
إيران تواجه أزمة اقتصادية غير مسبوقة، حيث أصبحت الفساد، سوء الإدارة، ونهب ثروات الشعب السمات الأساسية لحكم النظام. تهيمن المؤسسات الاقتصادية التابعة للولي الفقیة علي خامنئي، إلى جانب مؤسسات لحرس النظام، على القطاعات الحيوية في البلاد، مما أدى إلى تدمير الاقتصاد وارتفاع معدلات الفقر والبطالة. في ظل هذه الأوضاع، باتت الاحتجاجات الشعبية تتصاعد في مختلف المدن الإيرانية، تعبيرًا عن الغضب الشعبي المتزايد ضد سياسات النظام الفاشلة.
وفي مشهد، خواف، وبردسكن، أضرب موظفو مراكز الاتصالات عن العمل احتجاجًا على الفساد المستشري في قطاع الاتصالات. يطالب المحتجون بإلغاء الشركات الوسيطة الفاسدة، توقيع عقود مباشرة، تنفيذ خطط تصنيف الموظفين، وصرف المستحقات المتأخرة لعدة سنوات. العمال أكدوا أنهم سيواصلون الإضراب والتجمعات الاحتجاجية حتى تحقيق مطالبهم، في خطوة تعكس تصاعد الوعي العمالي بمواجهة الفساد.
في برازجان، محافظة بوشهر، تجمع المتضررون ماليًا من مشروع إسكان إيثارکران الحكومي، احتجاجًا على تأخر تسليم منازلهم رغم مرور سنوات على دفعهم الأموال المطلوبة. المشروع، الذي كان من المفترض أن يوفر مساكن لمئات العائلات، توقف دون أي مبرر، وسط اختفاء الأموال وعدم محاسبة الجهات المسؤولة. المحتجون أكدوا أنهم لن يتوقفوا عن احتجاجاتهم حتى استعادة حقوقهم.
وفي دزفول، حي مدرس، خرج العشرات من المغبونین الذین خدعهم ماليًا صندوق خاتم في مظاهرة أمام النيابة العامة، مطالبين باستعادة أموالهم التي سلبتها المؤسسة المرتبطة بحرس النظام. هذا الصندوق، كغيره من المؤسسات المالية التابعة للنظام، استولى على أموال المواطنين تحت وعود كاذبة، ثم تهرّب من المساءلة مستغلًا نفوذه داخل السلطة القضائية الفاسدة.
وفي طهران، نظم عدد من المعلمين تجمعًا احتجاجيًا أمام وزارة التربية والتعليم، تنديدًا بعدم تنفيذ الحكومة وعودها بتقديم الشهادات المهنية التي وُعدوا بها بعد سنوات من الخدمة. هذا الاحتجاج يعكس التمييز والإهمال الحكومي بحق المعلمين، حيث يتعرض قطاع التعليم لمزيد من التهميش بسبب السياسات الفاسدة للنظام.
وواصل العاملون في مستشفى ميلاد بطهران احتجاجاتهم ضد تدني الأجور، بيئة العمل السيئة، وتجاهل مطالبهم من قبل السلطات. الأطباء والممرضون أكدوا أن النظام لا يوفر الموارد اللازمة لتحسين الخدمات الصحية، بينما ينفق المليارات على دعم جماعاته الإرهابية في الخارج، في وقت يواجه فيه المواطن الإيراني تدهورًا حادًا في الخدمات الطبية والمعيشية.
المليارات تُهدر على الإرهاب بدلاً من إنقاذ الاقتصاد
بينما يعاني الشعب الإيراني من الفقر والبطالة والتضخم، يواصل النظام إنفاق مليارات الدولارات على دعم الجماعات الإرهابية في الخارج. حرس النظام الإيراني يموّل حزب الله في لبنان، الحوثيين في اليمن، الحشد الشعبي في العراق، والجماعات الموالية له في المنطقة، مما زاد من عزلة إيران وأدى إلى فرض مزيد من العقوبات الاقتصادية. هذه السياسة لم تجلب سوى المزيد من المعاناة والفقر للإيرانيين، الذين يدركون اليوم أن ثرواتهم تُسرق لتمويل الحروب والتخريب خارج حدودهم.
في ظل انسداد الأفق السياسي والاقتصادي، لم يعد أمام الشعب الإيراني خيار سوى مواصلة الاحتجاجات. كل يوم يزداد الغضب الشعبي، ومع استمرار الأزمات، من المتوقع أن تتوسع الاحتجاجات وتصبح أكثر تنظيمًا وتأثيرًا. الأيام القادمة ستشهد تصعيدًا جديدًا، حيث يدرك المواطنون أن الحل الوحيد لإنهاء معاناتهم هو مواجهة النظام الفاسد حتى إسقاطه.