كتب : احمد عباس ( ابن النيل )
اﻻنتحار ظاهره غريبه على المجتمعات الدينيه وخصوصا المسلمه وتنتشر فى جميع انحاء العالم ولكن فى الدول الغربيه انتحار من كثر الترف والغني والدول الفقيره أنتحارا من كثر الفقر له أسباب كثيره وعديده .
ولكنها تمثل فى النهايه غلبه الشيطان علي انسان وتحكمه فى ارادته ودفعه لقتل نفسه بالمخالفه للناموس الطبيعى للحياه .
الحياه والممات ملك الخالق الله سبحانه وتعالى فيجب اﻻ يتعدى اﻻنسان حدوده بقتل نفسه معتقدا انه سيرتاح فكما قلنا فى مقاﻻت ان الروح بأمر الله فيجب أن ندرس هزه الظاهره لكثره انتشارها لبعد الناس عن الدين وتعاليمه .
الأنتحار .هو تصرف عمدى من شخص لأنهاء حياته
عن أبى هريره رضى الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم (من تردى من جبل فقتل نفسه فهو فى نار جهنم يتردى فيها خالدا مخلدا فيها ابدا ومن تحسى سما فقتل نفسه فسمه فى يده يتحساه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا ومن قتل نفسه بحديده فحديدته فى يده يجأبها فى بطنه فى نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا )
اﻻنتحار يرجع لعوامل متعدده مثل التربيه وثقافه المجتمع والمشاكل اﻻسريه او العاطفيه والفشل الدراسي واﻻﻻم واﻻمراض الجسميه أو تجنب العار أو اﻻيمان بفكره .
اكثر الطرق شيوعا الشنق والسلاح النارى . فرويد ( اﻻنتحار يختلط به عدد من اﻻحاسيس منها اﻻنعزال اليأس واﻻكتئاب ويشعر بألم انفعالى ﻻ يطاق وﻻ يوجد حل سوى اﻻنتحار )
وقد يكون ﻻسباب عضويه الوراثه او نقص ماده السيروتونين .
(اميل دور كايم) بسبب تكسر الروابط اﻻجتماعيه واﻻنعزال والضغوط النفسيه كالفقر والبطاله .
او ضعف الضمير وعدم القدره على التكييف مع المجتمع وينتشر اﻻنتحار بين الزكور اكثر من اﻻناث .
محرم فى اﻻسلام ( يا أيها الذين أمنوا ﻻ تأكلوا أموالكم بالباطل إﻻ أن تكون تجارة عن تراض منكم وﻻ تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) سوره النساء ايه 29
الدكتور صالح بن عواد ( اسباب وجودها فى مجتمعنا اﻻنفتاح اﻻعلامى والثقافى غيرالمنضبط وتقليد اﻻخرين وكثره المشكلات اﻻسريه والتفكك والتاثر باﻻعلام )
منظمه الصحه العالميه يموت 800000 شخص سنويا نتيجه اﻻنتحار اعمار من 15الى 29 سن2012
السبب كما اتفقت الدراسات العلميه ان 90% منهم يعانوا من أمرا ض نفسيه مثل اﻻكتئاب الحاد و الهوس اﻻكتئابي والفصام واضطراب الشخصيه الحديه فقدان الشهيه العصبي.
وكذلك ذو الميول الجنسيه المختلفه وكذلك الوضع اﻻقتصادي
او اﻻدمان والبطاله والعزله اﻻجتماعيه
ونجد ان اﻻنتحار قد يكون فرديا او جماعيا ويجب أن يكون عمديا
فقد يقرر المنتحر التخلص من حياته بسبب غناه ورفاهيته وذلك منتشر فى أوروبا
وقديقرر المنتحر التخلص من حياته بسبب فقره وعوزه وذلك فى افريقيا
وقد يؤثر اﻻعتقاد العقائدي على نفوس الجماعه فيكون اﻻنتحار جماعى مثل بعض الجماعات الدينيه في طريقه بوابه السماءفى كاليفورنيا سنه 1997واخويه معبد الشمس سنه 1984
وقد يكون اﻻنتحار الجماعى خوفا من الموت واحتلال العدو مثل ماحدث فى اليابان فى الحرب العالميه سنه 1924 وماحدث في المانيا فى بلده دمين سنه 1945 خوفا من القوات الروسيه
فاﻻنتحار هروب من الواقع والظروف المحيطه خوفا من الفقر والبطاله او زهقا من الرفاهيه او اﻻنصياع ﻻوامر وهواجس واعتقادات دينيه
وقد يكون مرض نفسى او خلقى ولكن في النهايه يكون مخالفه للناموس الطبيعى للحياه والفطره
واﻻنتحار جريمه يعاقب عليها القانون اﻻلهىى أما أغلب التشريعات الجزائية الحديثة فإنها لا تعاقب على الانتحار ولا على الشروع فيه, لتدخلها في حيز الدين والأخلاق مثل (فرنسا ومصر وليبيا والسلطنة ) .
أما الشروع في الإنتحار فيمكن تجريمه والعقاب عليه ؛ غير أن من شأن الزج بالحل الجنائي فمعاقبة الشخص الذي حاول الانتحار ولم يفلح ؛ قد يؤدي إلى زيادة هموم وآلام الفاعل ، مما قد يدفعه إلي التفكير مرة أخري في الإنتحار وعدم الفشل في تحقيق غايته ، في حين أنه إذا لم يُجرم الشروع فإن الظروف قد تتحسن ويتوب إلي الله ، وقد يدفعه ّذلك إلي استغلال طاقاته وإمكانياته ليكون إنساناً فاعلاً في المجتمع ؛ ويعود إلى صفوف المواطنين الصالحين .
لذا فإن السياسة الجنائية الحالية لم تجرم فعل المنتحر تقديراً منها للبعد الاجتماعي والنفسي لمـــن شرع فـــي الإنتحار ( دكتور محمود صالح )
ولكن من وجهه نظرنا يجوز العقاب على الشروع فى الانتحار طبقا للماده 45 عقوبات التى تعاقب على الشروع .
وكذلك على التحريض على الانتحار
أفتى الأزهر بحرمة إزهاق الأرواح، وقال المستشار محمد رفاعى الطهطاوي، إن “القاعدة الشرعية العامة تؤكد أن الإسلام يحرم الانتحار تحريما قطعيا لأي سبب كان ولا يبيح للإنسان أن يزهق روحه كتعبير عن ضيق أو أحتجاج أو غضب
إن الأزهر لا يمكن أن يعلق على حالات الأشخاص الذين يقومون بحرق أنفسهم باعتبار أنه ربما يكون هؤلاء في حالة من الاضطراب العقلي أو الضيق النفسي اضطرهم إلى فعل ذلك وهم في غير كامل قواهم العقلية
“لا نستطيع أن نحكم عليهم وأمرهم إلى الله وندعو لهم بالمغفرة”.
وتبقى الحقيقه ان الشيطان ينتهز فرصه ضعف النفس اﻻنسانيه ويسلب اﻻنسان ارادته ويوسوس له أن الموت هو راحته وهو مخلصه من اﻻﻻم النفسيه والظروف اﻻجتماعيه
واﻻساس والسبب البعد عن الدين او الطاعات
قال تعالى ((وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ ۖ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُم مِّنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا (85)سوره الاسراء
اذا الروح ملك لخالقها ﻻ يملك احدا التصرف فيها وهو مقدر لها حياتها ومماتها ومعاشها افﻻ نكون طائعين ونعلم ان كل شئ بيد الله واننا ﻻ نملك من اﻻمر شئ بيده الخلق وهو على كل شئ قدير .