من سلسلة مقالات الكاتب الصحفي اشرف المهندس( شياطين الإنس)و المركب اللى تودى
استعمل العرب كلمة «قبط» استناداً إلى الكلمة اليونانية «إ جبتوس» بأن نزعوا كعادتهم اللاحقة الأخيرة (الواو والسين) فاستبقوا «إجبت» ونطقوها القبط، تمييزاً للمسيحى فى مصر عن مسيحيى الشام والعراق الذين كانوا يسمونهم: النصارى.وهى بالمناسبة تسمية غير دقيقة، ولكنها مأخوذة من التعبير القرآنى الذى يشير إلى أن الحواريين (تلاميذ المسيح) هم الأنصار، حسبما ورد فى الآية القرآنية.. (.. كَمَا قَالَ عيسى ابن مريم للحواريينَ منْ أنصارى إلى الله قال الحواريون نحنُ أنصار اللهِ..).
كان العرب إذن، من قبل الإسلام ومن بعده، يسمون المسيحيين فى مصر (القبط) بصرف النظر عن مذهبهم العقائدى،
إذن، فالتسمية ذاتها (القبطية) هى تسمية عربية إسلامية، ولم تكن تفرق بين أتباع الكنائس المصرية. ولما استقرت مصر بيد عمرو بن العاص، وبعد فتحه (الثانى) لمدينة الإسكندرية التى غاظته كثيراً بسبب تمردها عليه، حتى إنه أقسم أمام أبوابها، بأن يهدم أسوارها.. قال: والله لئن ملكتها لأجعلنها مثل بيت الزانية (أى بلا أبواب، وغير حصينة) وقد قام بذلك فعلاً، فخرَّب سورها ونزع عنها البوابات، وعرض على أهلها الرحيل بما يملكون، إن أرادوا.فكان الأغنياء (الملكانيون) يرحلون عنها بممتلكاتهم بحراً إلى بيزنطة وبقية أنحاء أوروبا، بينما يمكث فيها الفقراء (اللاخلقيدونيون، اليعاقبة، المونوفيست، المرقسيون) فرحين برحيل أعدائهم فى المذهب الدينى، مهما أخذوا معهم من أموال وممتلكات.ومن هنا، فيما أظن، جاء التعبير المصرى الشهير الذى لا يزال يتردد على الألسنة إلى اليوم، كلما رحل عنا شخص أو جماعة غير مأسوف على رحيلهم: المركب اللى تودى!