اسليدرالرياضة المحلية

اسلام الحامدي , قصة قصيرة ( الحاكم الغبي ) .

ب / اسلام الهاشمي الحامدي .

في الماضي ، في الشمال بالقرب من القطب الشمالي ، وفي قرية صغيرة من دولة ( فلاندا )
ولد طفل صغير يدعي ( جاك ) في اسرة فقيرة فقيرة جدا , مكونه من اب وام و خمس اولاد , حيث ان كان ( جاك ) رقم سته واصغر اخواته , كان يعاني من حرمان شديد في قرية فقيرة , تعمل علي الزراعه في فصل الصيف و في الشتاء تصدر للمدينة الدواجب و الابقار , كانت نشأتو ذات طابع ديني في البداية .. كان يذهب الي الكنيسه باستمرار حيث انه تعرض للضرب اكثر من مره علي يد اطفال اكبر منه سنا حقدا منهم علي مكوثه في الكنيسه و الصلاه والدعاء لفترات زمنيه طويله جدا .

كبر وكبر معه الغل و الحقد وكان يخفي ذلك عن العامه , حيث قرر الالتحاق بالكلية الحربية , لينال الاحترام من الجميع عندما يرتدي الزي العسكري .

التحق بالكلية العسكرية واكتاز الاختبارات الطبيه و البدنيه وتخرج من الكلية وعمل في مجال الدريس , وذالك بسبب النقص الذي يعانيه من احترام العامه له , فالان اصبح ضابط ومعلم يخشاه الجميع ويحترمه ايضا .

قامت حرب داميه بين ( فلاندا ) و ( النرويج ) و خسرت بلدته الحرب و تم احتلال المواني البحرية لها , وعند وصول تلك الاخبار الي الحاكم اصيب بازمة قلبيه حاده وفارق الحياة .

قامت قوات الجيش والقادة بترقية ( جاك ) حيث انه عمل في مجال الاستخبارات و اصبح ضابط كبير له اسم و مكانه في الجهاز و في المجتمع و امام العامه .

بعد موت الحاكم , قام ثلاث اشخاص بترشيح انفسهم الي الانتخابات ..

الاول كان من خلفية عسكرية و الثاني كاهن كبير و الثالث رجل اعمال , اما عن الرابع فلم يلتحق بالترشيح فقد كان فلاح بيسط ولكن له شعبيه كبيرة وسط العامة ولكن وجدة في الحظيرة منتحرا ولا احد يعلم السبب , فلقد قام ( جاك ) بدورة علي اكمل وجه .

بالطبع فاز في الانتخابات من يملك خلفية اكبر و خلفية عسكرية , وعد الناس بانهار الخمر و العسل و قام بارجاع المواني المحتله من خلال التفاوض , وقام باغراق الدولة بالديون , حتي ان خرج الشعب علية , وطالبو بعزلة امام القصر الرئسي له فقام بالانتحار خوفا من الحبس.

رشح نفسة للانتخبات الكاهن ( البير ) وفاز بحكم البللاد من خلال كلامه المعسول و كالعادة العامه تخدع من خلال الدين ,  وقام الكاهن بتعين , ( جاك ) رئيسا للمخابرات .

زاد الفقر و زاد معدلات البطاله حتي ان ثار الشعب علي الكاهن , فقام ( جاك ) بالانقلاب علية , وعين نفسه رئيسا للبلاد , وقام بكوارث لم يرتكبها احدا غيره .

قام ( جاك ) باحتكار جميع السلح لصالح قوات الجيش لضمان ولائهم له , وعمل علي افقار رجال الاعمال , وقام ايضا بالسيطرة علي كل شئ في الدولة , واذا كان الاحتكار بدون تحطيط ومن اجل الهيمنه فقط , صبح تدميرا بطئ للاقتصاد .

عمل علي اعتقال من يعارضه و عين نفسة ملكا بدلا من رئيسا , وجلس علي الكرسي واقسم بانه لم يقوم من عليه الا اذا فارقت روحه جسدة رغما عنه , وان قبل ولدة بتولي حكم البلاد فلا مانع لديه .

ولكن ما كان يخشاه هو شيئا واحد فقط , ماذا يفعل اذا قامت العامة بثورة عليه , اين المفر ؟!

تحول من رئيس الي حاكم و حاكم غبي ..


و غبي هنا
, تعني عدم الفهم بل تعني عدم استيعاب التاريخ وعدم التخطيط الجديد للمستقبل وديكتاتوريته .

تولى السلطة بعد قتل الكاهن و الحاكم الشرعي في البلاد بدم بارد ، وسيطر على مقاليد الحكم هو من كبار القادة الضباط في الجيش , روج لنفسه وعزل كل أولئك الذين شاركوا في الانقلاب , حتي ان أنفرد بحكم البلاد, حتي ان وزير الداخلية ووزير الدفاع خطط لأغتيالهم وفشلت العملية فعزلهم من مناصبهم.

اغرق الدولة في الديون و اغرق الاقتصاد محليا و عالميا عن عمد ! اضاع قيمة العملة المحلية , وقام بشراء اسلحة كثيرة تجاوزت اكثر من مليار لكي يشتري بها شرعية لحكم البلاد , وبالمقابل قام بالاقتراض ليغرق الدولة في الديون اكثر فاكثر وحتي ان يرضي عنه اسيادة ومن يتحكمون في الاقتصاد العالمي ومن يملون المال .

قام بخصخصة الشركات والمصانع الوطنية  وبيعها لمن يدفع اكثر له , ولم يكتفي بل قام ايضا بالتخالي عن الارض والتاريخ مقابل المال .

قام بالكثير من المشاريع الغير مثمرة التي اهلكت الدولة واغرقتها في الديون , مما جعله يقترض اكثر و يغرق في الديون اكثر فاكثر , حتي ان تم اهمال ملفات مهمة مثل الصحة والتعليم وخلافه , فرض الضرائب المبرره والغير ممبره لكي يلهي الشعب في دوامة الحياه,
عم الفساد في المجتمع وزادت الرشوة  و كثر الاستيراد وانعدم الانتاج والتصدير .

______________________________________________

فشل ايضا في الملف السياحي بغبائه وغباء معاونيه , معاونيه الخونه الذين يسربون اسراره و اسرار الدولة لمن يدفع اكثر فهم عبيد للمصلحة و كلاب في جمع المال القزر من صناديق القمامة النتنه .

زاد معدل البطاله و قلت اليد العاملية و ضاعت العملة وغرقت الدولة في القروض و الديون , مما وضعه في مأذق شديد ! الا وهو ثورة الجياع و مطالبة المواطنين بحقوقهم في الدولة من ثروات و معادن طبيعيه , بعد ان طال حكمة لأكثر من عشر سنوات ولم ينتج او يفعل شئ واحد نافع للدولة . فشل في جميع الملفات و مازال مستمر في حكم البلاد .

 

طبع عملة جديدة ووضع عليها صورته , وامسك ابنائه وبناته وظائف سيادية داخل مؤسسات الدولة , انتشر الفساد من اعلي السلم وصولا الي اسفل السلم , قام بأعتقال جميع معارضية , قام ايضا بأغلاق القنوات الاخبارية , قام بأسكات جميع الافواه التي تعارضه , سواء اعلام او صحافة , او حتي فنانين , قام بهدم المسارح قام ب~أحراق الكتب قام بقتل الكتاب وقام ايضا باعتقال الشباب .

وفي احدي الايام شعر بخطر يقترب منه , نعم ! انها دولة اخري بالجوار حدث فيها مظاهرات !! ماذا يفعل لبقاء حكمه !! سوف يبقي عليه حتي وان قتل اقرب الناس اليه.

اقترح عليه مساعده بأن ياتي ب ( حكيم القرية ) فهو رجل بلغ شعره الابيض خاصره وبلغت لحيته قدمية , ولكن هو يعيش بالطبع في احدي معتقلات الحاكم السرية , فاراد ان يترك صراحه بشرط ان يساعده علي الاستمار في الحكم بأي ثمن .

 

أحضر الحارس (الرجل الحكيم) ووقف بين يد الحاكم . فقال له الحاكم:
فلتعلم يا هذا قد عفونا عنك ! ولكن عليك بتلبه شروطنا والا قطعنا راسك !

اريد ان احيا ابد الضهر في الحكم , دون اعتراض احد .


اعتدل الملك بظهره علي كرسيه , وهو ينظر الي الراجل الحكيم في نظرات حاده مميته , مسح الرجل الحكيم علي وجهه ثم اردف :
حسنا يا مولالي , لك ماشئت ولكن ! علي اولا تفقد احوال الرعية , لكي اوصف لك الدواء الصحيح , دواء الحكم الابدي .

__________________________________________________

خارج اسوار القصر العالية , يمشي الرجل الحكيم في الطرقات يشق طريقه الي سوق النخاسه لتفقد احوال الرعيه , ويتبعه الحرس للحفاظ علي سلامته و مراقبته ايضا .

اثناء تجوله في السوق , علم الرجل الحكيم من العامه , بأن الحاكم قام بفرض الضرائب و قام بالبطش وظلم الكثيرين وادخل البلاد في ديون , وعلم ايضا انه قام برفع اسعار جميع السلع , وبات المواطن بدون عمل و بدون مأوه له وبدون مستقبل ايضا .

اتخذ الرجل الحكيم اعلي الجبال في البلاد ملاذ امن للتفكير بعمك ولكشف المدينه من اعلي نقطه والتفكير ماليا في الوضع الحالي .

عاد الرجل الحكيم للبلاط الملكي ووقف بين يدي مولاه و انحني له ليس احتراما بل خوفا من بطشه .

امره الملك بالتحدث فقال الرجل الحكيم :
عليك اولا بتأمين مستقبلي فلم اعيش مثل ما مر من عمري , وعليك ايضا بضمان مسكن و زوجه و اعطائي الكثير من الذهب فالقادم اصعب مما يعيشه شعبك الان يا مولالي .

وقف الملك وهو ينظر له في تعجب ثم نظر للوزير و اقترب من الرجل الحكيم وهمس له قائلا : انطق بما اريد والا اريتك ما لا تحب .

ابتلع الرجل الحكيم ريقه ثم اردف :
لقد فرضت الضرائب و رفعت اسعار جميع السلع و اغرقت البلاد في الديون , قمت بقمع الرأي المخالف لك وقمت ايضا بأعتقال الشباب , قمت بتقسيم خير البلاد علي الحرس الخاص بك و حاشيتك , حتي اغنياء البلده قمت علي افقارهم و تجويعهم وسلب ممتلكاتهم , قمت بأغتيال مساعديك في الانقلاب علي الملك الحقيقي و قمت بوضع بعضهم تحت الاقامه الجبرية , اصبح الشعب جميعا تحت خط الفقر , وانت تضحك و تلهو .

امسك به الملك بقوه ثم قال :
اعلم يا هذا جميع ما سبق ! اريد الحل الان . هل تملك حالا !؟

قال له الرجل الحكيم :
اريد اولا ان اتزوج و ان اسكن في افضل مكان , وبعد ها سوف اخبرك بالحل .

__________________________________________________

وبالفعل تزوج الرجل الحكيم , وانجب طفلا , وعلم زوجته وعلم تلاميذه امور كثيره يجهلونها في بلد الفقر و الظلم والقهر , علمهم انهم اصحاب البلد الحقيقيون وليسو عبيدا لاحد , علمهم انما كلما زاد الفقر كلما زاد الفساد , علمهم ان الحق هو من ينتصر في النهايه , علمهم ان يحيا المرء بكرامه و يموت دفاعا عن ارضه وعرضه .

وصلت اخباره للملك بعد ان ضاق صدره ووضعه امامه وامره بالتحدث عن الحل فورا .

علم الرجل الحكيم ان نهايته قد اقتربت , فمهما كنت قريب للظلم و الظلمه فأنت اول من يضحي به الظالم , ثم اردف :
عليك ببناء حصن منيع في الصحراء بعيدا عن عامه الشعب , لكي تضمن لك و لحاشيتك السلام و الامن , وان حاول احدهم بالثوره عليك فسوف يجد اسهامك في قلبه من اعلي مكان في الحصن وهو في الطريق اليك .

ابتسم الملك و نظر الي وزيره وضحك ضحكات عاليه, لم يضحكها من قبل ثم اردف :
اقطعه رأس هذا الكلب .

بعد موت الرجل الحكيم بتهمت الخيانه , لم يصدق تلاميذه ما قيل من البلاط الملكي واعمل الملك عن بدأء بناء حصن منيع في الصحراء وقام بفرض ضرائب جديده علي عامه الشعب و قام بالاقتراض لكي يبني الحصن المنيع الذي يحميه من الشعب .

قامت زوجه الرجل الحكيم وهي تحمل رضيعها وتسير في الطرقات و تصراخ في الماره وهي تقول : اوقفوا العاصمه الجديدة ! اوقفوا العاصمه الجديدة !.

حتي ان انهال عليها الحرس بالضرب بالعصا ووقعت ارضا وفارقت روحها جسدها ومازال الرضيع يرضع من صدرها , وقف الحرس في زهول بعد ان وجدوا اهل القرية , يحيطون بهم وهم يشطاطون غضبا من مقتل زوجه الرجل الحكيم , حاول الحرس فض الجمع بالقوي ولكن ! انهال عامه الشعب عليهم بالضرب حتي قتلوهم وهم يرددون ( اوقفوا العاصمه الجديدة , اوقفوا العاصمه الجديدة ) وقام العامه بالتجمهر حول القصر الملكي وهم يهتفون ضد الملك و ضد حصنه الجديد ) ..

ارتجف الحاكم في قصرة من شده الصوت حيث انه نظر حلوله فلم يجد سوي وزيرة فقال له :
لقد قتلت الرجل الحكيم , فماذا افعل الان ؟! هل تستطيع ان تحل محله يا وزيري .

_________________________________________________

ابتسم له الوزير ثم اردف :
نعم يامولاي , الحل بيسط وسهل .

فقال له الملك :
فما هو ؟!

فقال له الوزير :
تجتمع بعامه الشعب وتخبرهم انك قمت باعتقال الفاسدين بعد محاربتك للفساد سنوات في صمت , وهؤلاء هم من كان ينهب ويسرق خيرات الدولة , حتي يهداء الجميع , وتخبرهم ايضا , بانك سوف تعيد للعامه كل الاموال التي سرقت من خلال منح علي الرواتب , وبالطبع سوف نجمع ما انفقنا من خلال الضرائب , ولكن بعد ان ..

ابتسم الملك و قال :
بعد ان ننتهي من العاصمة الجديدة .

صفق الوزير بكفيه و قال :
نعم يامولالي نعم .

_____________________________________________________

في صباح اليوم التالي , اجتمع الملك بالجماهير و قال لهم :
اخواني واخواتي , لقد ازاح الرب الغشاوة من علي ام عيني و استطتعت ان افرق بين الخير و الشر الباطل و الحق , فبعد سنوات من البحث اكتشفت الفساد الذي يريد للعامه ولنا الهلاك , اكتشفت كبار موظفي الدولة الفاسدين , وهم يجمعون في بطونهم نار , نار سوف يسالهم الرب عليهم من قوت الشعب , لقد سرقونا افقرونا , جعلوكم عراية , والان هم في السجن المشدد ينتظرون حكم الاعدام , نظرا للجرائم التي ارتكبوها في حق الدوله و حقكمم , وسوف اقوم باعطاء جميع فئات الشعب المال الذي تم نهبه من خلال منح علي الراتب الشهري , والرب يشهد علي كلامي .

انقسم الحضور الي نصفين , نصف صاح يغني ويهتف باسم الملك و النصف الاخر لم تنطلي عليه تلك الخدعه , ويعلمون بانه قاتل لعين و فاشل و حاكم غبي .

حتي انه كان يوجد في الحضور بعض القادة صغار السن كانو يشاهدون تلك المهزله في صمت واردف احدهما قائلا :
هو يظن انه سوف ينجي بحياته بعد اكتمال العاصمة الجديدة ولكن نحن له بالمرصاد , فهو لا يصلح لقيادة حظيرة خاوية من البهائم .

وانصرفوا في صمت و اكمل باقي الحضور الهتاف للملك .. عاش الملك عاش الملك .

بداء بالعمل بسرعة شدية علي الانتهاء من العاصمة الجديدة لانها سوف تكون الملاز الامن له

قام ببيع اسهم الشكات الحكومية للدول الغنيه مما اغضب الكثير من العامة , عمل علي رفع الدعم وفرض الضرائب , علي امل ان يفقد العامل الامل في النجاه , عمل علي نشر الاخبار بانه يفتح باب الهجرة للعامه للتخلص من الشعب , ولكن دول الجوار رفضت ذالك , فاغلق المجال علي العامه اكثر فاكثر و ذادهم بطش و طغيان و فرض ضرائب و فرض قبضته الامنية اكثر من ذي قبل .

الحاكم الغبي هو فقط من يعتقد بانه يستطيع ان يقضي علي العامه و ان ينفرد بالحكم , لا يعلم الحكام ان العامه هم اصل الدولة وعمودها الفقري و رمانه الميزان لاستقرار اي دولة و لاستقرار اي حكم , بعضهم يعتقدون انه الفائزون بالجنه ونعيهما ولكن الشعب بالمرصاد , وكما ضغط علي الشعب اكثر فاكثر و لم تسمع صوت لهم فلا تفرح كثير , فاجتنب الطيب اذا غضب .
______________________________________________
تمت

اسلام الحامدي

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى