بقلم : أيمن جبر يحكي "أحمد زويل" رحمه الله؛ في أول التحاقه بالجامعة في الخارج، أنه كان لكل طالب خزانة يضع فيها أشياءه، فجلب لخزانته قفلا وأغلقها، ثم نظر حوله، فوجد أن كافة الخزائن بلا أقفال! وعندها أدرك الفرق بينه وبينهم؛ والفرق بين مجتمعه ومجتمعهم. وتأملت في تلك القصة فقفز لذهني صور متشابهة..غرف مغلقة.. ضمائر مغلقة.. أحلام مغلقة.. قلوب مغلقة.. مشاعر مغلقة؛ تخيلت أفراد مجتمعنا في لوحة؛ كل فرد على شكل دائرة مغلقة بلا أسنان؛ تستهلكه المخاوف والهواجس والأحلام . نحن شعوب كانت منفتحة زمن الاحتلال؛ ثم حدث تغير عنيف؛ جعلها تنكمش للداخل؛ تنكمش وتتراجع وتتوارى وتختبئ ثم تغلق عليها مخبأها. تخيل لو أن كل الغرف المغلقة على الإنسان المسجون بإرادته قد فتحت! ألا يشعر الجميع بالاتساع؟ ألا يشعر الإنسان بالسعة حين يفتح شقتين على بعضهما. فأنت حين تفتح غرفتك أو "سجنك"؛ سوف تأخذ من سعة أخيك وتعطيه من سعتك. نحن نحتاج جميعا أن نفتح بيننا غرف قلوبنا؛ فنرى ونحس الاتساع. نحتاج أن نفتح ونكشف أحلامنا فنرى الإمكان والمشترك فنطبق أحلامنا على الأرض. نحن نحتاج أن نفتح ضمائرنا، فتنقى وتصفى تحت أشعة شمس الشفافية والوضوح. نحن نحتاج أن نفتح مشاعرنا فيزول الكبت والخوف والهاجس. الانفتاح هو الحل؛ فالانفتاح يعني الشفافية. ولنتخلص من كل قفل؛ فالانغلاق ينمي فينا الخبث. --------------