قصة قصيرة .. للأديب / أحمد بيومي
عاد من العمل مبكرًا على غير العادة لأنه شعر بألم في صدره فاستأذن وانصرف .. زوجته ما زلت بالعمل وأولاده كذلك في المدارس والجامعة .. اتجه مباشرة إلى غرفة النوم المظلمة رغم أن الساعة لم تكن قد تجاوزت العاشرة صباحًا بعد .. القى بجسده المتعب على السرير غير المرتب ..؟
نظر إلى سقف الغرفة وأغمض عينيه .. ولكنه لم يستطيع أن يغلق مصابيح عقله .. فشاهد في غفوته روح والده قد أتت لتطمئن عليه .. أحمد ألم أخبرك أن الحزن والتدخين قد يقتلك .. إنك تعاني من ذبحة صدرية وأنت تعلم هذا فلماذا لم تذهب مباشرة للطبيب .. رد دون أن يفتح عينيه : أبي إن هذا العالم قد يمنحك الطعام ولكنه أبدًا لا يمنحك النور معه ..
أبي ما زلت أتذكر شكل النجوم التي كانت تفترش السماء وأنا ملقى على ظهري في الحقل .. كانت ترسل إلى روحي نورًا يملئني بالسعادة .. الأن لا وجود للنور .. فقط هناك تلك المصابيح الموفرة .. أبي خذني معك فقد سئمت صوت الرعد الذي لا يأتي بعده مطر ..
أبي لقد كرهت رائحة التبغ ومع هذا لا استطيع أن اقلع عنه .. فترد روح والده : ولدي لقد افرطت في كل شيء .. الطعام والتدخين والتفكير والجنس ولهذا زهدت فيهم .. ولم يعد لديك القدرة على الاختيار .. القدرة على أن تختار بين الطعام والحرية بين الظلام والنور .. فيرد ولكن هذا هو الاختيار المستحيل الأن .. وفجأة تدخل الغرفة زوجته وتسرع بفتح النافذة فتغادر روحه جسده مع روح والده .. تمت ..