الأدب و الأدباء

اخلع نظارتك السوداء

احجز مساحتك الاعلانية

كتبت سماء كمال
=====================================================

كم من مرات سقطنا فريسة للحظات أزهدتنا في كل ملذات وطيبات الحياة .. شعرنا بألوان الظلام الداكنة تتغلغل بداخلنا .. قربتنا من كهوف شعارها الإستسلام .. لا ننظر إلى الحياة إلا ونحن نرتدي نظارة معتمة سوداء .. نظارة لا ترى مباهج الحياة .. حتى أصبحت دون أن ندري منهجاً لرؤيتنا ورسالتنا في الحياة.

نتساءل دائماً في تعجب واستسلام كيف نبدء وكل بدايتنا نهايات؟؟!!

لحظات اليأس هي حالة فقدان للثقة والأمل والوعي بكل ما هو جميل حولنا .. لحظات تصم فيها الأذن عن أي كلمة أمل .. وتعمى القلوب حول أي نعمة نملكها أو حتى بريق نور ينير طريقنا.
في لحظات اليأس علاقات كتيرة تقطع وروابط جميلة تهدم .. وأمال كثيرة تموت ومشاعر أكثر تسقط.
في لحظات اليأس كثيراً ما ننطوي على أنفسنا .. نندم ونكره وننعزل .. نعيب الزمان والمكان والأشخاص والأحداث … وكأن القدر أتحد علينا .. وكأن الله خلقنا ليعذبنا .. حتى اللحظات الجميلة ننساها وندمرها وندمر معها كل ماتحويه من ذكريات نبيلة.

على الرغم من أن لحظة اليأس هذه قد تكون بداية لتحول جديد وولادة لحياة أجمل لم تخطر على البال وما استطعنا الوصول إليها سوى عن طريق هذا التعثر الذي ربما حدث بسببي أو بسببك دون أن ندري!!

فلا تيأس ولا تكره كل شئ حولك لتعثر ما حدث لك .. أو لمصيبة أصابتك .. يأسك لثقة زائدة في شخص ما .. يأسك من شئ فاق توقعاتك .. يأسك من وظيفة ذهبت منك .. فقدانك لحبيب .. أدمانك لشئ احبطك .. مكروووه اصاب عزيز عليك وشعرت أن الدنيا اسودت من بعده.

تتساءل دون وعي لماذا يحدث معي كل هذا؟؟
كل هذا حدث بسبب ولسبب .. ربما حدث بسبب تعلقك الزائد بهذا الشئ وأراد الله أن يردك إليه .. أو بثقتك الغير متزنة .. أو لإنخراطك في حياة الآخرين وتجاهلك لذاتك حتى فقدتها في خضم علاقاتك وانشغالاتك.

إذن فما هو الحل؟؟
الحل هو الرجوع لنقطة الإتزان وضبط ذاتك وعلاقاتك وتحمل أخطاءك وتقبل الهموم والأحداث والسماح لها بالمرور في هدوء وسكينة .. فقط قرب من الله عز وجل واطلب منه السند والعون واستجمع شتات نفسك وقف واثقاً من خطواتك وابدء من جديد بعقل حكيم يعالج الأمور بحكمة وإتزان.
عندما تقع في مشكلة ما أو تنصدم في شئ معين وقبلما تنغلق على نفسك داخل قوقعتك تذكر كم من مرات تعرضت لمثل تلك المشاعر ومرت وقضيت بأمر الله .. وكم من مرات انزلقت قليلاً وقمت بعدها في أقوى حالاتك.

حوّل هذا اليأس لورشة عمل .. رتب فيها اوراقك واترك اللوم والملامة وتوصل بالورقة والقلم لمنبت الخطأ .. وأياً كان السبب فبالتأكيد أنه درس ووجب عليك التعلم منه لا الإنزواء خلفه والتقوقع داخله.

قف كسابق عهدك وتحمل المسئولية وتقبلها كتحدّ .. اعترف بها دون جلد ذاتك وادرس نقاط ضعفك .. ثم اجعلها بداية لزوال الهم وتبعاته بإذن الله واعلم أن الله لم يخلقك ليعذبك ولكننا نحن سبب لما نحن عليه.

سيطر أنت على اللحظة ولا تجعلها تسيطر عليك وتفقدك كل ماهو جميل بداخلك وحولك وثق انها محطة وستنتهي ولا تعلق فيها كثيراً .. فقد رتب أوراقك وأكمل رحلتك …
وثق أنها ولادة جديدة للحظات أجمل بإذن الله

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى