بقلم / اكرم هلال
أرجو أن لا تتعدى هذة الكلمة كلما وصلت الى مسامعك لأنك غالباً كإنسان لم تبحث عن نفسك فأنت فقط تكتفي بكونك نفسك ولا يهمك ما هو تكوين هذا الكيان النفسي والجسدي. ما هو أصل الإنسان؟ كما أعتقد أنك لم تحاول يوما التعرف على علاقة الخير بالشر غير انهما كلمتان عكس بعضيهما. كل هذه الأشياء في إيجاز سأشرحها لك حتى تفهم ما علاقة الخير بالشر بالإنسان فقط، ولماذا عندما يخطئ كائن أخر لا يُحاسب على خطئه.
ولكن السؤال الأهم بماذا تؤمن أولاً. هل انت انسان من ابناء ادم الذى هبط من السماء. أمك حواء التى جعلت اَدم يأكل التفاحة.
أم انك ما يؤمن به المسيحيون، سأحاول أن أقول لك بما يفكرون فيه حول طبيعة الإنسان. يفكرون إن تكوين فكرة صحيحة عن الإنسان أمر مهم يكاد يصل إلى مستوى تكوين معرفة حقيقية عن الله. ففهمهم لماهية الإنسان تأتي بشكل رئيسي من الكتاب المقدس. وفي بداية الكتاب المقدس، مكتوب أن الله، عندما أنهى خلق السماوات والأرض وكل النباتات والحيوانات، بعدها “خَلَقَ اللهُ الإنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَراً وَأنْثَى خَلَقَهُمْ” (تكوين 1: 27). هذا بالتأكيد لا يعني فى وجهة نظرهم ايضاً أن الله له جسد، وأنه صنع للإنسان جسداً على شكله. بل يعني أن الإنسان قد خُلق على شبه روحي مع الله. لقد أعطى الله الإنسان عقلاً ليُفكر، وقلباً ليحب، وضميراً ليميز بين الخير والشر، وإرادة ليصنع ما هو صواب، ولساناً ينطق به، وروحاً يستطيع بها أن يعيش الشركة مع الله. ومن هنا، فأن يكون الإنسان مخلوقاً على صورة الله يمكنه من أن يعرف الله وأن يتواصل معه. لذلك فإن الإنسان هو أسمى المخلوقات.
أم أنك تراه نتيجة الدراسة التى كانت قد أجريت على الحفريات والأحماض النووية والتى أوضحت أن الإنسان سكن الأرض تقريباً من 200 ألف سنة في فصيلة حيوانية تسمى الهومو، والتي فيها الإنسان في هذا الوقت كان شكله يشبه كثيراً القردة وظهر في البداية في قارة أفريقيا. وكان ما يفرق بين الهومو وبقية الكائنات هو العقل الواعي والقدرة على أن يمشي منتصباً دون عن أي كائن حي أخر والتحكم العالي في الجسد بصورة تفوق كل الحيوانات، بالإضافة إلى التحكم في اللسان وملامح الوجه مما أظهر اللغة على مدار الزمن. وتطور الهومو خلال 200 ألف سنه ليصبح في الأخير الإنسان الذي نراه الآن. ربما الاجابة التى ستنطقها الان تحدد لك الخير والشر فايهما انت الخير الذى تتكلمت عنة التوراه والقران باننا اباء ادم ام الشر الذى تتحدث عنة النظريات ام انت الخير الذى تتكلم عنة النظريات أم الشر الذى تتكلم عن التوراة والقران. عموماً ياتى هذا من حيث البناء الجسدي للإنسان وتميزه عن بقية الحيوانات والكائنات الحية ولكن ماذا من الناحية النفسية؟
فتتحدث النظرية نفسها أن الانسان تطور مع تطور العقل فأصبح الإنسان كائن عاطفي جداً بل وتطورت العاطفة إلى أن وجد شيء يسمى العلاقات الحميمية أو ما نسميه الآن بالحُب. حيث أن في البداية كانت الحياة حيوانية وتعتمد على القوة والسيطرة، فقد كان الإنسان حيوان عاقل وذكي ولكن بفكر حيواني وهذا طبيعي لأنهم كانوا يتعلمون من الطبيعة.
وحسب القراءة الدينية الاسلامية. حينما أراد الله أن يجعل في الأرض خليفة بإختياره آدم ،لم يعترض ابليس فحسب ، بل رفض أن يسجد لهذا المخلوق رغم إن الأمر كان إلاهيا، فأبى أن يستجيب ، وأقسم بعزة الله وجلاله أن يغوي الخلق جميعا الا العباد الصالحين، ليتمكن من زرع الشر في النفوس البشرية .
وهكذا فإنه وبرغم الاختلاف فى القرأتين أيهما خير وأيهما شر وكيف للدين أن يكذب علينا والإنسان أصلة حيوان ويقول انه مخلوق من نوع اخر كالطيور والنبات أو ان أصحاب الدراسات تلك لم يكونوا مؤتمنين علينا وروجوا لدراسات كاذبة فهم بذلك أشرار. ليبقونا فى دائرة هل الانسان مخلوق منفرد يحمل توصيف لكائن حى ” انسان ” ام انه ” حيوان ” متطور”. إلا ان هناك اعتراف بأن قوة الشر وجدت مع بدأ الخليقة لتنافس الخير ومازالت وستبقى تصادم بعضها البعض مادامت البشرية في الوجود ..
وحسب هذا الفهم الديني إن صراع الخير والشر هي سنة الله في خلقه. وحينما بدأت الحياة تبث على الأرض ، تطبع الإنسان ب(الخير والشر) أي النقيضين معا، وإن قتل قابيل لأخيه هابيل دليل قاطع على تواجد القوتين منذ الأزل. ولم يكن موقف هابيل إلا رمز للخير واللاعنف وإرادة السلام ، مقابل الظلم والجور والفساد والطمع وسفك الدماء المتمثل بقابيل .
ولا تختلف الأديان الإبراهيمية في الفهم العام لصراع الخير والشر حتى لو إختلفت في التفاصيل حيث قوة الخير تعود في هذه الأديان دائما لله، أما الشر هو صنيعة الشيطان (ابليس) وبما أن الله هو الخالق لكل شي في هذه الأديان لذا تؤكد جميعها أن الشر هو لإمتحان البشر على الأرض .
ولو تركنا نظرة الأديان للمتخصصين والقينا نظرة من زاوية علم الإجتماع سنرى ثمة شبه إجماع على أن طبيعة الانسان وسلوكه يخضعان لعدّة عوامل بيئيّة واجتماعيّة تساهم في تكوين شخصيّته وتحديد سلوكياته، منها عوامل وراثية وعوامل تربوية، تؤثر وتتأثر بالمحيط الاجتماعيّ والبيئيّ الذي يولد ويترعرع فيه الشخص.
الإنسان مولود بالفطرة على الخير ولا يوجد إنسان شرير بطبيعته وإنما تتولد لديه نزعة الشر نتيجة لظروف قد يتعرض لها في الكثير من الأحيان بمعزل عن إرادته فتتبلور تأثيراتها في حياته وسلوكياته .
ومن الضروري أن لا نتجاهل الظروف الأسرية والإجتماعية والتربوية الّتي ينشأ فيها والّتي تحيط به وتقولب شخصيته وبالتالي ترسم مواقفه تجاه ما يدور حوله من ظواهر، فهنا يمكن الجزم بأن البيئة السيئة هي الّتي تزرع الشر في جوف الإنسان وتدفعه للعمل به.
وبما أن الأنسان هو الموجود الوحيد المخير خلافا للحيوانات ، فيمكنه أن يختار الخير أو الشر بكامل إرادته ولكن في لحظة الإختيار تتفاعل كافة المؤثرات التربوية والإجتماعية والأسرية، سلبية كانت أم ايجابية، فتحدد نوع الإختيار لديه، إلا إنه ينبغي القول بإن ما نختاره نحن من خير أو شر هو ليس مطلقا فعادة خياراتنا الإرادية وغير الإرادية تكون نسبية.وبذلك نعود الى ان الانسان ” حيوان متطور أم انه مخلوق منفرد ولماذا اعترفت العلوم هنا بكونة انسان مخير اى ان هناك شخص اخر يخيرة بين شيئين ولن يكون هذا الشخص سوى قوة اكبر من قوة البشر او الحيوانات او النباتات او الجماد بالتأكيد هناك قوة عظمى نسميها نحن العاديون ” اله ”
عموما حتى لا نخرج على النص إن أحد أهم القوانين و النواميس الكونية التي تتكرر في كل الكون ، إبتداءً من النجوم و الكواكب و إنتهاءً بعالم الذرات المتناهي الصغر ، هو ” قانون التصادم ” .
ولا أتحدث هنا عن قوانين التصادم الفيزيائي إنما حديثي عن التصادم بمفهومه الشامل . مثلاً مجموعتنا الشمسية دائماً ومنذ وجدت وهي في حالة تصادمات عنيفة ، نيازك تتصادم ببعضها ، وشهب تصطدم بالكواكب ، و كواكب تتجاذب بأقمارها و تتنافر . لكن لأن الوقت خارج الكرة الأرضية يختلف عن وقتنا في الأرض لا نشعر بهذا التصادم ، والمسألة مسألة وقت فقط حتى تصطدم الكواكب ببعضها البعض .
إن قانون التصادم هو الشيء الذي يتكرر بثبات في كل أجزاء الكون ، فعلى الأرض نجد أن كل شيء هنا يتصادم ولكن بمسميات وكيفيات مختلفة ، في عالم الحيوان كمثال لا يستطيع الذكر أن يُسيطر على القطيع إلا بأن يتصادم مع ذكوراً أخرى ، في عالم النبات الساكن الهاديء أمام ناظرنا لكنه في الحقيقة يغلي بالتصادمات عبر مد الجذور ، حتى في عالم الذرة نجد النيترونات في حالة تصادم جنوني بل إن التصادم في داخل الذرة من أشد أنواع التصادم عنفاً .
ولا يُمكن أن يُوجد التصادم في كل الكون إلا وتوجد معه الدفاعات ، فالغلاف الجوي للأرض هو أحد هذه الدفاعات ، الشحنات الكهربائية بين البروتونات هي أحد تلك الدفاعات .
يُمكن القول أن تلك الدفاعات هي جزء من قانون التصادم الكوني فبها ستتحدد الغلبة لمن وبالدفاعات يُخلق النظام في الكون كله ، لأن الأمر لو ترك للتصادم فقط لما وجد الكون أساساً .
أما في عالم الإنسان فإن التصادم هو ببساطة ما يخلق الحياة ، فنجده في كل أمر يخص البشر ، فهذا مجتمعً يتصادم مع مجتمع أخر ، جيشً مع جيش ، دولة مع دولة ، الحرب العالمية الأولى ثم الثانية ! أنة يتغلغل في كل أجزاء الحياة ، حتى في داخل الإنسان الفرد نفسه هنالك صراعات لا تكاد تـُحصى ، صراعات متأججة بين الخير و الشر ، بين الرغبة و الإمتناع ، بين الشك و اليقين ، بين الكفر و الإيمان .
أيضاً في عالم البشر نجد أن ما يُنظم هذا التصادم هو الدفاعات فكما أن القوة العسكرية لأي دولة هي أحد هذه الدفاعات ، و أن الغلاف الجوي المحيط بالأرض هو أحد تلك الدفاعات ، كذلك الإيمان داخل الإنسان هو أحد هذه الدفاعات .
ومتى ما إختفت تلك الدفاعات في الكون سيتلاشى الكون ، و إن إختفت عن عالم البشر ستختفي البشرية ، ومتى ما تلاشت الدفاعات داخل الإنسان الفرد سيتمزق. ( إن الكون كله يسير وفق نفس النواميس و القوانين لكن بكيفيات مختلفة ) قد يعترض المهزوم على تجبر المنتصر ، لكن الأولى به أن يلوم نفسه قبل أن يلوم عدوه .
” نعيد من تانى علشان نفهم ” إن الإنسان منذ أن وجد على الأرض وجدت معه قوتان عظيمتان وهي قوى الخير و قوى الشر ، قوتان دائماً في حالة تصادم ، والتصادم بين هذه القوى قديم بقدم التاريخ نفسه ، أحياناً الخير ينتصر و أحياناً الشر ينتصر ، و رغم المآسي و الخسائر التي تُرافق هذا التصادم بين الخير و الشر يبقى الأمر طبيعي لا يخرج عن كونه سُنة كونية. و لو تفكرنا في الأمر سنجد أنه لولا تصادم قوى الخير و الشر لما بـُنيت الحضارة الإنسانية من الأساس !
ولا أريد أن أطيل الحديث عن ذلك التصادم لأنني سأتوه منكم لم تحتوية تلك الكلمة البسيطة من معانى ، لكنني سأتحدث عن دفاعاتنا اليوم ، لماذا هي ضعيفة ؟
لنفترض أن إنساناً أتته الرغبة الملحة في أن يقتل صديقه ثم قرر أن لا يقتله ، هذا الإنسان دخل في صراع بين الخير و الشر ” داخله ” ، فأنتصر الخير ولم يقتل ذلك الصديق ، فلماذا إنتصر الخير فيه ؟ مع إفتراض أنه ملحد ؟
يقول ( مصطفى محمود ) : إن ما يُحدد أفعال الإنسان في الخير ليس الإيمان في المقام الأول إنما تراكم الخبرات البشرية على مر التاريخ ثم تتولد الرغبات نتيجة لتلك الخبرات. إذاً لكي يفعل الإنسان الخير لا يعني أنه مؤمن فقد يكون ملحداً أو مشركاً ثم يكون من أخير الناس .
إن الإيمان هو عملية تنظيم العلاقة بين الإنسان و بين الله لا عملية تنظيم علاقة الإنسان بإنسان ، و من قطع تلك العلاقة بينه وبين الله فليذهب إلى الجحيم لكنه ليس بالضرورة أن يعيش كالبهيمة ، لأن الكفر بالله لا يعني أن يتجرد الإنسان من إنسانيته .
المفيد.. أن للإنسان طبيعتان ” طبيعة روحية ” و ” طبيعة مادية ” من يكفر بالله فقد إستغنى عن طبيعته الروحية ومن أمن بالله فقد وازن بين الطبيعتين ، لكن من تشدد في الإيمان سيستغني عن طبيعته المادية وهذا حتماً سيفشل حتى في علاقته مع الله .
إذاً يُمكن القول أن سبب ضعف الدفاعات حولنا هو أننا لم نفصل بين الدين و الدنيا ” سياسياً ” { فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها } لم نفهم أن الكفر و الإيمان مواضيع مرتبطة بين الإنسان وخالقه ، الله يُكافيء المؤمن أو يُعذب الكافر ، فأتينا نحن لنُكافيء المؤمن و نُعذب الكافر قبل أن يموت ” بقوة القانون ” !
ما أريد أن أرمي إليه هو أننا بهذا النهج قد ألغينا الحرية ” حرية الإختيار ” من الإنسان ، تلك الحرية التي وهبها الله له ! ، والإنسان الذي لا يمتلك الحرية حتى حرية إرتكاب الأخطاء لن يبني مجتمعاً سليماً وأي مجتمع لا يتحلى بالحرية ” العقدية و الفكرية و السياسية …. ” هو مجتمع لن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة ، سيكون مجتمعً ضعيف جداً مهما تشدد في الدين. وليس كونك مؤمناً فأنت في صف الخير ، و ليس كونك كافراً فأنت في صف الشر ، فما يُحدد في أي صف أنت هو الأفعال التي ستأتي بعد الكفر و الإيمان ، قد تكون مؤمنا وتصلي وتصوم ثم تسرق من المال العام ، وقد تكون كافراً أو ملحداً ثم تـُؤدي الأمانات .
كما قلت السُنة الكونية في عالم البشر هي التصادم ، ولهذا التصادم أنواع و أشكال مختلفة لكن أعظم التصادمات تكون بين قوى الخير و قوى الشر. وللأسف كثيرون جداً اليوم يقفون في صف قوى الشر رغم إيمانهم بالله ، فهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً .
مثلاُ من يستطيع أن يُحدد أين الخير وأين الشر بين بناء مسجد أو بناء ملهى ؟
الجواب: أنه لا يوجد خير أو شر في الإثنان فكلاهما مباني من طوب و حجارة ، لكن ما يحدد طبيعة المبنى هي الأفعال التي تمارس فيه ، فموضوع التصادم بين قوى الخير و الشر أزلي ، أحياناً ينتصر الخير و أحياناً ينتصر الشر ، غير أن سلاح الإيمان هو أقوى سلاح في يد كلتا القوتان ! ونحن للأسف لخوفنا على ضياع الإيمان نُسارع في ضياع هذا السلاح من أيدينا حين إستخدمناه بإستبداد ، فعندما يأتي من يمنعني عن دخول الملهى ثم يُجبرني على دخول المسجد فهو قد منعني عن إرتكاب معصية ليجعلني أكره الدين ، لأنه أجبرني بالقوة على الصلاة .
ولم ننتبه إلى إن من أخطر الأمور في عالم الإنسانية ليس نشر الكفر و الإلحاد و الفـُـحش والرذيلة ، وأيضاً ليس نشر الفوضى و الزنى و اللواط هنا و هناك ، إنما الخطر الحقيقي يأتي من الإستبداد في نشر ما يريده الإنسان ، سواءً كان إستبداداً لنشر الشر أو لنشر الخير. غير أن الإستبداد بهدف نشر الخير و الإيمان ، الإستبداد بإسم الله ، هو السلاح الأقوى لأنه سيـشوه ملامح الخير ، حينها سيذهب الإنسان إلى الشر ليس حباً فيه إنما كرهاً في الخير !
الاستبداد بأسم القانون ايضا استبداداً وان قل قوة عن الأخير ولكنة احد ابشع انواع الاستبدادات الدنيوية فماذا لو استغل أحدهم نص القانون بحبس سيدة مسنة لا تقوى على السير أو العمل لدفع قسط ثلاجة كانت قد اشترتها وهى بصحة جيدة يالقسط لتزويج ابنتها التى رفض اهل العريس ان يتم الزواج دون وجودها.ذ
أرجو أن لا يتحامل علي أحد. فى وصفى تلك الأوصاف فكل قوى الشر تسعى لأن تزرع الشر والرذيلة بالمكر و الحيلة وحينها يستطيع الإنسان أن يُقاوم ، بينما التشدد في الدين والقانون يهدفان إلى نشر الخير بالعنف و القوة وحينها سيقاوم الإنسان هذا الإجبار على الخير بأن يعتنق الشر للخلاص .
والأن السؤال: من الذي يخدم جانب الشر أكثر كافراً ينشئ قناة إباحية أم ملتزم متشدد يُحرم التلفاز ؟
الأول يُرغبني و الثاني يُرهبني ، والإنسان لا يُحب أن يتم إجباره على شيء حتى و إن كان ذلك الشيء هو فعل الخير ، حينها سيُشاهد القناة الإباحية بكل طيب خاطر ليس رغبة فيما تعرضه إنما كرهاً في في الخير الذي تشوهت ملامحه بسبب التشدد. إذاً المتشدد دينياً هو خادم و أداة عند قوى الشر دون أن يدري ، أو ربما يدري !
فعندما يتم تحريم ومنع كل وسائل الترفيه الطبيعية في البشر ، سيبحث الإنسان عن أموراً غير سليمة تعوضه ذلك الحرمان . عندما يكون جـُـل إهتمامً المتشددين هو المظهر سيكون لدينا أوطان إسلامية ضعيفة خاوية . عندما تكون طاعة الله و فرض العبادة بالقوة و الإستبداد فنحن نهدم و لانبني . عندما لا نُفكر سوى ببناء الإيمان في النفوس فنحن نتجاهل عالم الماديات ، نتجاهل حقيقة أن الحياة دين ودنيا ، الدين فيها شيء إختياري غير أن الدنيا شيء مُجبرين عليه.
عندما نطبق القانون على فقير مدقع الفقر لا يملك صحة للعمل سرق رغيف خبز ليطعم طفلة فنحن نظلم ولا نعدل. هنالك تصادم بين الخير والشر في كل أجزاء الكون ، في وقتنا الحالى قليلون جداً من يقفون في صف الخير ، بينما الأغلبية تقف في صف الشر . قد يكون ذلك الواقف ماسوني أو يهودي. شيعي أو سلفي أو، قد يكون مسلماً أو مسيحي. قد يكون موحداً أو مشركاً ، فقد تشابهت أوجه الشر !
فبعضهم يدعوا للشر علانية وبعضهم بالمكر و الخداع وبعضهم عن طريق إكراه الناس لفعل الخير . وما نشهده اليوم من صراعات وحروب ودمار وقتل وقهر وظلم هو نتيجة لخيارات بشرية متأثرة بنزعات الشر في دواخل البعض منا، وكما نشهد تلك الأفعال الشريرة، نجد بالمقابل جبهة الخير التي تضم أناس يحملون الحب والسلام والألفة والتعاون .. وكما نجد مجتمعات ترتقي وتعلو وتبني للمستقبل، نجد في المقابل مجتمعات تنهار وتنحدر في التخلف، نتيجة لمصادرة إرادتها من قبل أشرارها.فليس من الضروري إن يكون كل من يعمل الخير مؤمنا وليس كل من يعمل الشر كافرا، لأن الإيمان علاقة خاصة بين العبد والرب ولا علاقة له بتنظيم علاقة الانسان بالانسان إلا فيما يتعلق بالتعليمات الأخلاقية التي تؤكدها الأديان. فهناك ثمة أناس لا يؤمنون بعقيدة دينية محددة إلا أنهم يؤمنون بإصالة الإنسان .
وهناك مجتمعات نصنفها كمجتمعات ملحدة ،إلا إنها تقدر الخير وترفض الشر لأنها تتصرف حسب الفطرة البشرية وقد يشملها قوله تعالى: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْها). وسيبقى الصراع بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين النور والظلمة قائما مادامت البشرية على قيد الحياة . ” انا اهديناه السَّبِيلَا اما شاكرا واما كَفُورا”
إن الإيمان هو عملية تنظيم العلاقة بين الإنسان و بين الله لا عملية تنظيم علاقة الإنسان بإنسان ، و من قطع تلك العلاقة بينه وبين الله فليذهب إلى الجحيم لكنه ليس بالضرورة أن يعيش كالبهيمة ، لأن الكفر بالله لا يعني أن يتجرد الإنسان من إنسانيته .
المفيد.. أن للإنسان طبيعتان ” طبيعة روحية ” و ” طبيعة مادية ” من يكفر بالله فقد إستغنى عن طبيعته الروحية ومن أمن بالله فقد وازن بين الطبيعتين ، لكن من تشدد في الإيمان سيستغني عن طبيعته المادية وهذا حتماً سيفشل حتى في علاقته مع الله .
إذاً يُمكن القول أن سبب ضعف الدفاعات حولنا هو أننا لم نفصل بين الدين و الدنيا ” سياسياً ” { فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر إنا أعتدنا للظالمين نارا أحاط بهم سرادقها } لم نفهم أن الكفر و الإيمان مواضيع مرتبطة بين الإنسان وخالقه ، الله يُكافيء المؤمن أو يُعذب الكافر ، فأتينا نحن لنُكافيء المؤمن و نُعذب الكافر قبل أن يموت ” بقوة القانون ” !
ما أريد أن أرمي إليه هو أننا بهذا النهج قد ألغينا الحرية ” حرية الإختيار ” من الإنسان ، تلك الحرية التي وهبها الله له ! ، والإنسان الذي لا يمتلك الحرية حتى حرية إرتكاب الأخطاء لن يبني مجتمعاً سليماً وأي مجتمع لا يتحلى بالحرية ” العقدية و الفكرية و السياسية …. ” هو مجتمع لن يستطيع أن يتقدم خطوة واحدة ، سيكون مجتمعً ضعيف جداً مهما تشدد في الدين. وليس كونك مؤمناً فأنت في صف الخير ، و ليس كونك كافراً فأنت في صف الشر ، فما يُحدد في أي صف أنت هو الأفعال التي ستأتي بعد الكفر و الإيمان ، قد تكون مؤمنا وتصلي وتصوم ثم تسرق من المال العام ، وقد تكون كافراً أو ملحداً ثم تـُؤدي الأمانات .
كما قلت السُنة الكونية في عالم البشر هي التصادم ، ولهذا التصادم أنواع و أشكال مختلفة لكن أعظم التصادمات تكون بين قوى الخير و قوى الشر. وللأسف كثيرون جداً اليوم يقفون في صف قوى الشر رغم إيمانهم بالله ، فهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً .
مثلاُ من يستطيع أن يُحدد أين الخير وأين الشر بين بناء مسجد أو بناء ملهى ؟
الجواب: أنه لا يوجد خير أو شر في الإثنان فكلاهما مباني من طوب و حجارة ، لكن ما يحدد طبيعة المبنى هي الأفعال التي تمارس فيه ، فموضوع التصادم بين قوى الخير و الشر أزلي ، أحياناً ينتصر الخير و أحياناً ينتصر الشر ، غير أن سلاح الإيمان هو أقوى سلاح في يد كلتا القوتان ! ونحن للأسف لخوفنا على ضياع الإيمان نُسارع في ضياع هذا السلاح من أيدينا حين إستخدمناه بإستبداد ، فعندما يأتي من يمنعني عن دخول الملهى ثم يُجبرني على دخول المسجد فهو قد منعني عن إرتكاب معصية ليجعلني أكره الدين ، لأنه أجبرني بالقوة على الصلاة .
ولم ننتبه إلى إن من أخطر الأمور في عالم الإنسانية ليس نشر الكفر و الإلحاد و الفـُـحش والرذيلة ، وأيضاً ليس نشر الفوضى و الزنى و اللواط هنا و هناك ، إنما الخطر الحقيقي يأتي من الإستبداد في نشر ما يريده الإنسان ، سواءً كان إستبداداً لنشر الشر أو لنشر الخير. غير أن الإستبداد بهدف نشر الخير و الإيمان ، الإستبداد بإسم الله ، هو السلاح الأقوى لأنه سيـشوه ملامح الخير ، حينها سيذهب الإنسان إلى الشر ليس حباً فيه إنما كرهاً في الخير !
الاستبداد بأسم القانون ايضا استبداداً وان قل قوة عن الأخير ولكنة احد ابشع انواع الاستبدادات الدنيوية فماذا لو استغل أحدهم نص القانون بحبس سيدة مسنة لا تقوى على السير أو العمل لدفع قسط ثلاجة كانت قد اشترتها وهى بصحة جيدة يالقسط لتزويج ابنتها التى رفض اهل العريس ان يتم الزواج دون وجودها.ذ
أرجو أن لا يتحامل علي أحد. فى وصفى تلك الأوصاف فكل قوى الشر تسعى لأن تزرع الشر والرذيلة بالمكر و الحيلة وحينها يستطيع الإنسان أن يُقاوم ، بينما التشدد في الدين والقانون يهدفان إلى نشر الخير بالعنف و القوة وحينها سيقاوم الإنسان هذا الإجبار على الخير بأن يعتنق الشر للخلاص .
والأن السؤال: من الذي يخدم جانب الشر أكثر كافراً ينشئ قناة إباحية أم ملتزم متشدد يُحرم التلفاز ؟
الأول يُرغبني و الثاني يُرهبني ، والإنسان لا يُحب أن يتم إجباره على شيء حتى و إن كان ذلك الشيء هو فعل الخير ، حينها سيُشاهد القناة الإباحية بكل طيب خاطر ليس رغبة فيما تعرضه إنما كرهاً في في الخير الذي تشوهت ملامحه بسبب التشدد. إذاً المتشدد دينياً هو خادم و أداة عند قوى الشر دون أن يدري ، أو ربما يدري !
فعندما يتم تحريم ومنع كل وسائل الترفيه الطبيعية في البشر ، سيبحث الإنسان عن أموراً غير سليمة تعوضه ذلك الحرمان . عندما يكون جـُـل إهتمامً المتشددين هو المظهر سيكون لدينا أوطان إسلامية ضعيفة خاوية . عندما تكون طاعة الله و فرض العبادة بالقوة و الإستبداد فنحن نهدم و لانبني . عندما لا نُفكر سوى ببناء الإيمان في النفوس فنحن نتجاهل عالم الماديات ، نتجاهل حقيقة أن الحياة دين ودنيا ، الدين فيها شيء إختياري غير أن الدنيا شيء مُجبرين عليه.
عندما نطبق القانون على فقير مدقع الفقر لا يملك صحة للعمل سرق رغيف خبز ليطعم طفلة فنحن نظلم ولا نعدل. هنالك تصادم بين الخير والشر في كل أجزاء الكون ، في وقتنا الحالى قليلون جداً من يقفون في صف الخير ، بينما الأغلبية تقف في صف الشر . قد يكون ذلك الواقف ماسوني أو يهودي. شيعي أو سلفي أو، قد يكون مسلماً أو مسيحي. قد يكون موحداً أو مشركاً ، فقد تشابهت أوجه الشر !
فبعضهم يدعوا للشر علانية وبعضهم بالمكر و الخداع وبعضهم عن طريق إكراه الناس لفعل الخير . وما نشهده اليوم من صراعات وحروب ودمار وقتل وقهر وظلم هو نتيجة لخيارات بشرية متأثرة بنزعات الشر في دواخل البعض منا، وكما نشهد تلك الأفعال الشريرة، نجد بالمقابل جبهة الخير التي تضم أناس يحملون الحب والسلام والألفة والتعاون .. وكما نجد مجتمعات ترتقي وتعلو وتبني للمستقبل، نجد في المقابل مجتمعات تنهار وتنحدر في التخلف، نتيجة لمصادرة إرادتها من قبل أشرارها.فليس من الضروري إن يكون كل من يعمل الخير مؤمنا وليس كل من يعمل الشر كافرا، لأن الإيمان علاقة خاصة بين العبد والرب ولا علاقة له بتنظيم علاقة الانسان بالانسان إلا فيما يتعلق بالتعليمات الأخلاقية التي تؤكدها الأديان. فهناك ثمة أناس لا يؤمنون بعقيدة دينية محددة إلا أنهم يؤمنون بإصالة الإنسان .
وهناك مجتمعات نصنفها كمجتمعات ملحدة ،إلا إنها تقدر الخير وترفض الشر لأنها تتصرف حسب الفطرة البشرية وقد يشملها قوله تعالى: (فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَر النَّاسَ عَلَيْها). وسيبقى الصراع بين الخير والشر وبين الحق والباطل وبين النور والظلمة قائما مادامت البشرية على قيد الحياة . ” انا اهديناه السَّبِيلَا اما شاكرا واما كَفُورا”