كتب : محمد عبد الحميد انتشرت فى السنوات الاخيرة القنوات الفضائية المصرية الخاصة وفى كل قناة منها يطل علينا فى المساء مذيع شهير لينقل لنا وجهة نظره الشخصية فى أحداث تؤثر على الدولة كلها وتصنع فى كثير من الاحيان سياستها الخارجية بل وثؤثر الطريقة التى يتعامل به هذا الاعلام مع تلك الاحداث على مصالح مصر وعلى امنها القومى وتحدد بدرجة كبيرة اتجاه الرأى العام الدولى نحو مصر احداث كثيرة تعامل معها الاعلام المصرى الخاص بطريقة طفولية بدأت القصة بمباراة مصر والجزائر منذ سنوات فى تصفيات كأس العالم وقتها نجح الاعلام الرياضى المصرى بقيادة مدحت شلبى الغندور وغيرهما فى اثارة الرأى العام المصرى وتعبئته وشحنه ضد الشعب الجزائرى وتصوير المباراة وكأنها حرب طاحنة بين عدوين لدودين وتسببت هذة الحملة فى كراهية شديدة للشعب الجزائرى وتوتر كبير فى العلاقات بين البلدين.
كان من الطبيعى نتيجة لهذة التعبئة ان تنتهى المباراة بكارثةفى مدينة ام درمان السودانية فازت الجزائر ونال الفنانون والمطربون المصريون الذين سافروا لتشجبع الفريق نالوا (علقة سخنة) على ايدى مشجعى الجزائر والسبب اعلام ساذج.
فى الايام الاخيرة مر علينا حدثان مهمان تعامل معهما الاعلام المصرى الخاص بطريقة الشحن والتعبئة ايضا الحدث الأول هو مقتل مصرى على يدى شاب كويتى بشكل بشع دهسا تحت عجلات السيارة الحادث اليم واصابنا جميعا وطالبنا بالقصاص لكن الاعلام المصرى الخاص نعدى ذلك الى حدود السب والشتم اننا لانريد فى لحظة انفعال ان نخسر الجميع وفى النهاية الشعب الكويتى شعب عربى شقيق يعيش على ارضه الاف المصريين خاصة وان الحكومة الكويتية القت القبض على القاتل وتعهدت بمحاكمته
الحادث الاخر هو سقوط الطائرة الروسية فى سيناء وقيام روسيا وبغض الدول بتعليق رحلاتها الجوية الى شرم الشبخ وعلى اثر ذلك شن الاعلام المصرى الخاص حملة شرسة على هذه الدول وخاصة روسيا ونال الرئيس بوتين نصيبه من السباب والشتائم ولو وضغنا انفسنا فى مكانهم لاتخذنا نفس الاجراء ولكن يجب نعرف ان روسيا هى الصديق الاكبر لنا هذه الايام بعد ان وضح لنا موقف امريكا وتربطنا بروسيا علاقات قوية منذ الخمسينات من القرن الماضى فقد شاركوا فى بناء السد العالى ومصانع الالمونيوم وغيرها ولانريد من اعلامنا الخاص ان يتعامل مع كل الاحداث بلغة العاطفةغير مدرك للاثار السلبيةعلى علاقات مصر الخارجية
ظروفنا الاقتصادية لبست جيدة ونتحدى الارهاب فى سيناء ونحتاج فى هذه المرحلة الدقيقة اعلاما يتصف بالعقل والحكمة لايهول ولايهون بل يضع الاشياء فى ميزانها الصحيح ويعى معنى كل كلمة ينطق بها ويفكر كثيرا قبل ان يقرر الكلام.