بقلم : عبير التميمي
أجل كلنا سواسية أمام هذه المنصة، منصه الإعتراف أمام النفس، كم منا أعترف أمام نفسه بأن بداخله شخصيات متعددة منها الذي ترضي عنه النفس فنسعد حينها بما نفعله ومنها ما يجعلنا في عذاب لا ينتهي ويؤلمنا حد القهر،
ولطالما النفس سوية محتفظة بنقائها تمردت علي كل ما يعكر صفائها من الأمور التي نفعلها،عكس فطرتها وأصبحت في صراع مع ما نمارسه.
تحت ضغط تقمص شخصيه من تلك الشخصيات المتعددة التي تسكن هذا الجسد.
فتارة نتحول إلى
شخصيه مسؤله تتحمل على عاتقها مالا يطيقه أقوي الرجال ونكمل علي هذا النهج فترات طويله من أعمارنا وخلال هذا الوقت نري داخلنا هذه الشخصيه التي تستصرخ بقوة ألم يأن الوقت لأستريح قليلا من هذه المسئوليه أريد أن أحيا في سلام دون هذا الذي أفعله وهنا تظهر شخصية الإستسلام والخضوع للنفس المتعبة والعودة إلى ديار السكينة لتستريح من جهاد شخصية المسؤليه التي أرهقتها سنوات الكفاح.
وتارة نجد شخصية أخري نعيشها، شخصية الجمود وعدم القدرة على اتخاذ القرار وكثيرا ما تباغتنا هذه الشخصية في الحضور والبقاء في أمور كثيرة
نمر بها في حياتنا، ولا نستطيع التخلص من دوام هذه الشخصية بشكل مؤثر داخلنا علي مدار مانحيا من سنين لا ندري كيف مرت بل بقائها يضيع أعمارنا في ظلم بين لأنفسنا وإستسلمنا لهذه الشخصيه السلبيه يفني طاقة وجودنا.
و يحضرني ذكر الشخصيه الناكرة للذات التي تحيا ولا يعبر عنها هذا المعني بشكل دقيق لأنها تريد الحياة لغيرها وإسعاد من حوالها.
وإنكار ذاتها وتفانيها بشكل مبالغ في إفناء ذاتها داخل الغير دون أن تشعر بظلمها لما تفعله أو تندثر من أجله وهذا لا يليق بما حبنا به الله من تشريف لخلق جسد وروح وعقل عن باقي المخلوقات
لكي نحيا كبشر له رساله ووجود وذات مستقله وتسترسل الشخصيات التي نحياها في الحضور
فنتذكر شخصية المتسلط والأناني والمتكبر والفوضوي والعنيد والبخيل. ثم الضعيف والمسرف والمنقاد..
وكم لا حصر له من صفات نجد منها كثيرا تسكن هذه الشخصيات أجساد وتسخرها وتتخذها مأوي لا تبرحه حتي موت أصحابها ولا تفعل ذلك إلا برغبه من يريد ويكون مهيأ بشكل مناسب يتيح لكل شخصيه ما يلزمها من مرافقته والسماح لها بأن تسكن بكل أريحية داخله وتمثله
ثم تظهر تارة شخصية الطموح الذي يصارع من أجل أن يحقق أهدافه ولا يتوانا عن الوصول لكل ما يريد ويحقق انتصارات باتت هي الشاغل الأول في حياته،
ويقف فجاءة في كل هذه الأحداث ليجد داخله شخصيه تسٱله هل حققت ما تريد ووصلت إلى مبتغاك ويحضر هنا شخصية الإنسان بفطرته الحقيقة فتتحدث .
أنظر إلى ما وصلت إليه مع هدفك إين حقي كأنسان خلقك الله وأنعم عليك علي سائر ما خلق بالعقل ليس فقط لتصل لما ترجوه من أهداف دنيويه أين روحك وعقلك ونفسك وقلبك وما خلقت من أجله هل فعلت ماأمرك الله به وخلقك من أجله هل عبدت الله حق عبادته وخشعت له في ما تقوم به إبتغاء مرضاته هل رضيت خالقك كما أمرت لقد دونت من قرب الأجل دون أن تحقق الغايه الكبري فهل أعددت للهدف الأعظم العدة وهل تذكرت كيف
تصل للفوز الأكبر ألا وهو الجنة.
كل هذه الشخصيات تمر من خلال أجسادنا كطيف وكل نفس تتمسك بما يناسبها وتحيا معه
ومنها من يمر مرور الكرام ومنها من يكون ضيف ثقيلا نريد التخلص منه وكذلك بعض منها يصبح هو نبراس حياتنا فدعونا نعترف بكل صراحة كل أمام قاضي نفسه من نجد داخلنا من تلك الشخصيات وهل نجرؤ أن نقول الحقيقة لأنفسنا مهما كانت قاسية ولا ترضينا؟؟