بقلم: زهراء عبدالقادر
وجدت بعض الاشياء التي يجب علي ككاتبة ان اوضحها تتعلق بفكرة التحرر الان
الكثير منا يجهل معني التحرر
والكثير لديه خلط بين الحرية الفكرية وبين التحرر
من بعض القيود الاخلاقية والسلوكية التي فرضها عليه مجتمعه وهي ليست حالة ينتقل اليها الانسان ليصبح حرا وكثير من الناس يعتقد انه اصبح حرا لمجرد انه غير فكرة
أو مجموعة افكار اساسية الا انه في حقيقة الامر رهين القيود التي فرضتها علي ايدلوجية يتبناها.
ففكرة التحرر نفسها فكرة انسانية تتعلق بالانسان نفسه
.لا بالفكرة التي يتبناها
وطرح هذا الموضوع للمزيد من الوعي نحو التحرر الفكري
الذي قد يعتبره الكثير انحلال اخلاقي خاصة من وجهة نظر دينية وبالاخص عندما تكون صاحبة الموضوع امراءة
وجهة نظر ضيقة لا تقتصر علي المتدين فقط
بل تشمل الملحدين واللادينيين ليس الكل
انما البعض
الذي لم يتحرر بعد من الكثير من الجوانب الاخري من التحرر الفكري التي سأعرضها وفق ما اراه
ولد الطفل ويختار اهله اسمه ويختار له الدين ويختار له المذهب
والمؤكد ان تكون له جنسية تبعية علي والده او والدته حسب قانون المكان الذي يولد فيه وايضا يكون لونه وشكله مقارب لاحد
والديه ويختار والده اللغة التي يتحدث بها
وايضا يختران له الفكر والمعتقد الذي سيلازمه
طول عمره وفوق كل هذا وذاك يختران له المكان
الذي سيعيش فيه ونوع الاكل الذي يأكله وينشأ علي عادات وتقاليد يعتبرها هذا
الطفل من المسلمات التي لا تناقش والمدرسة التي يرتادها للتعليم
كل هذه الامور نعدها ونعتبرها من المسلمات التي لا تنكر والتي لا تناقش
وليس بالامكان سماع اي نقد
لاي امر من هذه الامور ولكن هذا الطفل حينما يكبرسيواجه الاختلافات والمتغيرات التي امن بها وعاش عليها فسيجد اديان غير دينه ومذاهب غير مذهبه
وعادات وتقاليد عكس كل ماتربي عليه يجد انسانا اخر يخالفه فيها فلذا يترك بعض اولياء الامر اولادهم دون ان يعلموهم ثقافة
تقبل المخالف لك واحترام حياته ورغباته وماتربي عليه
ومايريده لنفسه وايضا دون ان يعلموهم ان هناك من يخالفنا وهناك من نخالفه وعلينا ان نحترمه
ويحترمنا ونتقاسم معه العيش الكريم بعيد عن كل ما يسبب تشتيت أجواء الحياة الكريمة ويتناسي الوالدين
ان يعلما اولادهما بأن لا يلتفتوا لأمور الخلاف مع اي طرف بل عليهم
ان يهتموا بالأمور التي تجمعنا ولا تجعلنا نعادي بعضنا ونكره بعضنا ويوجد من الاهالي من يزيد الاستبداد والظلم علي الابناء وخصوصا البنات
حيث انها طموحة يختارون لها كل رغباتها التي تتمناها لنفسها
ويحرمونها من تحقيق طموحها الذاتي
لتحقق رغباتهم يريدونها آلة لا تفكير لها رغم ان الله ميز الانسان عن باقي المخلوقات بالعقل والتفكير وحسن التدبير
ويتحول الاولاد والبنات الي حالة من الجمود الفكري ولا يحسن احد منهم التفكير وتأتيهم حالة عدوانية وحقوده اتجاه من يخالفهم .
والاختلاف يبدو واضحا حتي بين المتحررين من الدين والتحرر من الدين هو مجرد عنصر من عناصر التحرر الفكري اما العناصر والجوانب الاخري فأحداها التحرر من العادات والتقاليد انه من السهل ان يتحرر المرء من الدين ولكن الغالبية العظمي تظل تؤمن باتباع عادات وتقاليد المجتمع التي لها سيطرة علي عقل المرء وتبقي جذورها متوغلة لدرجة يصعب عليه التخلص منها ومن يحرر فكره منها يتهم بنقص في عقله او انحلاله التحرر من العادات والتقاليد لا يعني ان نمشي عراه او نشرب الخمر حتي نفقد الوعي ونرتكب الجرائم ولا يعني عدم احترام شعور الاخرين انما نتحرر بدرجة متزنة لا نحرم انفسنا من ممارسة حقوقنا وفي الوقت نفسه نحفظ حقوق ومتطلبات مجتمعنا بدرجة تلزم من حولنا احترامنا من خلال سلوكنا واسلوب حياتنا
وهناك من يعتقد ان التحرر الفكري هو تحرر جسدي
انا مع التحرر الفكري ولكن ضد التحرر الجسدي التي يؤدي بنا الي كوارث فأنا احترم نفسي واحب ان يحترمني الاخرون ولم افكر يوما ان تكون شهرتي أو جمعي للمال علي حساب ان افقد احترامي لذاتي
وقد تكون هذه الامور متاحة في الالفية الثانية الا اننا في عام 2016 ونحن بأحضان التكنولوجيا من يجهل معني التحرر الا ان هذا الجهل لا يوجد له اليوم اي مبررات فنجد كل ما هو مخالف علي ما تربينا عليه وهذا لا يعني انهم علي حق واننا علي باطل
ولا يعني العكس بل يجب علينا تفهم الخلاف بيننا وبين باقي البشر هذا الخلاف ليس سبب للعداء بل هو للتنوع واختيار الانسب وعلينا ان نترك للحرية الفكرية مجالها ونجعل كل انسان يختار ما يناسبه او ما يريده لنفسه لنخلصهم من بلاء كثير من الامور ولا نتدخل في اختياراتهم في الزواج ولا الدراسة ولا العمل ولا السكن ولا الفكر الجديد الذي يتبناه لنفسه لو لم يجد من موروثاته ما يناسب عقله واختياره ببساطة لانه انسان