الكاتب : رعد التميمي
ظاهرة إطلاق العيارات النارية من الظواهر الخطيرة والمتفشية في المجتمع العراقي، حيث أصبحت كل مناسبة حزينة كانت أم سعيدة سبب وداعي لإطلاق العيارات النارية التي غالباً ما تؤدي الى إزهاق الأرواح البريئة وطالما يكون هناك العديد من الضحايا الذين يتساقطون بسببها.
الدكتورة حنان العبيدي الباحثة الاجتماعية واستاذة علم الاجتماع في جامعة بغداد فقالت : تعوّد العراقيون على ممارسة هذا التقليد منذ نحو 50 عاما ، وهذا بسبب الحروب المتكررة وتعوّد الذات العراقية على الاطلاق واعتبارها من اساليب التهديف المهمة وانها حالة للتعبير عن الفوز والانتصار والمكسب ، وهذه الحالة من الصعب ان نقتلعها بقرارات حكومية ، فحتى الطفل تعلم هذا وصار يحاكي الكبار ، وهي ليست تعبيرا انفعاليا محمودا ولكن منعها لا يأتي بسهولة ، فهذا الامر صار محل تفاخر وتباهي بعدد الاطلاقات التي تطلق والتي تقدم كفضل على الناس الذين قام هذا الشخص بالرمي للتعبير عن ابتهاجه بالمناسبة التي عندهم، وهذا صار تقليدا اجتماعيا ، حيث من لايطلق العيارات النارية في المناسبات يعده الاخرون بخلا وعدم اكتراث وعدم تقدير لاصحاب المناسبة وكثيرا ما يمكن سماع قول ان فلان قال انه (افرغ كذا شريط)، حتى تحولت هذه الحالة الى تقاليد اجتماعية تمثل جزء من الشخصية او ربما من الهوايات .
ويقول الشاعر ابراهيم زيدان أن ظاهرة إطلاق الأعيرة النارية هي:” اسوأ عادة موروثة ، لان اجدادنا اعتادوا في افراحهم واتراحهم ان يطلقوا الرصاص لاعلام الاخرين بوجود مناسبة لديهم، وانتقلت هذه العادة بشكل كبير حين كان صدام حسين يطلق الرصاص من مسدسه وبندقيته بالمناسبات ، حتى صارت لغة الرصاص هي المعبر الوحيد عن الفرح والحزن ، وحين سادت عسكرة المجتمع في زمن صدام صار منظر المسدس والبندقية امرا مألوفا واليوم صار الوضع اسوأ بكثير ، فغياب القانون الرادع وراء هذه المظاهر السيئة التي يذهب ضحيتها الابرياء بسبب رصاصهم الطائش”.
اما الاعلامية سرى الراوي فقالت : انا اعتبر اطلاق العيارات النارية ظاهرة غير حضارية وهي دليل على عدم وعي الشخص لان الفرح والحزن لا يترجم باطلاق العيارات النارية ، فهناك امور كثير نستطيع من خلالها ان نعبر عن مشاعرنا سواء في الحزن او الفرح ، فهناك من يعتبرون العيارات النارية تعبير عن فرحه لذلك يطلقونها ، اما في الحزن فهم يعتبرون العيارات النارية ظاهر لانتشار خبر الوفاة وهذا حسب اعتقادي اسلوب غير صحيح لان ضرره اكير من نفعه ان وجد فيه نفع . واضافت : انا اعتقد ان للاعلام دورا مؤثرا في هذه القضية وعينا كأعلاميين ان نقوم بمساندة السلطات من اجل التنبيه الى السوء الذي تجلبه هذه الظاهرة واعتقد ان قتل انسان جريمة حتى وان كان القائم باطلاق الناري لايدري فهذا يعفيه من المسؤولية امام الله .
من الجميل ان يعبر كل واحد منا عما بداخله من مشاعر الفرح أو الحزن بشكل جميل وسليم وحضاري لان من القبيح ان يعمل على ايصال تلك المشارع بنيران مشتعلة واصوات مرتفعة ومرعبة تهز الاسماع وترعب القلوب ما يخلف الحزن والألم بدل الفرح أو قد تزيد ذلك الحزن حزنا وألما، فالحرية هي حرية الرأي والعيش برفاهية لا ان نفعل ما يحلو لنا وما يسيء لحياة الآخرين.