كتب / أحمد سعد النحاس إن الانتحار سلوكا إنسانيا واكب الوجود البشرى على كوكب الأرض منذ بداياته الاولى ، إلا أنه ظل قرونا طويلة مجرد سلوكا يصدر عن بعض الحالات الفردية الخاصة وفى مواقف خاصة ، إلا أن الامر قد إختلف جوهريا مع تفجر الثورة الصناعية والتقدم الصناعى والتكنولوجى السريع ، وضغوط إقتصادية شديدة تميز بها عصرنا الحالى ، كل ذلك وغيره أدى إلى أن يصبح الإنتحار ظاهرة سلوكية واسعة الإنتشار ولا يكاد يخلو منها مجتمع من المجتمعات ، وذلك نتيجة الإحباطات التى يقابلها الأفراد وعجزهم عن ملاحقة خصائص ومتطلبات هذا العصر والتوافق معها ، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة مما يولد لديهم مشاعر الإكتئاب والقلق والتوتر والعجز الذى يدفعهم إلى الإنتحار . ولقد حظيت ظاهرة الإنتحار منذ فترة بإهتمام العديد من علماء النفس والاجتماع والبيولوجيا وغيرهم من المتخصصين ، ونجد أن هناك تنوع فى وسائل الإنتحار فنجد مثلا فى الولايات المتحدة الأمريكية توافر الأسلحة النارية التى يشيع إستخدامها فى الإنتحار ، كذلك فإن وجود المبانى شاهقة الارتفاع فى سينغافورة وهونج كونج يعد عاملا محفزا للمنتحرين للقفز . أما فى مصر فأغلب المنتحرين يستخدمون الوسائل السهلة والرخيصة ، كتناول سم الفئران أو الحرق أو الشنق أو الغرق أو بإلقاء أنفسهم من مكان مرتفع ، وهذا يظهر خلال الأيام القليلة الماضية نجد ان شخص ما رمى نفسه من فوق كوبرى وذلك لانه لم يستطيع تدبير تفقات زواجه ، وأخر شنق نفسه فى غرفته لنفس السبب ، ورجل شنق نفسه فى الطريق العام وذلك لانه فصل من عمله ، واخرى حرقت نفسها وذلك لتركها حبيبها لها ، وهذا كله يحتاج إلى حلول بسيطة من جانب المحيطين ، ولكن لشخص الذى يحاول الإنتحار يعانى من الإكتئاب قبل ذلك بفترة ولايظهر ذلك للمحيطين به . ونجد أن الأسباب والعوامل التى تؤدى إلى التفكير فى الإنتحار للشباب الجامعى اسبابا متعددة نفسیة منها واجتماعیة ومنها أيضا مرضیة وأسرية وعاطفية وإقتصادية وتتمثل في أمراض مثل الفصام وتعاطي المسكرات والقلق والشعور بالیأس ، اما ابرز العوامل والأسباب المؤدیة لهذه الظاهرة هي العامل النفسى ، العامل الإجتماعى ، العامل الإقتصادى . ومن العوامل الشخصية التى تساعد على التعرف على إحتمالية قيام شخص بمحاولة الإنتحار أولها الإكتئاب خاصة إذا كان مصحوبا باليأس مع عدم الإرتباط بأخرين فى الماضى او الحاضر، وثانيها تغييرات أساسية فى نماذج (أوضاع) النوم ، وثالثها وجود عبارات واضحة بالتعبير عن الرغية فى الموت او التصميم على الإنتحار، ورابعها المعاناة الحالية من فقدان شىء يتعذر الإستغناء عنه ، وخامسها غياب النسق المساند ، وسادسها سهولة الوصول إلى وسائل الموت ، وسابعها محاولات سابقة لقتل النفس ، وثامنها الشعور بالفشل من الرفض والنبذ والإهمال ، وأخيراً ضعف الوازع الديني عند الإنسان ، وعدم إدراك خطورة هذا الفعل الشنيع والجريمة الكبرى التي يترتب عليها حرمان النفس من حقها في الحياة ؛ إضافةً إلى التعرض للوعيد الشديد والعقاب الأليم في الدار الآخرة . ولذلك نجد أنه من الأسباب والعوامل التى تؤدى إلى الإنتحار أسباب ناتجة عن ضغوط الحياة الأسرية التى تواجه الشباب وتؤدى بهم إلى تلك الأفكار الإنتحارية ومنها مشكلات التفكك الأسرى والإغتراب ، وأيضا أسباب ناتجة عن ضغوط الحياة التعليمية للشباب وهى عدم القدرة على المذاكرة والرسوب فى سنوات الدراسة وذلك بجانب الأسباب الإقتصادية والإجتماعية والنفسية والعاطفية التى تؤدى فى النهاية بالشباب إلى تلك الأفكار الإنتحارية ، بالإضافة إلى تلك العوامل الصحية والعاطفية والتعليمية والنفسية والتى تعد بمثابة ضغوط يواجهها الفرد ولا يستطيع تحملها حيث تؤدى إلى سيطرة الأفكار الإنتحارية على الشخص وذلك عند ضعف قدرته على مواجهة تلك المواقف الحياتية التى تواجهه ،وقد ترجع إلى كثرة الأمراض التى تؤدى به إلى ذلك السلوك الإنتحارى ظنا منه أنه لايوجد أمل فى شفائه فيلجأ لذلك السلوك الإنتحارى الناتج عن فكرة لاعقلانية