات والخاصة وهى التى تخص الأسر أو العائلات فإذا فقد الإنسان الأمان فقد الإنتماء لنفسة ولبلده ولأهله وكان نقمة عليهم لأنه بذلك يكون عرضة إما للهوى أو لمن يتصيده من الذين يشيعون الفساد فى الأرض الذين يروجون للإرهاب والجرائم سواء بإسم الدين أو غيره أما الإنسان الذى يشعر بالإمان داخليا وخارجيا تجده إنسان يحب أهله وبلده مما يزيد ذلك من إنتمائه الحقيقى لنفسه وأهله وبلده ويحاول على الدوام أن يرد حق بلده وأهله عليه وذلك لشدة إنتمائه لهما ويكون دائم النفع لمن حوله ويكون بذلك إكتسب دنياه وأخراه