حصرى لــ"العالم الحر"

استجابة لنداء الوطن يستجيب الدكتور رمضان عاشور

احجز مساحتك الاعلانية

كتب د حازم مطر
استجابة لندء الوطن يقدم الناشط ضد التنمر الدكتور رمضان عاشور حسين مدرس الصحة النفسية بكلية التربية بجامعة حلوان بحث بوستر بعنوان ظاهرة التنمر الإلكتروني Cyber bullying ضمن انشطة الأسبوع البيئي لكلية التربية بجامعة حلوان المنعقد ابتداء من 21/2/ 2016

تعد ظاهرة التنمر قديمة جدًا، وحتى وقت قريب نسبيًا لم تكن محط إهتمام الباحثين، وقد بدأ الإهتمام بدراسة تلك الظاهرة في الدول الإسكندنافية التي تنبهت إليها وأولتها الإهتمام بالدراسة على يد العالم الكبير أوليوس، غير أنه ومنذ عقد الثمانينيات وبداية التسعينيات جذبت قضية التنمر انتباه دول أخرى متقدمة مثل بريطانيا وهولندا وأستراليا وأسكتلندا وإيرلندا وألمانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية واليابان وكوريا، وتشير نتائج الدراسات الأجنبية أن نسب إنتشار ظاهرة التنمر بين الأطفال في المدارس في الدول المتقدمة تتراوح ما بين (5-35%)، وفي الدول النامية ما بين (9-56 %).
وكنتيجة طبيعية للعصر التكنولوجي، وما واكب ذلك من تطور هائل في وسائل التواصل الاجتماعي مثل فيسبوك وتويتر وانستجرام وغيرها، ونظرًا للإستخدام السيئ، وعدم وجود رقابة من قبل البعض لهذه التكنولوجيا ظهر التنمر الإلكتروني، الأمر الذي بات يشكل خطر على أبنائنا.

المقصود بالتنمر:
يرى أوليوس Olweus (1993) أن التنمر المدرسي هو أفعال سلبية متعمدة من جانب تلميذ أو أكثر – المتنمر أو المتنمرون- يقصد بها إلحاق الأذى بتلميذ آخر أو تلاميذ- الضحية أو الضحايا-، وتتم بصورة متكررة وطول الوقت، ويجد الضحية صعوبة في الدفاع عن نفسه، ويتضمن التنمر وجود خلل في ميزان القوة بين المتنمر والضحية، بالإضافة إلى تكرار الحدوث ولفترة طويلة ومن المحتمل تكرارها في المستقبل. ويقوم المتنمر بهذه السلوكيات لتأكيد النفوذ والسلطة، فهي ممنهجة ومتكرره (Ayenibiowo, Akinbode, 2011; Farrington, Ttofi, 2010 ). فهو سلوك مخيف ومهين ومذل يثير الخوف ويسبب الضرر الجسدي والوجداني (VanDAMME, (2012. فهو سلوك تسبقه نية مبيته، وقصد متعمد لإيقاع الأذى والضرر بالضحية بهدف إخضاعه قسرًا أو جبرًا في إطار علاقة غير متكافئة ينجم عنها أضرار جسمية ونفسية (لفظية- غير لفظية) وجنسية بطريقة متعمدة في مواقف تقتضي القوة والسيطرة على الضحية.
المقصود بالتنمر الإلكتروني:
يعتبر المعلم الكندي “بل” هو أول من صاغ وعرف مصطلح التنمر الإلكتروني على أنه استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات لدعم سلوك متعمد ومتكرر وعدائي من قبل فرد أو مجموعة والتي تهدف الي إيذاء أشخاص آخرين، وقد تم تعريف التنمر الإلكتروني لاحقا عندما يتم استخدام الإنترنت والجوالات أو الأجهزة الأخرى لإرسال أو نشر نص أو صور بقصد إيذاء أو إحراج شخص آخر. ويُعرف التنمرالإلكتروني في المعاجم القانونية Cyber Bullying & Legal Definition كأفعال تستخدم تقنيات المعلومات والاتصالات لدعم سلوك متعمد ومتكرر وعدائي من قبل فرد أو مجموعة والتي تهدف الي إيذاء شخص آخر أو أشخاص آخرين، وكذلك استخدام تقنيات الاتصالات بقصد إيذاء شخص آخر، وكذلك استخدام خدمة الإنترنت وتقنيات الجوال مثل صفحات الويب ومجموعات النقاش وكذلك التراسل الفوري أو الرسائل النصية القصيرة بنية إيذاء شخص آخر، ومن الأمثلة على ما يمثله التنمر الإلكتروني تشمل الاتصالات التي تسعى للترهيب والتحكم والتلاعب والقمع وتشويه السمعة زورا أو إذلال المتلقي، الأفعال متعمدة ومتكررة وذات سلوك عدائي بقصد إيذاء شخص آخر.
ويذكر سميث وآخرون Smith et al. (2008) أنه يقصد بالتنمر الإلكتروني عدوانية الفعل أو السلوك التي تتم باستخدام الوسائل الإلكترونية من قبل جماعة أو فرد مرارا وتكرارا وعلى مر الزمن ضد ضحية لا يستطيع الدفاع عن نفسه أو نفسها بسهولة ومنها إستخدام الهواتف المحمولة وشبكة الإنترنت، وقد ركزت معظم الدراسات السابقة على إنتشار التنمر الإلكتروني من خلال الرسائل النصية والبريد الإلكتروني. ويتفق معهما كل من هندوجا وباتشين Hinduja & Patchin (2008) بأنه الضرر المتعمد والمتكرر للآخرين من خلال استخدام أجهزة الكمبيوتر والهواتف المحمولة، وغيرها من الأجهزة الإلكترونية. وقد تم تعريف التنمر الإلكتروني من قبل المجلس الوطني لمنع الجريمة National Crime Prevention Council (2011): عندما يتم استخدام الإنترنت والجوالات أو الأجهزة الأخرى لإرسال أو نشر نص أو صور بقصد إيذاء أو إحراج شخص آخر. ويعرفة سلونج وآخرون (Slinje et al. 2012) بأنه الإعتداء المنهجي للسلطة، والذي يحدث من خلال استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
ويعرف رمضان عاشور (2016) التنمر الإلكتروني :Cyberbullying بأنه تعمد وتكرار عن قصد ونية مبيته لإساءة استغلال وسائل التواصل الاجتماعي (فيسبوك)، في إيذاء الضحية أو الضحايا من خلال أساليب مختلفة تشمل التخفي الالكتروني، المضايقات الالكترونية، القذف الالكتروني، المطاردة الالكترونية
المتنمر الإلكتروني Cyber bullies: يقصد به شخص أو عدة أشخاص يقومون من خلال الحساب الإلكتروني عبر فيسبوك بإيذاء الضحية أو الضحايا من خلال عدة أساليب تنمرية إلكترونية تشمل التخفي الإلكتروني، المضايقات الإلكترونية، القذف الإلكتروني، المطاردة الإلكترونية.
الضحية الإلكترونية Cyber victims: يقصد بها الضحية أو الضحايا المعرضين للتنمر الإلكتروني عبر حساباتهم على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك.
المشاهد الإلكتروني Cyber audience: وهو فرد أو مجموعة من المشاهدين للتنمر الإلكتروني عبر حساباتهم الشخصية عبر موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، وربما يكون أصدقاء للمتنمر أو الضحية أو كليهما أو من العامة.
إنتشار ظاهرة التنمر الإلكتروني:
أصبحت ظاهرة التنمر الإلكتروني تمثل مصدر للقلق الإجتماعي، ولذا قد زاد إهتمام العلماء بها في مجال العلوم الاجتماعية والسلوكية، فهي صيغة جديدة من صيغ التنمر، فقد نشأت في الآونة الأخيرة، وأصبحت أكثر شيوعًا، من خلال إتجاه البارعين من الطلبة في أمور التكنولوجيا إلى الفضاء الإلكتروني لمضايقة أقرانهم Patchin, & Hinduja, 2006)). فتشير نتائج دراسة Li, Qing, 2006)) التي أجريت على عينة مكونة من (264) من المراهقين بأن نسبة (50%) تعرضت كضحايا للتنمر الإلكتروني، ونسبة (50%) يعرفون شخصًا بالمدرسة يقوم بالتنمر الإلكتروني، وما يقرب من نصف مخاوف الإنترنت تستخدم الوسائل الإلكترونية لمضايقة الآخرين، وأظهرت غالبية العينة أنهم لم يبلغو الراشدين بوقوعهم ضحايا للتنمر الإلكتروني، والذكور كانو أكثر عرضة للتخويف وممارسة التنمر الإلكتروني، في حيث أظهرت الأناث بأنهن أكثر عرضة لإعلام البالغين من نظرائهن من الراشدين بأنهن تعرضن للتنمر الإلكتروني، وهذا ما وجدته نتائج دراسة Byrdolf, 2007)) حيث أظهرت شيوع التنمر الإلكتروني عبر وسائل الإعلام الإلكترونية، فهي من المشكلات المتنامية في المدارس المتوسطة والثانوية في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وطبقًا للمؤسسة الوطنية للعلوم The National Science Foundation (2011) يزداد معدل التنمر الإلكتروني مع التقدم في العمر من خلال مرحلة الطفولة والمراهقة، بحيث يشكل مشكلة أكبر في المرحلة الثانوية مما كانت عليه في المرحلة الإعدادية، فالعمر الزمني عامل كبير في إنتشار التنمر الإلكتروني. ووجد (Robert, S. Tokunaga, 2010) أن نسبة (20-40%) من الشباب أفادو بتعرضهم للتنمر الإلكتروني على الأقل مرة واحدة في حياتهم، ويرى جوستين Justin Patchin المدير المشارك لموقع مركز أبحاث التنمر الإلكتروني أن الأرقام أعلى من ذلك بكثير، فضحية التنمر الإلكتروني لا تريد أن تضع نفسها في هذا المربع. ويتم التنمر الإلكتروني باستخدام التكنولوجيا الإلكترونية، وتشمل تكنولوجيا الأجهزة الإلكترونية والمعدات مثل الهواتف المحمولة وأجهزة الكمبيوتر، والأجهزة اللوحية، وكذلك وسائل الاتصال بما في ذلك مواقع وسائل الاعلام الاجتماعية، والرسائل النصية، والدردشة، ومواقع الانترنت، ومن الأمثلة على التنمر عبر الإنترنت، الرسائل متوسط النص أو رسائل البريد الإلكتروني، والشائعات التي ترسل عن طريق البريد الإلكتروني أو نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، والصور المحرجة، وأشرطة الفيديو، والمواقع، أو ملامح وهمية. فمن خلال الوسائل التكنولوجية الحديثة كالإنترنت وأجهزة المحمول وألعاب الفيديو، حيث يمكن إستخدامها في إرسال الرسائل غير المرغوبة ونشر الشائعات عبر صفحات الإنترنت، فأظهرت نتائج دراسة (Smith et al. 2005) التي تم تطبيقها على عينة مكونة من (92) من المراهقين ممن تتراوح أعمارهم من (11- 16) سنة من (14) مدرسة مختلفة بلندن، أن (22%) كانوا من ضحايا التنمر الإلكتروني، ونسبة (5-6%) قد تعرضن للتخويف عبر الانترنت خلال شهرين ماضيين من تطبيق الدراسة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى