جولة فى قلب الاحدات التى تمر بها المنطقة العربية
بقلم/ ايمن حامد
بعدما مرت المنطقة العربية بخريف قاحل وجاف إلا من دماء عربية ذكية …راح ضحيته ما يقرب من مليون عربى . وتساقطت معه اوراق التوت التى كشفت مايتربص بالامة العربية من اخطار … ليتكشف لنا الاعداء
هناك ثلاثة اعداء مباشرين يضمرون لنا كل كره وحقد … وهناك ايضا ادوات لهم للاسف من ابناء جلدتنا
اما عن الاعداء فهم:
1ـ العدو الصهيونى
2ـ العدو الايرانى
3ـ العدو التركى
واشدهم خطرا الان هو العدو الايرانى وذلك لما يكنه للعرب من عداء وحقد تاريخى … فأبناء واحفاد فارس لم تسقط من ذاكرتهم ابداً أن العرب هم من هدموا قواعد وبنيان الامبراطورية الفارسية فى أوج قوتها وانتصارتها … فلقد انتزع العرب الاراضى العربية التى كانت تحتلها الامبراطورية الفارسية وهى العراق والشام والساحل الغربى للخليج العربى ويشمل الكويت والامارات وقطر وسلطنة عمان … كما كانت تحتل اليمن ايضا حيث كان ولاء ابرهة الاشرم لبلاد فارس … وايران تريد عودة هذه الدولة تحت سيطرتها من جديد … فهى بالفعل اصبحت تتحكم فى مصير العراق وسوريا .. وتحاول فى اليمن من خلال عصابة الحوثين وعبد الله صالح … وطبعا تستغل ايران تأجيج النزعة المذهبة الطائفية لتحقيق اغراضها الاستعمارية … وتم انسياق العرب لصراع طائفى تم هندسته فى طهران … اما عن مصر فهى تدرك تماماً المخطط الايرانى وارادت التصدى له بإنشاء قوة عربية موحدة ذات طابع قومى عربى للوقوف امام اطماع القومية الفارسية لإعادة امجاد الامبراطورية الفارسية من جديد … ولكن للأسف لم تدرك المملكة السعودية المخطط بعد … وانساقت للمخطط الايرانى الذى جعل الصراع طائفى كى يحقق اغراضة … هذا طبعا لقلة الخبرة السياسية للقائمين على أمر المملكة حاليا.. فالملك سلمان لم يمارس السياسة قط فى حياته .. فما هو إلا حاكم لمدينة الرياض يماثل محافظ القاهرة بمصر … ووزير خارجيته ما زال طفل سياسى ولم يرقى أن يكون رجل سياسة بعد
لذلك انساقت المملكة للصراع الطاائفى واستبدلت القوة العربية التى ارادتها مصر بقوة سنية مكونة من دول لا ناقة لها ولا جمل فى هذا الصراع
….
نعود للمصير الايرانى فى صراعة ضد العرب عموما
ايران كانت فى عهد اوباما المشئوم كان يخطط لها ان تكون الشرطى الامريكى الذى يحظى بتأيد غربى وروسى وامريكى قوى … بمعنى ان ايران كانت على وشك تحقيق ما تطمع الية وتخطط له
الأن بعد أن تبدلت الامور بفعل الشعوب وتراجع دور النخبة السياسية فى تحديد مصائر العالم … وانتهاء زمن العولمة … وبداية زمن الانكفاء على الذات وبدأ ذلك بتصاعد الاتجاة اليمينى خلال السنوات الماضية … وتجلى ذلك فى خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبى … ثم فوز ترامب فى الانتخابات الامريكية الاخيرة … وفوز اليمين فى البرتغال واخيرا فى فرنسا منذ ايام قليلة … هذا جميعه يصب فى خروج دول العالم الكبرى من أى صراعات قادمة فى العالم وانكفائها على شئونها الداخلية …. وتحجيم أى دور اقليمى لأى دولة اخرى بالعالم
فمثلا نجد تقارب امريكى روسى غير مسبوق بعد فوز ترامب …. كذلك تصريحات من الكثير من العواصم الاوروبية أن روسيا ليست عدو وانه يجب التقارب معها وطبعا سيكون ذلك على حساب العلاقات الروسية الايرانية الوطيدة فستكون فاتورة التقارب الروسى الامريكى الغربى على حساب العلاقات الروسية الايرانية … بمعنى ان ايران قد اكتسبت عداء ترامب وفقدت الحليف الروسى فى ذات الوقت …
لذلك سنجد تراجع خلال الفترة القادمة والتى ستمتد لسنوات عن الاطماع الايرانية فى المزيد من الدول العربية
… لذلك كان سرعة ادراج الحشد الشعبى بالجيش العراقى بناء على رغبة ايران لتثبيت الامور فى العراق على ما هى عليه الان ومحاولة الاحتفاظ بالمكاسب التى تحققت لها فى العراق وسوريا
…..
اما عن الدور العربى الذى نتمناه جميع هو الاستماته فى استغلال الظروف التى تهيأت بإرادة الله فى استخلاص العراق وسوريا من بين انياب الذئب الايرانى
……
وقد بدات مصر ذلك بالفعل فى العراق كمقدمة لخطوات على الطريق الصحيح
ومتوقع أن يحل الدور المصرى فى سوريا محل الدور الايرانى وذلك بحنكة مصر السياسية لاسترجاع سوريا العزيزة على قلب كل مصرى
….. اما عن العدو التركى سيكون موضوع المقال القادم إن شاء الله
ثم نختتم بالعدو الصهيونى إن شاء الله