بقلم / خالد الترامسي
يوميا يخرج علينا من إعتبروا أنفسهم شيوخا وللأسف فإن لهم مريدين إعتقد البعض منا أنهم أصحاب عقيدة سليمة ولكن للأسف تصدر عنهم بعض الأراء التي نراها شاذة عن أراء جمهور الفقهاء .
والتعرض لها قد لا يكون من الحكمة خاصة وأن تلك الأمور تعد مستحسنة وفعلها يدخل في عداد أعمال البر والعمل النافع وليست من قبيل السنة السيئة ولا يعد خروجا علي المألوف .
فمن تعرض لحرمانية الإحتفال بعيد الأم هو إتجاه غير محمودوالتذرع بأن الأم لا يتعين تحديد مناسبة بعينها أو أن تختزل في يوم بعينه فكل ذلك مردود عليه .
وأنا أتحدث في هذا المقام ليس من باب أنني رجل فقه ، فأنا أقل من ذلك ولكني كمسلم يهتم بأمور الأمة ويحلم بأن يكون المجتمع الإسلامي مجتمعا صافيا تختفي فيه الأراء الفقهية الشاذة والتي تدعو إلي التضييق والأُفُول وعدم وضوح الرؤوية والهدف والدخول في مهاترات فقهية عقيمة لا طائل من ورائها غير إدخال الناس في حالة من الشك والريبة ولربما هَجْرِ الدين .
ومما جعلني مستاءاً أن خرجت علينا إحدي الأراء التي أعتبرها من الأراء الشاذة وما كنت أتمني أن أسمع هذا الرأي أو أقرأه لحبي وإحترامي لغالب أراء هذا الشيخ والفقيه المُحَدِث ، الشيخ الجفري حينما ذكر بعدم المسح علي رأس اليتيم في هذا اليوم ” يوم اليتيم ” لما فيه إحراج له وإشعاره بنوع من المذلة ورقة الحال وأن ما يقوم به المسلمين هو نوع من التطبيق الشكلي والأخذ بظاهر النص لفعل النبي صلي الله عليه وسلم بالحض علي مسح رأس اليتيم .
وهذا يعد خروجا عن المألوف حتي ولو كان ذلك من باب الشفقة علي اليتيم فإن القائم بالمسح أو بمحاولة الإحسان علي هذا الشخص فإنه في الغالب لا يقوم بإظهار نوع من الإستعلاء أو الإحتقار علي من يقوم بمسح رأسه ، كما وأن الإحتفال بهذه المناسبة ليس بالضرورة المسح علي رؤوس اليتامي ولكنه نوع من المشاركة المجتمعية لإعطائهم إشارة بأن المجتمع يقف بجوارهم وتشجيعهم علي التقدم والإرتقاء ومد يد العون والمساعدة ، وهذا حق لهم علينا ، والإشارة من قريب أو بعيد تلمس هذه المَواطِن يؤدي بنا الي أمور جَدٌ خطيرة .
وإشعار هؤلاء الأطفال والصبية بنكران وجحود المجتمع لهم ، وهذا وكما أسلفت له إنعكاسات خطيرة علي سلامة المجتمع .
أتمني من شيخنا الجليل العدول عن هذا الرأي وتبني موقفا مغايرا .
ولله قصد السبيل .