بقلم الاستاذ / رجب غريب
رغم أنّ الإنسان لا يموت بلا حب إلّا أّن الحياة قد تبدو أصعب في غياب الحب لأنّ الحب يجعل الإنسان أصح والإنسان الذي يعيش بلى حب يكون أقل تمتعاً بالحياة وأقلّ رغبة بها من المؤلم أن تكون مجرد شخص في حياة شخص بدون حب يبحث الإنسان عن الحب طيلة حياته يبحث عن أمرٍ يجهل طبيعته ولكنه يشعر بحاجته الشديدة إليه، هو لا يعرف ماذا يريد ولا ما سيفعل الحب له، ولكنه بشكلٍ غريزي يبحث عنه؛ لأنه يؤمن تماماً بأن هذا الحب هو الذي سيرتقي به إلى مرتبة أعلى سيرفعُه لأن الحب له الكثير من المعاني السامية. الخوف هو الدافع الرئيسي للبحث عن الحب وإيجاده فالإنسان بطبيعته يخاف من الوحدة يخاف أن يعيش وحيداً وأن يبقى وحيداً أو أن يموت وحيداً، فهو يبحث عمَّن يُشاركه حياته ويبقى معه حتى لا يشعر بالوحدة في مراحل حياته المختلفة سواء شاباً أو كهلاً أو عجوزاً. الإنسان عندما يبحث عن الحب فهو لا يبحث عن إنسانٍ كامل ليكون معه بل يبحث عمَّن يفتقر إلى المواصفات التي يريدها في شريك حياته فهو بدون وعي ولا إدراك عندما يضع الموصفات والمقاييس التي يريدها في الشخص الذي يُريدُ أن يُحبه؛ يبدأ بالبحث عن هذا الإنسان، ولو افترضنا أنه وجده فإن هذا الأمر لن يُرضي غروره فمتعة الحب عنده في البحث الدائم. ولذلك فهو بشكلٍ غير واعٍ يقوم بالبحث عن نقيض معاييره أو على الأقل يفتقر إلى الكثر منها، فهو يُدرك بشكلٍ لا شعوري بأن الحب هو البحث عن الكمال وهو يُريدُ أن يجعل من الشخص الذي وجده هو الشخص الكامل فبدلاً من إيجاد شخصٍ يتمتَّع بالمواصفات المطلوبة فهو يقوم بإضافتها إلى هذا الشخص وجعله كاملاً. الفشل في العلاقات العاطفية بقدر ما هو صعبٌ البحث عن الحب وإيجاده فإن الأكثر صعوبة هو المحافظة عليه وعلى استمراره فكما قالوا قديماً ” الوصول إلى القمة سهل ولكن الصعب هو المحافظة على البقاء فيها” فإن وجدت الحب الذي تبحث عنه وبدأتْ حياتك فيه فأنت فِعلاً وصلتَ إلى القمة في حياتك العاطفِية لأن هذا الشخص الذي يُشاركك حياتك الآن يمتلك أعلى المواصفات التي كنتَ تبحث عنها طيلة حياتك أنتَ الآن في القمة حافظ عليها بكل ما أوتيتَ من قوة إن أي انحرافٍ لكَ عن هذه القمة هو بداية النهاية لهذا الحب فانتَ لست متمسِّكاً بحبك والحب لا يترك الإنسان إلا إذا سمح له الإنسان بالذهاب. الثقة من أهم العوامل التي تؤدي إلى استمرار الحب والمحافظة عليه لا تفقد الثقة في شريك حياتك مهما كانت الأسباب إن بادر الشك إلى قلبك فحاول أن تتبيَّن حقيقة الأمور قبل أن تقوم بأي تصرُّفٍ تندم عليه فيما بعد لا تُسيء قراءة لغة جسد الشريك في أي الأمور وخصوصاً التي تمسُّ الثقة الحب مثل الماء ويكون الماء في أفضل حالاته للإستعمال الشخصي حينما يكون دافئاً ولكن إن زادت حرارته كثيراً فإنه سيحرق صاحبه تى الموت وإن خبت هذه الحرارة بردَ الماء ووصل إلى مرحلة الإنجماد وهو في هذه الحالة أيضاً يكون قاتِلاً. حافظ على حرارة الحب يبقى الحب لغزاً يصعب حله <<<<<< بقلم الاستاذ / رجب غريب