اخبار عربية وعالمية

الإدارة الأمريكية والعراق .. وقلق متزايد بشأن دور أبي مهدي المنهدس

احجز مساحتك الاعلانية

9 99 999 9999

أمير ماجد – من موقع المقاومة
قالت مصادر أميركية إن واشنطن قلقة من دور أبومهدي المهندس، نائب رئيس ميليشيات ‘الحشد الشعبي’ العراقية، المتهمة بـ’ارتكاب جرائم حرب ضد المدنيين’ خلال العمليات التي تقودها القوات العراقية ضد تنظيم ‘داعش’ الإرهابي، وذلك لدوره في القتال لصالح توسيع النفوذ الإيراني في العراق، خاصة أنه يعرف بـ’رجل قاسم سليماني’، قائد فيلق القدس التابع الحرس الثوري الإيراني.
ونشرت صحيفة ‘وول ستريت جورنال’ الأميركية تقريرا مطولا عن المهندس، وقالت إن ‘صعود قائد الحشد الشعبي يعكس الحقائق الجديدة التي تواجهها الحكومة الأميركية في العراق بعد انسحاب عشرات آلاف الجنود منذ أكثر من أربع سنوات. إذ إن وكلاء إيران الذين شكلوا يوماً ما الخطر الأكبر على القوات الأميركية أصبحوا شركاء في قتال داعش’.

المهندس وسليماني
إرهابي مطلوب
والمهندس معروف لدى المسؤولين الأميركيين بأنه هارب من حكم كويتي بالإعدام لتورطه في تدبير التفجيرات في السفارتين الأميركية والفرنسية عام 1980، ووضعته وزارة الخزانة الأميركية على لائحة الإرهاب.
وبحسب صحيفة ‘وول ستريت جورنال’، فقد علّق الناطق باسم قوات التحالف الدولي ستيف وارن، على دور المهندس في القتال ضد ‘داعش’ بالقول: ‘إنه إرهابي. هكذا نراه. لكنه هناك، لذلك يجب أن يحسب له حساب’.
وجاء في التقرير أنه ‘اليد اليمنى في العراق للجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني’، وفق ما يقول مسؤولون وقادة رفيعون في ميليشيات الحشد الشعبي. ووفق هؤلاء فإن ‘الإيرانيين يرسمون الخطط للعمليات العسكرية التي يتولى المهندس مهمتها في العراق، إضافة إلى موافقته على عمليات إرسال السلاح والذخيرة إلى فصائل الحشد الشعبي’.

المهندس وسليماني و عامري في الفلوجة
وقد انتشرت صور للمهندس وسليماني وهما يجلسان معاً في مراكز القيادة يراجعان خرائط للميدان العراقي أو حتى في زيارات رسمية لمسؤولين عراقيين أو الأحزاب الشيعية الحليفة لطهران.
ولفتت ‘وول ستريت جورنال’ إلى أن ‘الولايات المتحدة تتجنب التعامل مع المهندس بشكل مباشر مع متابعتها لتأثيره واسع الانتشار’، موردة حادثة حصلت الصيف الماضي حين ‘أرادت الولايات المتحدة تسليم أول طائرات أباتشي لبغداد في قاعدة بلد الجوية. آنذاك لعب المهندس دوراً في إقناع مقاتلي ميليشيات شيعية كانوا موجودين في القاعدة بمغادرتها’.
من جهة أخرى، نقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأمم المتحدة أنهم في كثير من الأحيان يحتاجون لموافقة المهندس للمرور عبر الحواجز التي تسيطر عليها الفصائل التي تستجيب له.
وخلصت ‘وول ستريت جورنال’ إلى القلق المتزايد لدى الولايات المتحدة من حجم وتأثير الحشد الشعبي، مشيرةً إلى رضوخ بغداد للضغط الأميركي من خلال تحييد الميليشيات عن العمليات الرئيسية ضد ‘داعش’ بما فيها الهجومان اللذان أديا إلى استعادة تكريت والرمادي.
ورأت ‘وول ستريت جورنال’ أن ‘المهندس تحول من مقاتل منفي في إيران إلى وكيل لها يملك نفوذاً في العراق يظهر كيف أن طهران ملأت الفراغ الأمني في المنطقة من خلال مقاتلين يتبعونها ايديولوجياً’.

ما حقيقة شخصية المهندس؟
تؤكد المعلومات المتوفرة لدى ‘العربية.نت’ نقلا عن مصادر عراقية، أن أبومهدي المهندس، مولود في البصرة عام 1954 ومسجل في السجلات العراقية باسم ‘جمال جعفر محمد علي الإبراهيمي’، وينتمي لأسرة ذات أصول إيرانية، وهو متزوج من امرأة إيرانية أيضا، كما يحمل الجنسية الإيرانية.
ونزحت أسرة ‘إبراهيمي’ من مدينة كرمان، جنوب شرق إيران، إلى البصرة جنوب العراق إبّان حكم الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي، وذلك بعد مقتل عميدها ‘رضا خان إبراهيمي’، بسبب تحويله العائلة من المذهب الشيعي الاثنى عشري إلى الطائفة ‘الشيخية’ الشيعية، والتي يتواجد الكثير من أتباعها في البصرة.
كان والده (جعفر محمد علي) عند قدومه يحمل الجنسية الإيرانية لكنه حصل على الجنسية العراقية في أوائل الخمسينات بدعم من المؤسسة ‘الشيخية’ المقربة من الحكومة العراقية الملكية آنذاك.

المهندس مع وزير الدفاع العراقي
وانتمى الابن (جمال جعفر إبراهيمي) إلى ‘حزب الدعوة’ منذ أن كان في الإعدادية أواخر الستينات من القرن الماضي، ودرس في حوزة البصرة في مكتب المرجع الحكيم، وتم تنظيمه من قبل القيادي في الدعوة ‘عز الدين سليم’ (وهو الاسم الحركي لعبد الزهرة عثمان أبو ياسين). وفي سنة 1973 قُبل في قسم الهندسة المدنية في جامعة التكنولوجيا ببغداد، وتخرج منها سنة 1977، وبعد إنهائه الخدمة العسكرية، عمل في المنشأة العامة للحديد والصلب في البصرة، ثم حصل على ماجستير في العلوم السياسية.

في الكويت
بعد حملة اعتقالات ضد رموز ‘حزب الدعوة’، هرب جمال إلى الكويت عام 1980 وعمل مصلّحا للسيارات في منطقة الشويخ، وبقي في الكويت إلى أن اندلعت الحرب العراقية الإيرانية، وعرف هناك باسم ‘الشيخ أبو مهدي المهندس’.
ونتيجة لمواقف الكويت في دعم العراق ضد إيران، أمر الحرس الثوري خلاياه بضرب السفارتين الفرنسية والأميركية، ومبانٍ أخرى في الكويت بعبوات محلية الصنع في 12/10/1983، والتي أصيب بها 80 غربيا بين قتيل وجريح. وضمن التحقيقات الكويتية – الأميركية وتحقيق الشرطة الدولية ‘الانتربول’، جاء اسم أبومهدي المهندس، كأحد المخططين والمنفذين الرئيسيين للعملية.
وعقب العملية تم تهريبه من الكويت إلى إيران بجواز سفر باكستاني مزور باسم ‘جمال علي عبد النبي’ أواخر عام 1980 حيث تزوج امرأة إيرانية ومنح الجنسية الإيرانية، وعين مستشارا في الحرس الثوري الإيراني.

قائد فيلق بدر
عام 1985 تم تعيينه من قبل محسن رضائي، قائد الحرس الثوري الإيراني الأسبق، قائدا لقوات ‘بدر’ العراقية التي كانت تقاتل إلى جانب الحرس الثوري الإيراني في الحرب الإيرانية-العراقية (1980-1988).
انفصل عن فيلق ‘بدر’ عام 1988 وأسس خلية مستقلة تدعى ‘التجمع الإسلامي’ وذلك بأوامر من فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، وذلك لمهاجمة مدن عراقية.
ومارس ضمن هذه الخلية عمليات إعدام لأسرى عراقيين من الجيش العراقي ومن ثم عاد لفيلق ‘بدر’ في العام نفسه وبقي في إيران حتى سقوط النظام عام 2003.

التعذيب والقتل في معتقل الجادرية
برز اسم أبو مهدي المهندس وذاع صيته كمجرم عام 2005 في فضيحة ملجأ ‘الجادرية’، وهو معتقل سري غير تابع للحكومة. وكان المهندس مع مجموعة من قادة وعناصر الميليشيات وعدد من الضباط الإيرانيين يحققون مع ضباط في الجيش العراقي السابق ممن شاركوا في الحرب ضد إيران وتعذيبهم وتصفية بعضهم فيه.
وكان وزير الداخلية وقتها باقر صولاغ، هو من يعتقل هؤلاء بأوامر منه (بشكل رسمي) ثم يحولون للملجأ، حيث اكتشفت القوات الأميركية هذا المعتقل وأغلقته. وصنوف التعذيب التي مورست فيه كانت في غاية البشاعة، من قبيل الحرق وثقب الأجسام بالـ’دريل’، واغتصاب الزوجات أمام الضباط.
وكشف عن قضية معتقل الجادرية أحد الضباط الذين شاركوا القوات الأميركية (حيدر جمال) في الهجوم على الملجأ، والذي سرب كثيرا من المعلومات، وقد تم تصفيته بعد الحادثة بتاريخ 26/11/2005.
أدرجت أميركا اسم المهندس كمشرف على ملجأ العامرية بعد هروبه إلى إيران لأنه أصبح مطلوبا، وقد ساعده نوري المالكي على الهرب سنة 2007، وأصبح مطلوبا من ‘الإنتربول’ لجرائمه السابقة واللاحقة.
ولعب المهندس دورا فاعلا في تهيئة كوادر مؤثرة لصالح المشروع الإيراني في العراق كنفوذه في ‘هيئة اجتثاث البعث’، وكذلك تأسيس ميليشيات ‘كتائب حزب الله’، وهي إحدى الجماعات التي تقاتل في العراق وفي سوريا أيضا تحت إمرة الحرس الثوري إلى جانب قوات النظام السوري.
وفي انتخابات سنة 2006 ترشح على قائمة نوري المالكي باسم جمال جعفر محمد علي الإبراهيمي عن محافظة بابل، وفاز كنائب للبرلمان وعُين في لجنة مؤسسات المجتمع المدني.
كما أسس خلايا ومجموعات لاستهداف القوات الأميركية في العراق حتى عام 2011 ودربها بإشراف الحرس الثوري على استخدام الأسلحة والتفجيرات.
كما ساهم أبو مهدي في تأسيس عدة مؤسسات ثقافية في الظاهر وفي حقيقتها هي مؤسسات إيرانية التوجه للتجسس والتخريب داخل العراق.

بروز اسمه مرة أخرى
وبرز اسم ‘جمال جعفر ابراهيمي’ أو ‘أبو مهدي المهندس’، الذي لا يتوانى عن مهاجمة السعودية ودول الخليج في كل مناسبة لصالح إيران، مرة أخرى بعد احتلال تنظيم ‘داعش’ للموصل، في حزيران/يونيو 2014 ولكن هذه المرة كـ’قيادي وطني’ يقاتل تنظيما إرهابيا وليس كمجرم وإرهابي هارب من وجه العدالة.
ودخل أبو مهدي على خط قيادة المعارك بأوامر وإشراف ومشاركة من عناصر فيلق القدس وقائده قاسم سليماني، حيث عمل مع هادي العامري (رجل إيران الآخر) على تنظيم صوف ميليشيات الحشد الشعبي.
ويدير المهندس والعامري وسليماني حاليا غرفة عمليات مشتركة في الفلوجة، تعتمد اللغة الفارسية، عبر أجهزة اللاسلكي بينما تتوسط قطعات ميليشيات الحشد الشعبي صور للخميني مؤسس نظام الجمهورية الإسلامية في إيران وشعارات طائفية.
وتدار عمليات اقتحام الفلوجة بإشراف مستشارين إيرانيين وسط مخاوف من قيام هذه القوات والميليشيات التابعة لها بأعمال انتقامية ضد سكان المدينة ذات الغالبية السنية خلال تحرير المدينة من قبضة تنظيم ‘داعش’، كما حدث في مدن أخرى سابقا.

وبينما كانت أخبار وجود الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس وقادة آخرين من الحرس الثوري الإيراني على مشارف الفلوجة، ‘مجرد تسريبات’، أكدت الحكومة العراقية ومن ثم نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس، أن بغداد هي التي استدعت قاسم سليماني إلى العراق عند انطلاق العمليات في الفلوجة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية تصريحات تلفزيونية للمهندس قال فيها أيضا إن ‘القادة والمستشارين الإيرانيين متواجدون معنا منذ بداية المعارك’.
المصدر: العربية نت

Related Articles

Back to top button