بقلم / سعيد الشربينى
كذب من قال أن مصر دولة فقيرة . بل هى اغنى بلاد الكون . هى من تربع على عرشها ( يوسف ) عليه السلام . هى من قال عنها (خزا ئن الارض . فهو لها آمين مكين ).
هى البلد الاكثر ذكرآ فى كتاب الله بخيراتها وثرواتها ونيلها وارضها وجنودها وشدة بأثها وآمنها وآمانها .
كل ما فى الامر أنها تمر من حين لآخر بحالة من الاعياء بالحمى نتيجة صراعاتالمتربصين لها . والمعتدين والغادرين على ابنائها من الداخل والخارج .
ولكن الله دائمآ وابدا يرسل لها من ابنائها المخلصين اللذين قال عنهم ( النبى )صلى الله عليه وسلم : خير اجناد الارض . ليعمل على سرعة شفائها من ثقمها . ويدحض الارهاب فى ربوعها . ويحارب الفساد فى جيوبها .
ولكن كل ذلك يحتاج منا الى تدافر الجهود ومساندة القيادة السياسية بأن نكون جميعآ درعآ يحمى ظهر الدولة المصرية .من الفساد الذى تفشى بجسدها عبر العصور الممتدة التى مرت بها فأن كثرة عدد اللصوص تصيب بالاعياء وتصيب شعبها بالفقر والعوز
فالغلاء الفاحش في أسعار السلع الأساسية، جعلني أنفض العملة المحلية بعنف، لعل اللصوص الذين سلبوها قيمتها يخرجون من داخلها، ولكن دون فائدة، فهم لصوص مدربون يسكنون العملة منذ الوقت الذي امتدت يد الحكومة للبنك الدولي والدول الصديقة، طالبة باسم الشعب دعم الفاسدين بمبالغ مالية كبيرة، تكفيهم لاستعبادنا عشرات السنين
هؤلاء اللصوص المفرخون حسب مواصفات الفساد، هم المسؤولون عن انتشار حالات الفقر والعوزوتقزم أبناء الشعب، وهم المسؤولون عن دوران عيون الشباب كأحجار الطواحين بحثاً عن ثقب إبرة يعبرون من خلاله إلى حياة مقبولة ومحترمة خالية من منغصات كابوس الغلاء اليومي الذي يطال قوت المعدومين والكادحين.
أولئك اللصوص الذين يمتصون دماءنا بحجة تنظيف جيوب ملابسنا من وسخ المال يتناسون أن المال الحرام الذي جمع عن طريق المكر والخداع ذائل، هؤلاء اللذين يحاولون ايهام الشعب بأنهم يحمون انفسهم بشراء عربات مصفحة تتعدى الملايين من الجنيهات . ويحمون انفسهم من الامراض والغلاء . هم انفسهم اللذين ينسجون كل يوم وليلة اثواب جديدة من اموال الشعب ويمرحون ويلهون ويآكلون ما يشتهون .
ولآنهم مدربون على ذلك فهناك لجان منبثقة من لجان تنتهى بهم فى المكان والزمان كا لجنة الخطة والموازنة التى اباحت واستباحت لهم اهدار ملايين من اموال الشعب وتشيد حولهم الحصون المنيعة من الفقر والغلاء والمرض .
الم تفكر: ولو للحظة هذه اللجان المنبثقة أن تضع فى خطتها أو فى اعتبارها ولو بند واحد من بنود العربات المصفحة والسيارات الفاخرة لتوفير بند الدواء وعلاج الفقراء والمعدومين من ابناء الوطن ؟
الم تفكر: هذه اللجنة بأن توفر بند من بنود الترفيه والسفر والفلات والاراضى والطائرات ..و .. و لدعم السلع الاساسية للمواطن ووضع تسعيرة جبرية للقضاء على جشع التجار ورفع المعاناة عن المعدومين ؟
الم تفكر: هذه اللجنة بدلآ من اهدار ملايين الحنيهات من دم الشعب لحماية بعض الافراد ووضعهم داخل بيتآ من الزجاج وعزلهم عن المواطنين خوفآ من انتقال العدوة لهم . بأن توفر بند لاصلاح التعليم وتوفير الخدمات الائقة للشعب داخل مستشفيات الفقراء ؟
الم تفكر : هذه اللجنة فى توفير تلك البنود المالية المهدرة لخزينة الدولة وتعيش حالة التقشف ويسيرون على الاقدام كما حدث فى الكثير من بلدان العالم عندما مرت بمثل هذه الظروف الاقتصادية القاسية . ويعيشون كما يعيش افراد الشعب ؟
أن الشعب المصرى لم يوليكم على ادارة شؤنه من أجل ان تنعموا وتلتفون بثياب ماله وتغاصون فى ثبات عميق على وسادة من حرير . بل ولاكم من اجل أن تكونوا آمناء على ماله وعرضه وارضه وسلامته . وان تكونوا عونأ للقيادة مخلصين من أجل التقدم والبناء ونعيد للوطن شموخه ورفعته
فتلك الحكومة التي تسعى لحماية مصالح الفاسدين دون محاسبتهم لا تتحرج عن خلق الأكاذيب والأعذار المضحكة مقابل تأمين مصالحها، فالثمن مدفوع من قوت كل مواطن.
فقد نسيت قول الله تعالى : ( حاسبوا انفسكم قبل ان تحاسبوا ..)
( اللهم احمى مصر وشعبها وزعيمها من كل سوء . وابعد عنها كل فاسد وظالم فأنت ارحم الراحمين .