كتب : خلف الله عطالله الانصاري الشائعة أو نقل الكلام أو القذف تعني شاع الشيء أى اذاعه بين الناس والشائعات ليست وليدة اللحظة ، وإنما هي معروفة منذ القدم ، لكنها أخذت تَتطور وتزداد مع تَطَوُّر الحضارات ، ولها جوانب خطيرة نفسية وسلبيه لتعويض مركب نقض مادى او اجتماعى او تعليمى او ثقافى عند الفرد وتؤثر فى العلاقات بين الدول ويطلق عليها حرب الشائعات او الحرب النفسية او المعنوية ولها تأثير خطير علي أوضاع بلادنا سياسياً واقتصاديا واجتماعيا ودينيا فلنحترس منها .ومن أهم عوامل انتشار الاشاعة منها الشك العام يقول مونتغمري بلجيون ( يتوقف سريان الإشاعة على الشك والغموض في الخبر أو الحدث ، فحينما تعرف الحقيقة لا يبقى مجال الإشاعة)، فالإشاعة هي محاولة لتبادل العلم بالواقع ومشكلاته في ظل نظام اعلامى يحاول الحيلولة دون هذه المعرفة ، لذا يعتبر بعض الباحثين أن الإشاعة هي مجرد “بديل ” يعوض غياب الحقيقة الرسمية . فالإشاعة تنتشر ، عندما تتوقف المؤسسات – التي من المفروض أن تقدم الخبر المضبوط – عن مهامها الحقيقية وثانيا اشراك المتلقي يصحبه بعض القلق النفسي مع سرعة تلقي الاشاعة ..الخ ولها سلبيات نذكر منها هدم المجتمع وخلق اضطرابات بين الناس ونشر الفوضى والتشتت وخراب البيوت وطلاق ، قطع العلاقات. الشائعة من أخطر مشاكل العصر الحديث واحد آفات المجتمع التي تواجهنا فى حياتنا اليومية والأدلة القرآنية والأحاديث النبوي الشريفة تثبت ذلك فى سورة الحجرات آية السخرية ( التنابز بالألقاب ) ثبت علمياً أن لكل مشكلة اساس وأساس المشاكل عامة نقل الكلام على ما هو عليه ، خاصة فى العلاقات الانسانية بين الناس سواء بين الاصدقاء فى المقام الأول ، داخل نطاق العمل بين الزملاء ، فى بيوت العائلات الجماعية خاصة ان كان اكثر من امرأة فى البيت بمعنى تلوين الكلام أي يستزيد عما قيل ومن الممكن ان يغير حوار الكلام بمفهوم خاطئ مما يسبب الكثير من الحرج ومن الممكن تؤدى الى نشب الخصومة والتوتر وبعض الأحيان تؤدي الي سفك الدماء وشحن النفوس ضد بعضها مما يسبب انهيار للصداقة او طلاق بين الزوجين او تشتيت للأسرة المسلمة. الكثير من الناس يشعر بالندم والحسرة ويقتله الندم كلما تذكر مواقف مرت به او كلمات قالها تسببت فى فراق وألم لأقرب الاقربين جرح كبير وهم لا يستحقون منه ذلك وكل ذلك بسبب نقل الكلام ، وإذا تصورنا حقيقة ذلك واهم اسباب انتشارها نجد صورا كثيرة خطيرة منها من يتلقف الكلمات وافتعال الحوارات والأحاديث فى بشكل ملفت للنظر ومن كانت هذه حالته فهو ابعد الناس عن تقوي الله تعالي . منذ أن ظهرت لنا وسائل الاتصال المتنوعة والسريعة وكثرتها عن طريق البث المباشر ، حيث تصل الإشاعة الي من وجهت اليه كلمح البصر وفي زمن قصير جدا ، صنعت فجوة بين الناس وأصبحت الأمور تفقد مصداقيتها بين المشاهدين لأن الإشاعة ونقل الكلام ليست دائما قصة ملفقة او خبراً كاذباً وإنما قد تكون حدث بالفعل واجب الكتمان وأتباع كتاب الله وسنة نبيه ” محمد صلي الله عليه وسلم ” قال الله تعالي { ولقد بعثنا في كلِّ أمَّةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطَّاغوت} حتى ختم الله الرسالات بنبيِّنا محمد صلى الله عليه وسلم ، فلم يترك خيرًا إلا ودعا الناس إليه ، ولا شرًّا إلا وحذَّرهم منه ، وهو القائل عليه الصلاة والسلام): إنَّه لم يكن نبيٌّ قبلي إلاَّ كان حقًّا عليه أن يدلَّ أمَّته على خير ما يعلمه لهم ، ويُنذرهم شرَّ ما يعلمه لهم ) رواه مسلم. كما في قوله تعالى ( وَلَا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَهِينٍ. هَمَّازٍ مَشَّاءٍ بِنَمِيمٍ .مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ أَثِيمٍ.عُتُلّم بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ) (القلم : كما ورد فى تفسير ابن كثير( قَالَ اِبْن عَبَّاس الْمَهِين الْكَاذِب وَقَوْله تَعَالَى ” هَمَّاز ” قَالَ اِبْن عَبَّاس وَقَتَادَة يَعْنِي الِاغْتِيَاب ” مَشَّاء بِنَمِيمٍ” يَعْنِي الَّذِي يَمْشِي بَيْن النَّاس وَيُحَرِّش بَيْنهمْ ،”مناع ” أَيْ يَمْنَع مَا عَلَيْهِ وَمَا لَدَيْهِ مِنْ الْخَيْر ” مُعْتَدٍ ” فِي تَنَاوُل مَا أَحَلَّ اللَّه لَهُ يَتَجَاوَز فِيهَا الْحَدّ الْمَشْرُوع ” أَثِيم ” أَيْ يَتَنَاوَل الْمُحَرَّمَات أَمَّا الْعُتُلّ فَهُوَ الْفَظّ الْغَلِيظ وَالْأَقْوَال فِي هَذَا كَثِيرَة وَتَرْجِع إِلَى مَا قُلْنَاهُ وَهُوَ أَنَّ الزَّنِيم هُوَ الْمَشْهُور بِالشَّرِّ الَّذِي يُعْرَف بِهِ مِنْ بَيْن النَّاس وَغَالِبًا يَكُون دَعِيًّا وَلَهُ زِنًا ) عافانا الله من هؤلاء امثال طالب الأزهر الشريف بكلية الصيدلة ابن دار السلام محافظة سوهاج بصعيد مصر عبد الرحيم راضي الذي اشاع بين الناس انه حصل علي لقب قارئ العالم في القرآن الكريم دون سند وانتشرت الكذبة عبر الفضائيات ومواقع التواصل الاجتماعي دون التأكد من صدق الخبر إلا بعد ان ارسل الله اهل الخير ليكشفوا هذا الطالب الكذاب عفاه الله وهداه مما ابتلاه .