اسليدرالأدب و الأدباء
أحمد فتحي رزق يكتب” غشيم فى بلاد حكيم (ظنون الملائكة)
الملك غشيم بن بهاريز بن هطلاويل

وبعد أن جلس الملك على عرشه بوصوله للحكم بالحديد والنار والقتل والدم والهدم والدمار
جلس يفكر مع وزيره الغبى كيف يستمر حكمة ؟
تفتق ذهن وزيره على طريقه يراها مثالية , وهى احضار بعض الراقصات والغانيات يصاحبهم الطبالون والمهرجين فى جميع الأنحاء و اطلاق شرب الخمر فى كل الأوقات ومضغ بعض النباتات المخدره لالهاء الناس عن الحكم ومشكلاته .
وانتهى الأمر أن تكون البدايه فى ملعب المدينه الكبير بعد ارسال الدعوات للملوك وأصحاب العروش حول الإقليم الذى يعد مطمعا للجميع على مر الأزمان والدهور .
وبعد أن قدم للملك خطبته العصماء التى سيلقيها وسط الحشود من الأكابر والضعفاء رغم عدم قناعته بالفكره , الا انه أطاع وزيره راضيا , موضع سره وثقاتة .
لم يمهله حتى مراجعة ماكتب , هل يريد توريطه ؟ لا نعلم ولننتظر .
أيها الشعب الحكيم والملوك والوزراء والتابعين والوجهاء , أزف اليكم اليوم خبرا سعيدا , فقد قررنا بناء سور حول بلادنا لحماية الكنوز والفئوس وأدوات الانتاج والأمراء وسوف يقرر رسم للدخول بالذهب والفضة وأطالب بجمع كل ما نستطيع و كل شخص حسب قدرته ما يساعد على البناء و سنقيم الجسور والمدن الجديدة وسنوسع المجارى الملاحية , ولا حاجة لنا بالجزر خارج الإقليم فقد تكون بعيده عن السيطره , وعليه فقد أبلغنا جميع الأصدقاء بما نتنوى عمله طلبا للمساعده ويد العون وارسلنا لأقراننا بمد القروض والهبات للخزينه العامة , إذ نحن على أبواب ملحمه كبرى .
ومرت السنوات الإولى من حكمة , والوضع يتأزم ويتأزم وتخلى عنه بعض الوجهاء من أصحاب الأموال , فقد توقفت أعمالهم وأوشكوا على الإفلاس ولم يتبقى خلفة الا بعض الخونه والمنافقين والمصفقين .
تجمعت الجماهير على أبواب القصر يجددون البيعه للملك ويطالبونه بالغاء مشروعاته التى قد لا تؤتى بأى خير على البلاد والعباد , إلا أنه أبى واستكبر وكان من المارقين , وأمر وزيره بقطع رؤوس كل من تطاول على سموه وعظمته , الا ان وزيره هرب وتركه وحيدا وبعد ان اكتوى الشعب من جحيم الأسعار وفرض الضرائب وتفحش البطالة , أعادوا زحفهم المقدس نحو القصر من جديد بعد أن اطفئت شموعه حزنا على وزيره الغبى وامرأته التى كان يدللها .
وصل كبير الحرس الى فوق العرش , ومازال الملك يتشبث به ويكرر صراخه الجديد , صبرا صبرا سأطعم الجميع مناَ وسلوى وسأزوج العوانس وألغى الضرائب وسأفتح جميع الأسواق وسأخرج كل ما فى القصر تحت أرجلكم , اتركونى أكمل حكمى حتى مماتى كما فعل والدى الملك الغشيم المعظم .
محاولة يائسة من الملك المعزول بأمر الشعب مصدر كل الأحكام و السلطات واختار المتجمهرون أحدهم ليدير شئون البلاد و حتى ينعقد مجلس القضاء لإختيار الحاكم الجديد , إذ لا مكان لغشيم بين الحكماء .
المجموعة القصصية
ظنون الملائكة 2019