تمكنت القوات المسلحة اليوم السبت، من إحباط عملية إرهابية كبرى في وسط سيناء، حاولت خلالها مجموعة من العناصر الإرهابية يبلغ عددها 14 فردا منهم عدد 4 يرتدون أحزمة ناسفة.
وقال بيان نشره المتحدث العسكري للقوات المسلحة على الصفحة الرسمية «فيسبوك»، إن العناصر الإرهابية كان جميعها مسلحًا بالبنادق الآلية والرشاش المتوسط وأر بى جي، فشلت في اقتحام أحد معسكرات القوات المسلحة بمنطقة وسط سيناء.
واستغلت العناصر بحسب البيان، فترة وحالة الظلام المصاحبة لتوقيت الفجر، إلا أنه نتيجة ليقظة وانتباه عناصر الخدمة والحراسة، تم منعهم والاشتباك معهم بمختلف الأسلحة ووسائل النيران المتاحة.
وأدى الحادث إلى مقتل جميع العناصر الإرهابية وعددهم (14) فرد حيث أسرعت العناصر التى ترتدى الأحزمة الناسفة بتفجير أنفسهم بمحيط المعسكر فنتج عن ذلك استشهاد عدد 8 أفراد من القوات المسلحة، وإصابة عدد 15 فردا آخرين بإصابات مختلفة نتيجة لتطاير الشظايا.
الهجوم الإرهابي الأخير، أظهر تطورا نوعيا في عقل الإرهاب، فالآلية التي نفذت بها العملية التي وقعت فجر اليوم السبت، في تقدم عناصره من الانتحاريين «الانغماسيين» لمحاولة فتح ثغرات تستطيع من خلالها بقية العناصر الدخول إلى المعسكر، أكدت عدة مؤشرات.
أولها، إن لجوء عناصر أنصار بيت المقدس لهذا النوع من العمليات جاء للتغلب على النقص العددي، الذي يواجهه التنظيم نتيجة نجاحات القوات المسلحة في سيناء في العملية الشاملة، بحسب مراقبون فإن التنظيمات التي تلجأ لهذا الأسلوب، تعتمد بالأساس على أسلوب «النكاية والشوكة» وهو يعني إيقاع أكبر عدد من الضحايا بأقل الخسائر.
النجاحات دفعت التنظيم الإرهابي إلى إعادة التفكير في استراتيجياته الإرهابية فابتعد عن «المواجهة المباشرة»، وانتهج العمليات الانتحارية عبر مفارزه الأمنية، بعدما كان يعتمد على القناصة مسبقا وهو ما تبين في عدد من إصداراته السابقة.
كان التنظيم يعتمد ضمن الخطط الجديدة لاستراتيجياته «القنص» إلا أن العملية الشاملة في سيناء قضت على أكثر من 95 % من العناصر المدربة وقيادات التنظيم، وبالتالي فإن أغلب العناصر المشاركة في العمليات الإرهابية في الوقت الحالي من هيكله الإداري السابق كالزكاة.
وأظهرت العملية أيضا، فقرا في تسليح التنظيم، فلم يعد لديه من الإمكانات والخبرة التي كان يمتلكها سابقًا، وهناك مؤشرات أخرى، أهمها في بحث التنظيم عن نقاط للعودة مرة أخرى، بعمليات تستهدف معسكرات لقوات الجيش ومحاولة فتح بؤر جديدة في وسط سيناء، خاصة في ظل المطاردات المستمرة للبؤر الإجرامية في شمال سيناء.