أخبار مصرأهم الاخباراسليدرالأدب و الأدباء

الإعلام المسرحي المرتزق والمداد الآسن, الدكتور كمال يونس

د.كمال يونس

الإعلام المسرحي المرتزق والمداد الآسن

ظاهرة طغت وطفت على السطح واكتسحت الإعلام المسرحي العربي العليل بشقيه الصحفي والنقدي وأطاحت بأمانته ومصداقيته حيث تفوح رائحة النفاق والمحسوبية والمجاملة في كتابات المرتزقة مدعي النقد ، في ظل من تزاحم المفردات الأعجمية الغامضة والمصطلحات الدخيلة ملوية العنق والدلالة، متضادة المعاني ،والتي تدلل على ضحالة وسطحية كاتبيها من ببغاوات المشهد المتدهور الذين يعانون من الهوس الشديد بالمصطلحات والتسابق المحموم في ترديدها دون فهمها ، ظنا واهيا منهم بأنها تميزهم وتضعهم في مكانة متميزة بين أقرانهم ،بل واختراع مصطلحات ونحتها في بجاحة وذكرها في نشرات المهرجانات ومقالاتهم في الصحف والمواقع ،حتى كأنهم قد تملكتهم روح شريرة تظهر جلية أيضا حين جلوسهم على المنصات في المهرجانات والندوات،وهؤلاء يمارسون نصبا مسرحيا بجدارة لتزييفهم الوعي بكتاباتهم الكاذبة ،ولأنهم شلة واحدة فلايجرؤون على نقد بعضهم البعض، أو الاعتراض خوفا من عقوبات المنع والإقصاء ، لذا فإن ساحة الإعلام المسرحي تعاني من الكتابة بمداد مغشوش عفن فاقد الضمير والقيمة ،مجاملات فارغة لأصحاب الحظوة والمناصب من مؤلفين أو مخرجين يحتلون سدة المهرجانات المسرحية محددين من يتواجد فيها بشرط جلي ألا يكتب إلا مهللا ممجدا مباركا ،وتنتشر تلك الطفيليات وتتكاثر متنقلة بحرية بين الفعاليات المسرحية،لكأنهم اختزلوا فن المسرح في شخصهم تنظيرا وإنتاجا وتواجدا وقد توسعت وتشابكت مصالحهم إلى درجة تحالف بعضهم البعض من المحيط للخليج في احتكار قميء بغيض للفعاليات المسرحية صفرية المردود، متكررة الوجوه والسحن دون إفساح المجال لغيرهم من المسرحيين المقيدي الحركة بسبب تسلطهم على المشهد،حتى ان تأشيرات سفرهم بين المهرجانات وتنقلهم لايجف حبرها .

لقد اختطفوا المسرح من جمهوره ومحبيه ،ليصير حكرا على النخبة أو النُكبة،ليعجزوا عن إنتاج مسرحيات جماهيرية بل واستغرقتهم المونودراما إمعانا في الفردية وسهولة التنقل سياحيا،والمصالح تتصالح .

احمد فتحي رزق

المشرف العام

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق

انت تستخدم حاجب الاعلانات

يرجي غلق حاجب الاعلانات للاستمرار فى تصفح الجريدة