اجرى الحوار _دكتور اشرف المهندس
فى لقاء وحوار مع الادبية السورية / جميلة نيال الشاعرة وصاحبة دار النشر المشتركة مع مصروحريصاً للعالم الحر
_ نبذة منك عن الموالد وحياتك وتعلقك بالادب والعلم
_ جذوري من مدينة حلب لعائلة مكافحة و بسيطة تلقيت العلم بالمدارس العامة لكن من حسن حظي أني وفقت بمعلمين رائعين كانوا يحبون لهفتي للعلم و حب الاطلاع عندي، و كانوا يشبعون نهمي للعلم بكل جد و حب للعطاء . و اعتقد انهم أول من يجب أن أشكرهم لسعيهم و جدهم و لأنهم كانوا المثال الرائع للمعلم المربي تنقلت بعدة مدارس كنت أحب الشعر منذ صغري خاصة و أن لوالدي بعض التجارب بالكتابة و التي كانت جميلة جداً بالإضافة للغته العربية التي كان يتقنها و يعشق منها الشعر القديم و الموزون الذي كان يسمعني منهم ما يحفظه ليترسخ ذلك العشق للغة و الشعر بداخلي و ينمو كبذرة صغيرة تستقي من هذا النبع الجاري كبرت و وصلت للمرحلة الاعدادية حيث نلت الشهادة منها درست السنتين العاشرة و التي تليها و توقفت لبعض الظروف فلم أستطع نيل الشهادة الثانوية أحببت الكتابة و كانت لي بعض المحاولات التي قوبلت ببعض الامتعاض نسبة لما يجب ان تتحلى به الفتاة من سمعة لا تشوبها أي شائبة ، نعم فكلمة حب مثلاً هي مصيبة حتى لو كانت على الورق و من محض خيال لا أكثر في هذا الوقت كانت لي بعض المحاولات الشعرية على شكل أبيات أو قصائد قصيرة توقفت عن طموحي بالكتابة لمدة 22 سنة و في وقت الأزمة التي حصلت بحلب تركتها مع زوجي و أولادي لأبدأ رحلة كانت كالخيال بالنسبة لي فقد وصلني حساب للفيس من صديقة أهدتني إياه و بدأت أبحر فيه بين المجموعات، أحاول البحث عن أشخاص يكتبون الشعر فتعرفت على شاب كان أول من أدخلني بالمجلات المتواجدة بكثرة على الفيس فتعرفت خلالها على عدة شخصيات رائعة، اكتسبت العلم منهم و فيها من زادوا إصراري على التعلم و اكتساب المعارف كتبت هنا الكثير من قصائد الشعر الحر ، حتى تعرفت على شاعر كان يعجبه ما أكتب فعلمني وزن العروض و أوزان الشعر و طريقة الإبحار فيها حتى أتقنت كتابتها و الغوص في أعماقها و شجعني بكتابة الشعر الموزون رغم عشقي للشعر الحر الذي أجد فيه راحتي بعدم التقيد بالأوزان و الشروط التي يفرضها الشعر الموزون فكتبت أول ما كتبت من الشعر المنظوم (هي وردة جفت حصون الشوك تغلبُ مَكره و تقارعُ الأصفادَ لا تتوعدُ يا جالب الأعذارِ أقبل بالهنا سترى الــظــلامَ بـصـوتـِهـا يــتـبـدَّدُ هي وردة كان الزمان يزفها هي لوعة فيها الروابضُ عربدوا حورية في البحر تسكن غادةً لكنها فيك الهوى تتوعدُ جميلة نيال على البحر الكامل) هذه كانت حياتي باختصار و بداياتي بالكتابة
_وماهى احلامك
_ أحلامي كبيرة و شغفي برفع الكلمة و مساعدة المواهب جعلني أبحث عن شريك يجاريني أحلامي عرضت الفكرة على الأستاذ رأفت الدلال بأن نعمل دواوين مجمعة للشعراء بأسعار قليلة على قدر مشاركتهم فنجمعها بكتاب واحد و نطبعه و نعرضه في الأسواق و نشاركه بالمعارض لنحقق حلم الشعراء الموهوبين الذين يحلمون بطبع و لو حرف لهم لندعم اسمهم و نرفع شأنهم وسط مجتمع الكتّاب أعجبته الفكرة و جاراني بطموحي . تعرضنا هنا لصعوبات كثيرة كان منها مرض الأستاذ رافت بالسرطان و معافاته الحمد لله بعد صراعه مع هذا المرض و كذلك ببعض العراقيل نتيجة لتعاملنا مع اناس سيئين للأسف كانوا سبباً بعرقلة مشروعنا و تأخير أول عمل لديوان مجمع للشعراء .قمنا بإعادة الطبع على حسابنا الخاص لنفي بعهدنا أمام أصحاب الكتاب المجمع و هنا قمنا بإنتاج أول ديوان مجمع بعنوان( قلوب نقية) كان مدفوع الأجر من قبل الكاتب بسعر زهيد جداً و بعدها انتجنا كتاب( بوح القلوب) الذي ضم أكثر من سبعين كاتب و كان هذا مجاني تماماً و بعدها جمعنا كتاب من عشرة أسماء أسميناه( درب الياسمين ) و الذي سيكون باكورة إنتاج((( دار العنقاء للنشر و التوزيع ))) خاصتنا التي أتممنا جميع أوراقها الرسمية و التي أفخر بكوني شريكة فيها مع الأستاذ رأفت الدلال التي نعمل على رفع شأنها بين دور النشر و نحاول استقطاب الكتّاب إليها لنكون العون الأول للموهبين من الكتّاب و من يحاولون الارتقاء بالكلمة و المعنى و قد أخذنا على عاتقنا أن نستمر بإنتاج الكتب المجمعة للموهبين من الشعراء و الكتّاب لدعمهم في مسيرتهم و تطوير مهاراتهم و اخيراً و ليس آخراً جديدنا كتاب مجمع آخر نعمل على جمعه للشعر العامي فقط و سيكون هديتنا للمصريين بعنوان ( عيون المها) طبعاً بين هذه الكتب قمنا بإنتاج كتب فردية أيضاً للأستاذ صفاء الدوري (صمت البنفسج) و للدكتور جراح بكير (عندما تبكي الكلمات) و للأستاذ خضر الفقهاء ( همسات عشق ) و تحت أيدينا كتاب للباحث و الموسوعي الدكتور محمد حسن كامل بعنوان (دموع الماس ) و كذلك كتاب للأستاذة روعة محسن الدندن (مشاعر صادقة) وكتاب للأستاذ صفاء الدوري بعنوان (ألم يضنيك اشتياقي) عدا عن بعض الكتب التي يتم الاطلاع عليها لبحث مواضيعها و العمل على إنتاج الأجمل و الأرقى منها لنجعل من دار العنقاء داراً يليق بها الاسم و منارة لكل من أراد الكتاب المفيد و الأنيق أيضاً.
_كيف التعامل مع الادباء واصحاب المواهب ومن يريد ان يخرج عمله للنور
_أحاول بكل طاقتي ان أدعم الموهبين من اجد فيهم بذرة الكاتب الموهوب و حذاقة المبدع و الشغوف للغة العربية فأحاول جاهدة دعمه و إمداده بالطاقة الإيجابية التي تمنحه القوة للاستمرار و كانت فكرة الكتب المجمعة المستمرة هي اساس العمل ان لا نتوقف عن فعلها و أن تكون متجددة دائماً و مستمرة حتى نوصل أكبر عدد من الموهبين إلى النور و كوني عضو متحكم بإنتاجات الدار فهذا يساعدني اكثر بدعم العدد الأكبر منهم و أكبر امنياتي ان اكون أول من يطبع لكل موهوب أول كتاب له و سأسعى لأصل إلى مرحلة طبع أول كتاب على نفقة الدار للموهوبين الذين نرى فيهم الأمل بالكاتب المثقف الذي يرتقي بالأدب و العلوم
_وهل تؤثر الأحداث فى سوريا على العمل ودور المرأة
_طبعاً أثرت الأحداث بشكل كبير على العمل و على الجميع عموماً . لم يكن التأثير قليلاًً أبداً فقد تأثرت جميع المستويات التجارية و العلمية و كل ما يمس الدولة من إنتاج زراعي أو صناعي أو ثقافي حتى فقد استهدفت الأحداث البنى التحتية للدولة و استنزفتها بشكل جائر و أثر هذا على الحركة الثقافية حيث توجهت بشكل كبير بين معارض و مؤيد و تاثرت الحركة الدرامية بشكل واضح جداً فأصبحنا نرى الأعمال الدرامية التي تحكي عن قصص مختلفة حدثت أثناء الأزمة السورية بكل تحدياتها و صعوباتها
_ماهى الفكرة المشتركة لدار نشر أن تكون مصرية وسورية _حقيقة أكثر مايعجبني هو هذه الشراكة و الاتحاد الرائع فمن فالكاتب السوري لديه رقم إيداع بدار الكتب المصرية و كتابه يطبع و يوزع بمصر و سورية معاً الامر جد رائع. تلاحم الشعبين و فكرة ان يكون المصري و السوري متعاونان و متوحدان في الثقافة و العمل معاً هذه الفكرة احببتها جداً منذ البداية انا سورية و شريكي مصري أقوم بعمل الكتاب و اجهزه مع كامل الإخراج و تصميم الغلاف بايادي سورية بحته و شريكي يقوم بالطبع بالمطابع المصرية و يقوم بالبيع فيها تلاحم رائع و تناسق أروع أجد فيه روعة التآخي و الانغماس فما فرقته السياسة نحققه نحن بالثقافة فالوحدة بين مصر و سورية كانت قديمة و نحن الآن ندعمها بعملنا سؤال
_هل المرأة السورية بنفس الطبع للمرأة المصرية
_ حقيقة لا أعرف أطباع المرأة المصرية لأنني لم أعاشرها لأطلق الأحكام عليها لكنني أعرف المرأة السورية المسؤولة عن عائلتها وعن وطنها أيضاً حيث نراها بكل المحافل ظاهرة بقوة و بعنفوان تبدع و تعطي بكل طاقتها و الدولة في بلدنا تدعم حقوقها و تعطيها تسهيلات كبيرة للظهور و الرقي بين مجتمع الذكور فنراها بين الأدباء و المثقفين موجودة بقوة و ساذكر بعض الشخصيات التي كانت لها بصمتها بمجتمعنا و هذه بعض الأسماء الكبيرة برأيي و كبيرة جداً لأنها أسهمت في صنع سورية و كانت جزء من تطور المجتمع فيها و كذلك نشر الوعي لدى المرأة السورية و المجتمع عموماً ( حياة ماري عجمي- ونديمة المنقاري- وجيهان الموصلي- وإلفة الإدلبي- وثريا الحافظ- وسلمى الحفار الكزبري- وليلى الصباغ- وجمانة الأحمد- ونجاح ساعاتي- وحيدة العظمة- ولوريس عازار- ومهاة فرح الخوري- وصال فرحة بكداش- وسعادة عبد الله- وسعاد محمد- ونجاح بيرقدار- وخالدة سعيد- ونجاح العطار- وعواطف الحفار اسماعيل- وسنية صالح- وكوليت خوري- وناديا خوست- وبشرى كنفاني- وصبيحة جلب- وليلى قصير- وغادة السمان- ومنى واصف- ورويدة الجراح- وسلوى كضيب)
_ماهى حالة حلب هذه الأيام
_حلب بدأت تعود لطبيعتها بعد ما مر عليها خلال الأزمة بدأت تعافيها مع وجود بعض الصعوبات و الحقيقة أني خرجت منها في أول الأزمة و لم أعد إليها بعد ووقت الأزمة كتبت قصيدة عبرت عن الأزمة وقتها حيث قلت فيها أبكيك يا حلب و في القلب لوعة أبكي شوارعك العتيقة أبكي أيامك حَلَب .. أبكيكِ يا مهجةَ المُقلِ يا شعراً غنّاهُ العربُ … باللهِ عليكم ارتحلوا فقد أصابنا أمرٌ جَللُ سرقتم الأحلامَ في وضحِ النَّهار عِثتمْ في حلبَ الفساد …. إلى أينَ المُستقَر و هل من ذلكَ مَفَرّ أبكيتمْ عيوناً أدمَيتم الحَجَر عيوناً كانت ترجو في حلب ترقبُ الأيامَ لتَصحو تناجي الصُّبحَ على مهلٍ تغنيهِ ءاهاتٍ حلب
_حوار رائع مع المراة السورية والعربية التى مازالت تثبت وجودها على الساحة وبالتوفيق لكى ولك امراة عربية
_في نهاية حديثي احب أن أتوجه إليك بالشكر الجزيل على هذا اللقاء الرائع و تمنياتي أن يعم الأمن و الأمان في كل البلاد و أن يبعد عنها يد الغدر التي تترصدها و تحاول إخفاء معالمها