كتبت / سمر فرج محمد
يسود هدوء حذّر الجبهات السورية الشمالية منذ دخول اتفاق وقف إطلاق النار المؤقت حيّز التنفيذ.
وقد استقبل آلاف اللاجئين والنازحين السوريين عند الحدود التركية بارتياح كبير انباء التوصل الى هدنة مؤقتة بين أطراف الصراع في سوريا.
ولا تزال أعداد النازحين من ريف حلب الشمالي الشرقي في ازدياد باتجاه الحدود التركية، بينما بدأت الحياة تدب من جديد في بعض أحياء حلب وريفها الشمالي مع تواصل التزام الأطراف بالاتفاق.
في هذه الأثناء يتواصل القتال في بلدة تل ابيض على الحدود التركية السورية بين وحدات حماية الشعب الكردية ومسلحين من تنظيم الدولة الاسلامية، بينما أعلنت مصادر طبية عن مقتل ثلاثة من عناصر الفوج العاشر (مشاة) التابعين للجيش السوري الحر، اثناء تصديهم لتقدم قوات من الجيش السوري الحكومي في ريف اللاذقية الشمالية بعد ساعات من دخول التهدئة حيّز التنفيذ.
قال مراسل بي بي سي في سوريا إن الهدنة المعلنة منذ ليلة امس لاتزال صامدة رغم خروقات محدودة تبادلت بسببها الحكومة السورية والمعارضة الاتهامات بالوقوف وراء هذه الخروقات.
ففي حين اتهمت القوات الحكومية مسلحي المعارضة بقصف ساحة العباسيين بقذائف الهاون واستهداف منطقة المغير في ريف حماه وسط سورية قالت المعارضة ان مسلحيها تعرضوا لهجمات حكومية على مناطق في ريف حمص وعلى جبل التركمان في ريف اللاذقية وعلى منطقة بالا في الغوطة الشرقية لدمشق.
في الوقت الذي ذكرت فيه تقارير أن تنظيم الدولة الاسلامية شنّ هجوما واسعا في ريف حماه مستهدفا مدينة السلمية بعدة تفجيرات انتحارية.
وكان الطيران الروسي قال إنه أوقف غاراته ضد أهداف في سوريا تماشيا مع الهدنة التي جرى التوصل إليها برعاية أمريكية-روسية، حسب الجنرال الروسي سيرغي رودسكوي.
وقد قتل قتل شخصان على الأقل في تفجير سيارة في مدخل مدينة حماة وسط سوريا وذلك بعد ساعات من دخول اتفاق الهدنة حيز التنفيذ، بحسب التلفزيون السوري.
وكانت تقارير سابقة أشارت إلى أن الهدوء يسود العاصمة دمشق ومناطق أخرى.
وإذا صمد اتفاق “وقف الأعمال القتالية” في سوريا سيكون ذلك أول هدنة، برعاية الدول الكبرى، يشهدها الصراع الذي بدأ منذ نحو 5 أعوام.
وأفاد نشطاء معارضون بسماع دوي إطلاق نار في حلب بعد دقائق من انتصاف ليل الجمعة / السبت ودخول الهدنة حيز التنفيذن لكن الهدوء ساد خطوط التماس عند الفجر، كما افادت التقارير الواردة من دمشق أن الهدوء يسود العاصمة وضواحيها.
ولم يرصد النشطاء أي تحرك لمروحيات أو طائرات مقاتلة في قاعدة اللاذقية التي يستخدمها الطيران الروسي، لكن تقارير ذكرت وقوع اشتباكاات متفلرقة في المدينة.
وأعلنت الحكومة السورية موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار الذي لا يتضمن تنظيم “الدولة الإسلامية” و جبهة النصرة.
كما أعلن نحو مئة فصيل من المعارضة، تنضوى تحت لواء “الهيئة العليا للمفاوضات”، احترامهم للاتفاق.
وكان مجلس الأمن الدولي قد تبنى قرارا يدعم الاتفاق الذي توصلت إليه الولايات المتحدة وروسيا بوقف الاقتتال في سوريا.
وطالب المجلس الأطراف كافة بالالتزام بالاتفاق.
وقال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا ستافان دي ميستورا إنه يعتزم بدء جولة جديدة من محادثات السلام في 7 مارس / آذار المقبل إذا “صمدت الهدنة”.
وأضاف دي ميستورا أن لا شك لديه من “أن هناك محاولات لإفشال عملية السلام”.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما قد استبق سريان وقف إطلاق النار بتحذير “روسيا والحكومة السورية من أن العالم سيراقبهما”.وأفادت تقارير بأن الطيران الروسي كثف غاراته في الساعات القليلة التي سبقت سريان وقف إطلاق النار.
ووافق أعضاء مجلس الأمن الدولي بالإجماع على مسودة قرار أعدته روسيا والولايات المتحدة لإقرار اتفاق وقف القتال في سوريا.
ودعا القرار “كل الأطراف التي ينطبق عليها وقف العمليات القتالية للوفاء بتعهداتها”.
كما حث القرار “كل الدول الأعضاء وخاصة المجموعة الدولية لدعم سوريا باستخدام نفوذها لدى أطراف وقف العمليات القتالية للوفاء بتلك التعهدات ودعم الجهود الرامية لتهيئة الظروف من أجل وقف دائم لإطلاق النار”.
وأدى الصراع في سوريا إلى مقتل أكثر من 250 ألف شخص وتشريد ونزوح الملاين من البلاد