كتبت/ أسماء مندور
الإختلاف سنة كونية خلقنا الله سبحانه وتعالى مختلفين ،ولم يخلقنا نسخ متشابهة ،و من إعجاز الإختلاف فى خلقه سبحانه وتعالى أن خلق لكل منّا بصمة لا يُشبهه بها أى إنسان آخر على وجه الارض،
ولكن لماذا لا نقبل نحن الإختلاف الذى هو من فطرتنا، البعض منّا يريد الأخرين نسخة منه ومن أفكاره وأرائه ومفرداته ،لولا الإختلاف ما تقدمت الأمم، لولا تقبل الإختلاف ما أصبحنا فيما نحن فيه اليوم من تقدم،عندما نتناقش فى أى موضوع إذا اختلفت وجهات النظر فهو شيء إيجابى و إذا اتفقت الأراء مع رأينا فهو يعطينا ثقة
فى أنفسنا وثقل للرأى وإذا إخلتفت الأراء فهى توضح لنا الأخطاء والمفاهيم، علينا أن نعى جيدا عندما نختلف ألا يتحول إختلافنا فى الرأى، الى خلاف أو قطيعة أو نزاع،ولن السؤال هنا
هل نحن فى مجتعنا نعى ونعلم ثقافة الإختلاف أم أننا دائما ما نحول الإختلاف إلى خلاف ؟
مازلنا فى معظم مناقشتنا يتحول بيننا الإختلاف الى خلاف نبدأ الحوار بعبارة الخلاف لا يُفسد للود قضية وننهى النقاش بنزاع وضغينة،لأن البعض يعتقد أنه يحتكر الحقيقة ويعرف بواطن الأُمور وحده دون غيره ،لقد تحول إختلافنا فى الرأى فى الآونه الأخيرة إلى خلافات ونزاعات تنتهى بالكراهية والفرقه بين الأخ وأخيه والصديق وصديقه وخاصة عندما نتحدث فى الأمور السياسة، لابد وأن ينتهى الحديث بنزاع ، لماذا لا يتقبل كل منّا الآخر ويسمع له ويتفهم بعقله وقلبه ربما غير فكرته الخطأ أو وثق فى رأيه أكثر مع كامل الإحترام للرأى الآخر ولصاحبه، ،نختلف دون ان يكيل كل منّا للآخر الإتهامات من أى نوع، علينا أن نتعود الإختلاف بشرف وألا ننتصر لأنفسنا وآرئنا على حساب النّيل من الآخر ،أن نختلف دون الثوابت لأنه لا يجوز الإختلاف على ما ينال من إنسانيتنا أو ثوابت أخلاقنا ،فالنختلف كيفما شئنا ونستمع بعضنا البعض دون أن يُفسد الخلاف للود قضية ،وهى مقوله رائعة للأستاذ الدكتور/ احمد لطفى السيد.
لو شاء الله لجعل الناس أمة واحدة ولكنه خلقنا شعوبا وقبائل ،أن نتناقش ويبدى كل منّا رأيه بكل حريه ويستمع كل منا للأخر بدون أى أحكام مسبقه لأن الأحكام المسبقة تغلق القلب والعقل، لا نترك لأنفسنا حرية إصدار الأحكام على الأشخاص لمجرد أن أرائهم لا تروق لنا فلنتعلم ونتعود أن الخلاف لا يُفسد للود قضية ..