كتبت : فاطمة حسن الجعفرى الإمداد : هو فيض إلهي يهبط على قلوب المخلصين ، ولا يناله إلا الصادقون ، وهو عطاءٌ لا ينقطع . أما الاستمداد : فهو طاقة نورانية توجد في أرواح العاشقين تجذب إليها تجليات الأنوار والأرواح . وفي طريق ذكر الله عز وجل وطريق صحبة أحباب الله هناك ، عطاءين لا ينقطعان هما : الامداد والاستمداد الامداد من الشيخ والاستمداد من المريد الصادق في التوجّه ، والامداد من رسول الله صلى الله عليه وسلم والاستمداد من العارفين العاشقين . والامداد من الله عزّ وجل والاستمداد من العارفين ، فالامداد أصله من ثلاث : من الله جلّ وعلا ، ومن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن أولياء الله رضوان الله عليهم . فالامداد من الله يكون لثلاثة : للقائمين بالطاعات، وهذا المدد يحتاج إلى طهارة القلب من الأغيار عن كل ما سوى الله، وصفاء لبّ ، ويكون بصفاء القلب من الجهل والرياء والكبر والحسد، وغذاء حب، وهو الذي يذيب الأغيار ولا يُبقي في القلب إلا الله، فكل انسان على حسب ما يقوم بالعبادة يأخذ من الامداد وللواصلين للأذكار، وهذا المدد يحتاج إلى : تقديس روح، وفيض دمع نوْحٍ، وأسرار بلا بوْح وللصادقين بالتوجّه إلى الله وله ثلاث عطايا : انشغال بالله، وارتقاء إليه ، وحضور بين يديه . أما الإمداد من روحانية النبي صلى الله عليه وسلم : تكون لأهل الصدق في محبتة ، ولأهل كثرة الصلاة عليه ، والتوجّه لروحانيته عليه الصلاة والسلام . وهذا الحب يحتاج إلى ثلاث صفات : أسرارٌ تتزاوج ، وأرواحٌ تتمازج ، وقلوبٌ تتناجى . وصاحب الأسرار هو الذي يتصف بثلاث : بنفسٍ متواضعة ، وقلبٍ عاشق ، وكتمٍ للسر ّ. أما إمداد أولياء الله فيرتكز على ثلاث قواعد : وكل قاعدة تجمع ثلاث مراحل : صحبة، وفيها الاستقامة على الشريعة، ولزوم الأدب ظاهراً وباطناً، وإطلاق اللسان بالدعوة والدلالة . المحبةٌ، ولها ثلاث : فيض الكمال من الأكمل ، واستقاء الروح من الأفضل ، واتصاف المريد بجمال المظهر . - الرابطةٌ وثمرتها ثلاث : لزوم الخيال ، ولذة الوصال ، وجمال الاتصال . ومتى حصل الحضور حصل الأنس والشّهود ، وقوة الإمداد على قدر الاستعداد ، وكل ذكر له مدد ، ولكل إمداد أصل ، فالمدد إذا أتى قلبك غيّر وجودك ونفع الغير منك ، ففائدة الامداد تطهير القلوب من الأغيار وتقديس الأسرار من الأكدار . دكتور / رجب ديب