كل يوم بيبقي حلقه جديده للبشر وهما رايحين جايين يقابلوا ناس ، يروحوا شغل ، نادي ، كافيه بس المشكله ان اللي بيروحوا مش حقيقيين ،، هما بيروحوا بأجسامهم بس !!!
اه اجسامهم بس ، يعني الشكل ولكن الصوت بقي بيكون الدوبلير اللي جوه كل واحد فيهم و هو اللي بيتكلم و هو اللي بيقول آراء و كل واحد فينا سايب دوبليره يمشيه .
بقينا عباره عن صوره والصوت متركب عليها ، بقينا حد غيرنا ومن كتر ما بقينا غيرنا وصلنا لإننا نسينا نفسنا وبعدنا عننا و وصل بينا الحال اننا نبقي رافضين نفسنا ، رافضين الحقيقي اللي فينا و قابلين المزيف اللي احنا صنعناه بإيدينا ، نسينا طعم الحقيقه و البساطه والروح اللي جوانا .
احنا كلنا بنحوش طاقه سلبيه كبيره قوي جوانا بسبب رفضنا لنفسنا وإنكارنا ليها و كلنا عاوزين نبقي مثاليين فصنعنا جوانا انسان تاني عشان نعجب اي حد نقابله .
بيقولوا المدمن شخص عنده مبادئ و ذكي جدا و عنده سرعة رد فعل و حسن تصرف كمان و … و …
احنا كلنا مدمنين علي فكره وده لان الادمان سلوك ، الادمان مش مخدرات زي ما الناس فاهمه وانا شايف ان اخطر ادمان هو ادمان الدوبلاج الذاتي ، الهروب مننا لغيرنا اللي احنا اصلا عملناه من وهم ملوش اي وجود غير ان خيالنا غلب واقعنا واحنا سلمناله ،
احنا عاملين بالظبط زي الطفل اللي عمل طياره من ورق و عاوزها تطير بيه ، بس الطفل وحده وحده فهم ان الطياره اللي هو عملها دي مش هتطير ولا هتتحرك لانها مجرد شكل لكن احنا بقي رافضين الواقع اللي الطفل ده فهمه .
طب يا تري الطفل اللي جوانا مكبرش ومفهمش ولا كبر واحنا اللي مش عاوزينه يفهم ، مش عاوزينه يفهم ان الخيال لا علاقه له بالواقع والمزيف عمره ما هيبقي حقيقي وعمرنا ما هنتقبله .
بعد كل اللي عملناه ده بقي اللي هو بإرادتنا بقينا مخنوقين وجوانا كبت و عمالين بندور علي نفسنا بس يا تري هنلم نفسنا دي تاني ازاي ؟!
الاجزاء اللي رميناها في الف مكان و الف موقف والف رد مكانش من جوانا والف ضحكه مكانتش في مكانها و الف فعل عملناه و احنا مش حاسينه يا تري كل ده هنلمه ازاي ونرجع تاني لنفسنا .
عارفين ؟!
مفيش حاجه اسمها له الف وش ،،، بس احنا اللي بنستخدم التعبير ده كتير واتعودنا عليه لكن مفيش حد له الف وش ، حتي لو بنقولها مجازاً غلط لان الحقيقه انها تتقال الف دوبلير مش الف وش .
ربنا خلقنا وكل واحد ليه وش واحد ، ملامح واحده ثابته مبتتغيرش .
” الصور كلها حقيقيه بس الصوت هو اللي تركيب “
لازم نقبل مننكرش عشان نعرف نعيش حقيقيين و ساعتها هنلاقي ان احنا زي ما كنا سبب وجعنا النفسي هنبقي المسكن النفسي الوحيد لينا .