أخبار عاجلةأهم الاخباراخبار التعليماسليدر

استغاثة الى السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي..

احجز مساحتك الاعلانية

مها عبد العزيز

سيدي الرئيس..
السلام عليكم ورحمة الله بركاته..

نحن أولياء امور مدارس الراهبات والرهبان التابعة للأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية لم يغفل لنا جفن منذ عشرة أيام.. ولا نبالغ.

نقسم لكم أن القلق على مستقبل أولادنا وهم كل أملنا أصبح ينهش فينا ولا نجد من يطمئننا فلجأنا إليكم وأنتم ولينا من بعد الله لنبث لكم شكوانا آملين أن يتسع صدركم وقلبكم لهمومنا.

لقد قام سيادة وزير التربية والتعليم بإقرار نظام التعليم الجديد على رياض الاطفال والصف الاول الابتدائي رغبة منه في النهوض بالتعليم في مصر. ولقد استبشرنا خيرا نظرا لما لمسناه مما سمعنا منه من إيجابيات هذا النظام الذي يخفف الكثير والكثير عن عاتق صغارنا.

ولكننا فوجئنا بصدور قرار إلغاء المستوى الرفيع من هذه المدارس بحجة تخفيف عبء دراسة لغة أجنبية عن أولادنا وعدم تأثير لغات أخرى على لغتهم الأم، وذلك على الرغم من أن هذه المدارس أثبتت على مدار تاريخها الطويل أنها قادرة على تخريج طالب يجيد الفرنسية والإنجليزية ومن قبلهم العربية بقوة وطلاقة وتمكن شديد دون أن تؤثر أي لغة فيهم على الأخرى.

فكاتبة هذه الرسالة على سبيل المثال خريجة إحدى هذه المدارس.

لقد قمنا بإلحاق أبنائنا وبناتنا بهذه المدارس وبعضنا تخرج منها بالفعل بل وتخرج منها بعض من آبائنا. فهي مدارس عريقة يمتد تاريخها في مصر لنحو ١٥٠ عاما قامت خلالها بتخريج أجيال كاملة كانت بمثابة رمانة الميزان في المجتمع المصري وحلقة الوصل مع العالم الخارجي ومصدر فخر لمصر وللمصريين في الداخل والخارج دون أي يؤثر ذلك على هويتهم أو يضعفها؛ فمنهم الوزراء والسفراء والعاملين بحقل الأعمال والإعلام، ومنهم أيضا أعظم المترجمين الذين لولا وجودهم لما ازدهرت حركة ترجمة العلوم أو الأدب.

بالإضافة لذلك فإن هذه المدارس هي الرافد الرئيسي لأقسام اللغات المختلفة بالجامعات المصرية من آداب وحقوق وتجارة وإعلام. لقد كان هؤلاء الخريجين ومازالوا يمثلون أصالة مصر وحضارتها وثقافتها وفكرها المنفتح على الغرب دون أن يغرق فيه أو ينتمي إليه.

إن هذه المدارس رغم تبعيتها للأمانة الكاثوليكية إلا أنها لا تفرق بين مسلم ومسيحي لا في إدارتها ولا بين طلابها.

فأكثر من ثلثي الملتحقين بها مسلمين ولم نلمس يوما أي كره أو بغضاء فيها. فهي بالعكس تنمي مفاهيم الحب والتسامح والإخاء ونبذ التعصب والسمو بالاخلاق الحميدة وعدم التفرقة ما بين المسلم والمسيحى.

إن هذه المدارس تقوم على التعاون والحب والعمل الجماعى منذ الصغر وعلى التربية القويمة المستقيمة الحسنة والقدوة الطيبة والمثل العليا، وعلى الاحترام والتقدير، وعلى ترسيخ سلوكيات ومبادىء نفتقر وجودها فى أى مدارس أخرى ارتفعت او انخفضت تكاليفها او مستواها التعليمى…

إن هذه المدارس موجودة بمصر منذ قديم الازل ويصعب إلغائها بشكل فجائي ودون توفير بديل على الأقل لمن يدرسون فيها باللغة الفرنسية.

فهذه المدارس تتميز بانها تدعم اللغة الفرنسية مما أتاح عبر سنين عدة وجود مصر على الخريطة الفرانكوفونية الدولية مع دول أفريقيا وذلك لإجادة هؤلاء الخريجين للغة الفرنسية بجانب الإنجليزية والعربية بطلاقة؛ مما نمى أواصر التواصل بين مصر وأفريقيا والعالم الفرانكوفوني فسمح لمصر باستضافة جامعة سنجور الفرنسية الأفريقية والجامعة الفرنسية بالقاهرة.

سيادة الرئيس..
إن إلغاء المستوى الرفيع بهذه المدارس يضرب كل ذلك في مقتل ويهدد مستقبل كنا نطمح فيه لأولادنا في ظل صحوة مصر تحت قيادتكم الرشيدة. فما المانع ان تظل مدارس الراهبات والرهبان على مسلكها وسياستها الخاصة التي أثبتت نجاحها على مدار ١٥٠ عاما؟ نحن نؤكد لكم أننا نرحب بالمنظومة التعليمية الجديدة، لكننا فقط نرجوكم أن تفسحوا المجال لهذه المدارس كي تستمر في إثراء وجدان وثقافة وكيان مصر كما كان دوما عهدها.

جدير بالذكر أن عدد هذه المدارس فى مصر يبلغ ١٧٥ مدرسة تخدم حوالى ١٥٠ الف طالب وطالبة بغض النظر عن ديانتهم.. كذلك يعمل فى هذه المدارس جيش جرار من المعلمين الاكفاء المشهود لهم ويصل عددهم إلى ٧٠٠٠ معلم و معلمة، بالإضافة للإداريين والفنيين والعمال.

ولقد علمنا أن سيادة الوزير قام بالفعل بإعادة المستوى الرفيع الخاص باللغة الإنجليزية في المدارس التجريبية ومدارس اللغات في صورة كتاب +connect.

فماذا عن مدارسنا التي يتم فيها تدريس اللغة الفرنسية كلغة أولى؟ وما هو عدد الساعات الذي سيتم اعتماده لدراسة المستوى الرفيع حيث أن الوزير كان قد أقر ب٤ ساعات فقط وهو عدد غير كاف لدراسة مستوى رفيع للغة.

إن قرار سيادة وزير التعليم يمحو القوة الناعمة التى تحافظ على رقى المجتمع وتحضره.

فكيان مصري صميم يتعرض بالكامل لهزة عنيفة.. المدارس التى طالما خرجت لمصر قامات كبرى يشغلون أعلى المناصب و المراكز مهددة فى كينونتها.

سيادة الرئيس..
رجاء حار من كل أولياء امور مدارس الراهبات والرهبان الذين يحلمون بمستقبل مشرق لأولادهم فلذات أكبادهم يضعونه بين يديكم الكريمتين كملجأ لنا وملاذ من بعد الله، آملين أن تنظر لنا ولأولادنا وهم أولاد مصر وأولادكم بعين العطف والأبوة حتى لا يتحطم حلمهم ويصبح سرابا..

أولادنا أمانة بين أيديكم سيدي الرئيس نستودعكم إياها بعد الله عز وجل.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

#ضد_إلغاء_المستوى_الرفيع_الفرنسي
#لا_لإلغاء_المستوى_الرفيع_الفرنسي
#لا_لإلغاء_المستوى_الرفيع_لمدارس_الراهبات

رئيس التحرير

المشرف العام على موقع العالم الحر

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى