يُعتبر شهر رمضان المُعظم من الشهور المُميزة فى التقويم الهجري عند المسلمين كافة , بل العالم أجمع , لما يلقاه من حفاوة وإحتفال .
هو الشهر الذى يمتنع فية المسلمون عن الطعام والشراب من الفجر وحتى المغرب إلا أصحاب الأعذار , فكان من حِكمتة تعالي أن شَرٌع الرخص لتسهيل العبادات ومنها الصوم .
الشهر الذى يباركة الله فى قرءآنة , ورسولة , بحديثة الشريف ( أتاكم رمضان شهر يغشاكم الله , فينزل فية الرحمة , ويحط الخطايا , ويستجيب للدعاء , ويباهى بكم الملائكة , فأروا الله خيرا من أنفسكم , فان الشقي من حرم فية رحمة الله )
كما ذكر فى الآثر والأحاديث , أن أولة رحمة , وأوسطة مغفرة , وآخرة عتق من النار , وتعد ليلة القدر ( ليلة السابع والعشرون ) من أهم الليالي على الاطلاق , حيث أشار القران الكريم عن ذلك فى مواضع كثيرة , فيها يعتكف المسلمون فى المساجد بالذكر والقيام حتى مطلع الفجر , حيث تُزال العثرات وتَتلقي البركات والمَغفرة للسعداء .
ولا يفوتنا بالطبع ذكر أهم ما يميز رمضان عن باقي الشهور , مثل الفانوس والزينة ومدفع الإفطار , حلق الذكر وقراءة القرآن و المسحراتي والحكواتي والفعاليات الثقافية والفنية عبر وزارة الثقافة المصرية وبعض الجاليات والمشايخ الصوفية ، والمأكولات وبعض الحلوى والتي يتم تناولها عقب الإفطار.
و من الأماكن الزاهره العامرة , والتى تعد مزارا هاما لمعظم المصريين والعرب وبعض الأجانب من دول شرق آسيا وبعض دول أفريقيا الإسلامية والمتصوفة , هو مسجد الإمام الحسين رضى الله عنه , بحي الأزهر بالقاهرة الفاطمية , والذى بنى تحت اشراف الوزير الصالح سنة 1154 ميلادية والموافق 549 هجرية , وجدير بالذكر أعتقاد الكثير أن رأس الامام مدفونا بالمقام , وهذا ماعَزٌى تسميتة ( مسجد مولانا الحسين ) وقد ذهب بعض المحققون بالفعل الى هذا الاتجاه , كالمقريزى , والمؤرخ الدكتور أيمن فؤاد فى كتابة ( الدولة الفاطمية فى مصر ) , فأكد على نقل الرأس من عسقلان للقاهرة بعد هروب زوجة الإمام الحسين والملقبة ( بأم الغلام ) من كربلاء العراق .
والمسجد فى وضعه الحالى والذى لم يتغير تقريبا منذ انشائة , عبارة عن مستطيل وله أبواب عده من كل الجهات , الأمامية التى تطل على المشهد الحسينى والخلفية التى تطل على حى الحسين والجمالية العتيق , حيث روايات أديب نوبل نجيب محفوظ , والجانبية التى تطل على مجموعة كبيرة من المكتبات التراثية والمقاهى والمطاعم لخدمة الزائرين وفى الخلف أيضاَ مكان مجهز للوضوء والاغتسال .
ومن المساجد العامرة الشاهدة على عظمة تلك الحقبة الفاطمية , مسجد ومشهد السيدة نفيسة رضى الله عنها , الملقبة ب ( نفيسة العلم ) فى أول طريق آل البيت وموازاة لطريق صلاح سالم الذى يربط بين أحياء القاهرة القديمة والجديدة .
السيدة نفيسة هى بنت الحسن بن زيد بن الحسن بن على رضى الله عنة , وكان من المقرر أن تدفن بالبقيع بالمدينة المنورة إلا أن المصريون أصروا على دفنها بمصر بعد أن لجأوا الى الوالى آنذاك ( عبد الله بن السري ) من 206 إلى سنة 211 وطلبوا السماح وزادوا فى الرجاء بعد أن قاموا بتدبير النفقات اللازمة لذلك , فأجابهم بعد رؤيا منامية من رسول الله صلي الله علية وسلم يحثة على رد الأموال و دفن النفيسة بمصر فى ذلك المقام .
يعد المسجد أيضا مزارا لكل الأجناس وأصحاب الحاجات ومن يطلبون التبرك بآل البيت وسط ميدان كبير سُمى بإسمها تحوطة المحلات والدكاكين والأندية الثقافية التى تشارك فى تلك الفعاليات الرمضانية , وهناك من مشاهير الأدب والفن والسياسية والثقافة دأبوا على زيارة تلك الأضرحة السالف ذكرها وتلك الأماكن من داخل وخارج مصر , حيث ينشدون الراحة والطمأنينة والجرعات العالية من الروحانيات المتدفقة .
وأول من بنى على القبر هو والى الدولة العباسية وإكتمل البناء فى عهد الدولة الفاطمية , وتم تجديد المشهد فى عصر العثمانيين فى عهد الأمير عبد الرحمن كتخدا , وللمسجد مدخلان , أحدها للرجال والآخر للنساء , بة ممرات ممتده حتى الضريح , مزينة بلوحات فنية وأشعار صوفية فى محبة آل البيت , وجدير بالذكر أن آخر تجديد كان لعباس الاول قبل انتهاء عهد الملكية بمصر .